ينقل الشيخ سيد طنطاوي رحمه الله في تفسيره الفريد الفريد في فائدته " الوسيط " ما قال القرطبي واصفا حالة الضعف التي انتابت المسلمين في أواخر عهد المسلمين في الأندلس , مفسرا سبب هزيمتهم و ذلك في معرض تفسيره لقصة طالوت و بني إسرائيل في سورة البقرة الآية 249
" لكن الأعمال القبيحة والنيات الفاسدة، منعت من ذلك حتى انكسر العدد الكبير منا أمام اليسير من العدو وكما شاهدناه غير مرة، وذلك بما كسبت أيدينا! وفي البخاري: وقال أبو الدرداء: إنما تقاتلون بأعمالكم. وفي البخاري- أيضا- أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم» فالأعمال فاسدة والضعفاء مهملون والصبر قليل، والاعتماد ضعيف، والتقوى زائلة!! قال- تعالى-: اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ وقال:
وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا وقال: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ وقال: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ
وقال: إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. فهذه أسباب النصر وشروطه وهي معدومة عندنا غير موجودة فينا، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصابنا وحل بنا " .
حينما قرأت هذه السطور , كدت أن أنسى أو ربما نسيت فعلا أن القرطبي من زمن مضى , و أنه كتب ذلك في زمن مضى , و تخيلت كأنني أشاهد أمامي . . خلاصة نشرة الأخبار اليومية. .
بقلم / رحاب صبري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق