21‏/04‏/2013

دعوة للإسلام أم للكيان

أصبح الجهاد الدعوي عند كثيرين هو التبرير و شرح مواقف الكيان الذي ينتمي إليه و الدفاع عنها بل و ربما الطعن في كل مخالف لها . . يضيع في ذلك عمره . . و مجهوده . . و يستثير عناد من يحاججه . . و هو ظان أنه بهذا العابد المجاهد . . بينما هو يضيع على نفسه و على من يحاجج أضعاف أضعاف الخير . . إن كان مايفعله خيرا أصلا .

و لو أنه تجرد لله . . و خرج من الدعوة إلى الكيان . . إلى الدعوة إلى فسيح الإسلام . . و مجمل جميل شرائعه . . بعيدا عن المسميات التي باتت عبأ على الدعوة و إن سميت دعوات. . و الله أظن أنه لن يجد من الناس إلا آذانا صاغية . . و قلوبا للحق متشوقة صافية . . لأنه عندئذ سوف يخاطب ماهو موجود  في أعماقهم . . و هو حب المسلم الفطري لدينه و تقديسه لنبيه و ربه . .
أما أن يضيع عمره ليزرع في نفس محدثه اقتناعا بجماعة أو دعوة أو كيان ، و هو ظان أن هذا هو الدعوة و الجهاد . . فأخشى أن هذا هو سبب صد عن سبيل الله ، و ضياع العمر كضياع من ضل سعيه و هو يحسب أنه يحسن صنعا . . و لا أسقط الآية عليه و إنما أستعير بعض لفظها .

و ما انتشر الإلحاد و التشيع و المذاهب و الإيديولوجيات الدخيلة على أمة الإسلام . . إلا لأن كثيرين من المشتغلين بالدعوة و المنشغلين بالانتماءات رفعوا كل راية . . و أي راية في مواجهاتها . . إلا راية ((الإسلام)) و فقط ((الإسلام)).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق