12‏/02‏/2017

موجات الجاذبية . . صفعة أخرى على وجه الفكر الإلحادي

قبل من عام من الآن حدث حدث علمي ضخم في ميدان الفيزياء , يعتبر نقطة من نقاط التحول في العلاقة بين الفيزياء الكلاسيكية و الفيزياء الحديثة . . و هو الإعلان عن رصد " موجات الجاذبية ".

 و هذه موجات  التي تم الإعلان عن رصدها و بالتالي إثبات وجودها , كانت مجرد فرضا نظريا افترضه ألبرت أينشتاين, لكنها وصلت إلى الأرض الآن , غير ان اللافت للنظر أن مصدرها يعتقد أنه اصطدام ثقبين اسودين منذ 1.3 مليار سنة.

أتدري ما منى رصد موجات وصلت إليك للتو , نتيجة انفجار حدث منذ هذه الأزمنة الموغل في تاريخ الكون ؟

إن هذا يعني أننا الآن نرصد ماضي الثقبين الاسودين . .
إنه ماضِ بالنسبة للثقبين الأسودين . .
لكننا نرصد الحدث الذي وصل لنا الآن الآن . .
و كأننا نشاهد صورة ( غير ضوئية ) للحدث . .
فما هو بالنسبة لنا الان حاضر . . هو في مكان ما من ذلك الكون ماضي . .
و ما هو في هذا المكان البعيد حاضر . .

 هو بالنسبة لنا الآن أمر مجهول غيبي . . و ان كان غيبا نسبيا وليس مطلقا . .
إذ يستحيل علميا وعمليا أن نكتشف وجوده قبل 1.3 مليار سنة .
لأن هذا يتطلب منا وجود سرعات تفوق الضوء بمراحل و هو أمر غير ممكن على الأقل في ما نعلمه حتى الآن .
وكم في هذا من معان مثيرة للعقل و التأمل . .
لكن أقف عن أحدها في ومضة سريعة

إن هذه الظاهرة و غيرها كثير كثير , لتشهد بأن إنكارك شيئا لمجرد أنك لم ترصده أو تدركه بحواسك رغم وجود ملايين الأدلة الحتمية على وجوده هو نوع من التفكير الذي تتسم به الحيوانات فقط - اعتذر صديقي الملحد انا لا اسبك هذه هي الحقيقة - لان اهم ما يميز العقل البشري هو القدرة على تصور و استباط وجود الاسباب من النتائج و الاثار . . اما الحيوان فلا يملك مثل هذه القدرة .

و هذه الالية السطحية البدائية في التفكير المسجون في مدخلات الحواس الخمس دون معالجة لها و استدلال على مدلولاتها هي التي يستند عليها الملحد في الحاده . .

إنها رسالة متجددة من كل أنحاء الكون . .

مفادها أنه لا يستفيد من آيات  الكون إلا " أولي الألباب " . . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق