أعلنت أحد الفضائيات عن لقاء يعقد بين مجموعة من الممثلين و الكتاب و المخرجين لمناقشة مستقبل حرية الإبداع في ظل الضوابط التي يراد لها أن تنظم و تضبط الأعمال الأدبية و الدرامية بحيثلا تصطدم مع العقائد و الآداب العامة
و هنا حضرتني كلمات كنت قرأتها ذات مرة عن افلاطون , و ما روجه من موقف متشدد تجاه الشعراء ( كمبدعين ) حيث سماهم على لسان أستاذه سقراط بطل محاورته " الجمهورية " باسم " المقلدين " أو " صانعي الصور" حيث لا يعلمون عن حقيقة الوجود شيئاً و إنما تتوقف معرفتهم عند المظاهر .
حتى قال ما معناه " إن كل حروب الآلهة التي رواها هوميرس، يجب منعها في جمهوريتنا , لأنّ الواجب أن يوصف الإله في كل حال على ما هو في ذاته, حقيقة , سواء كان ذلك في الشعر القصصي أو الغنائي أو الروائي ، هذا هو الحق.. فلا نسند الخيرات إلى غيره، بل نفتّش عن علّة الشرور في غيره لا فيه "
[هذا كلام أفلاطون على لسان سقراط في محاورة الجمهورية (البوليتيا) ] ( راجع موسوعة تاريخ الفلسفة السياسية - ليو اشتراوس الجزء الأول - أفلاطون )
و مع رفضنا لهذا الموقف المتطرف من الشعر . . و عدم تبنينا له . . لكن يبقى السؤال .
هل كان أفلاطون . . شيخ الفلاسفة ظلامياً ؟؟ أو عدواً للحرية الفكرية ؟؟ أومنغلقاً ؟؟ . . أو عدواً لحرية الإبداع ؟؟. .
فمع التأكيد مرة أخرى على تحفظي على منطلقات أفلاطون في الرفض بل و تحفظي على كثير من افكاره , فهو كغيره من البشر له أفكار جيدة جداً و أخرى لا أقبلها .
فالرجل مثلاً كان لا يؤمن بعقيدة الحياة الآخرة فضلاً عن أنه كان و ثنياً . إلا أن موضع الشاهد هنا هو أنه منذ فجر التاريخ الفكري , برزت الحاجة الملحة عند العقلاء , لوضع ضوابط لحالة السيولة الشعورية و تداعي الأفكار عند الشخصيات التي قد تهيم وراء الأفكار , حتى تجد نفسها خرجت خارج حدود الحياء و المعقول إلى فضاء اللامعقل الذي لا يحترم مقدساً . . حتى أصبح يشار تهكماً و سخرية عند بعض المنتسبين لـ (للأدب و الدراما) إلى لمقدسات باللفظ المستمد من العقائد الوثنية " تابو " . . أي الشئ الذي يعرض من يمسه لغضب الآلهة .
قالوا " لا لتقييد حرية الإبداع " . . ما أجمله من لفظ رنان . . حرية الإبداعلماذا لم يقولوا. . "لا لوضع ضوابط منظمة للأعمال الدرامية و الأدبية ؟؟"
لقد حرص الإعلام على جمع كلمتي ( حرية ) و ( إبداع ) معاً لزرع الاستحباب في النفس , و اي نفس لا تحب الحرية و اي نفس لا تحب كل بديع ؟
لأنه لو سيق الأمر هكذا " لا لوضع ضوابط منظمة للأعمال الدرامية و الأدبية " و هو ما يبين حقيقة ما ينادون به , لما وجدوا معهم مدافعاً عن قضيتهم . .
و الآن و حتى لا نفتش في النوايا . . لنسأل ماذا يعنون بالإبداع ؟
هل الإبداع هو بالضرورة أن يلقي أحدهم بقيئه العنين على صفحات جريدة أو رواية. . لنتجرعة نحن على حين غرة فتتلوث به الأسماع و الأبصار و النفوس .
و هل الإبداع هو بالضرورة أن يكفر بالله و يطعن في أنبيائه و رسله . . من مجنون يهذي في لحظة تأثير مخدر أو تحت نشوة الخمر . . كمافي كتبات سلمان رشدي و حيدر حيدر .
هل الإبداع أن تنكشف العورات و كل مختبئ أمام العيون . . ليذبح الحياء على مذبح عشتار أو أفروديت ( و هما إلاهتا الرغبة الجنسية و الجمال عند بعض الوثنيين القدماء ) . . لتشتعل النار في حنايا الأجساد نيراناً لا تنطفئ إلا بجرائم الاغتصاب الشرهة البوهيمية أو العلاقات الآثمة النهمة أو مضاجعة الأحلام و الخيالات أمام مشاهد الأفلام الإباحية ؟؟
إن كان هذا من الإبداع في اعتقادك . . فأنا أتهمك أنك تدعو لحرية الرذيلة . . و انا أتهمك بالدياثة . . و أستأذنك في أن يكتب أحدهم قصة يتحدث فيها عن محاسن جسد امرأتك أو أمك أو أختك . . و يتخيل أنه يضاجعها على قارعة الطريق .
أليست هذه حرية الإبداع بهذا المفهوم ؟؟ هل ترضى هذا ؟؟
و إن لم يكن . . فأنت إذن تدين مثل هذه الأمور . . و لا تجد حرجاً في وضع الضوابط لها . . مع وضع آليات محكمة لمنع تحول هذه الضوابط إلى سيف يوضع على عنق الأقلام الحرة . . فتقنين القوانين لحماية الدين و الحياء و الأعراف . . هو عين الحفاظ على حرية المجتمع أن يعتنق ما يريد . . و أن يحترم الأفراد المخالفون معتقداته . . و ألا يطعنوه في اعز ما يملك . . بحجة حريتهم . . فحريتك أن تعتقد في الأفكار مما تشاء . . لا تساوي حريتك أن تطعن في اعراف و اعتقاد شعب بأكمله . . أو أن تجاهر بما يخدش ضميره و خلقه الجمعي .بقي التأكيد على وجوب وضع آليات واضحة حاسمة تمنع التلاعب و احتمالات التأويل , لهذه الضوابط على الفن و الأدب , حتى لا تتحول إلى مجزرة للأفكار الخلاقة , و النقد الهادف و هذه هي الحرية التي يجب أن ندافع عنها . .
لا تلك الحرية التي يدافع عنها كثيرون فقط. . عندما . . تخلع الملابس . . و تنتهك الأديان ؟!!
و هنا حضرتني كلمات كنت قرأتها ذات مرة عن افلاطون , و ما روجه من موقف متشدد تجاه الشعراء ( كمبدعين ) حيث سماهم على لسان أستاذه سقراط بطل محاورته " الجمهورية " باسم " المقلدين " أو " صانعي الصور" حيث لا يعلمون عن حقيقة الوجود شيئاً و إنما تتوقف معرفتهم عند المظاهر .
حتى قال ما معناه " إن كل حروب الآلهة التي رواها هوميرس، يجب منعها في جمهوريتنا , لأنّ الواجب أن يوصف الإله في كل حال على ما هو في ذاته, حقيقة , سواء كان ذلك في الشعر القصصي أو الغنائي أو الروائي ، هذا هو الحق.. فلا نسند الخيرات إلى غيره، بل نفتّش عن علّة الشرور في غيره لا فيه "
[هذا كلام أفلاطون على لسان سقراط في محاورة الجمهورية (البوليتيا) ] ( راجع موسوعة تاريخ الفلسفة السياسية - ليو اشتراوس الجزء الأول - أفلاطون )
و مع رفضنا لهذا الموقف المتطرف من الشعر . . و عدم تبنينا له . . لكن يبقى السؤال .
هل كان أفلاطون . . شيخ الفلاسفة ظلامياً ؟؟ أو عدواً للحرية الفكرية ؟؟ أومنغلقاً ؟؟ . . أو عدواً لحرية الإبداع ؟؟. .
فمع التأكيد مرة أخرى على تحفظي على منطلقات أفلاطون في الرفض بل و تحفظي على كثير من افكاره , فهو كغيره من البشر له أفكار جيدة جداً و أخرى لا أقبلها .
فالرجل مثلاً كان لا يؤمن بعقيدة الحياة الآخرة فضلاً عن أنه كان و ثنياً . إلا أن موضع الشاهد هنا هو أنه منذ فجر التاريخ الفكري , برزت الحاجة الملحة عند العقلاء , لوضع ضوابط لحالة السيولة الشعورية و تداعي الأفكار عند الشخصيات التي قد تهيم وراء الأفكار , حتى تجد نفسها خرجت خارج حدود الحياء و المعقول إلى فضاء اللامعقل الذي لا يحترم مقدساً . . حتى أصبح يشار تهكماً و سخرية عند بعض المنتسبين لـ (للأدب و الدراما) إلى لمقدسات باللفظ المستمد من العقائد الوثنية " تابو " . . أي الشئ الذي يعرض من يمسه لغضب الآلهة .
قالوا " لا لتقييد حرية الإبداع " . . ما أجمله من لفظ رنان . . حرية الإبداعلماذا لم يقولوا. . "لا لوضع ضوابط منظمة للأعمال الدرامية و الأدبية ؟؟"
لقد حرص الإعلام على جمع كلمتي ( حرية ) و ( إبداع ) معاً لزرع الاستحباب في النفس , و اي نفس لا تحب الحرية و اي نفس لا تحب كل بديع ؟
لأنه لو سيق الأمر هكذا " لا لوضع ضوابط منظمة للأعمال الدرامية و الأدبية " و هو ما يبين حقيقة ما ينادون به , لما وجدوا معهم مدافعاً عن قضيتهم . .
و الآن و حتى لا نفتش في النوايا . . لنسأل ماذا يعنون بالإبداع ؟
هل الإبداع هو بالضرورة أن يلقي أحدهم بقيئه العنين على صفحات جريدة أو رواية. . لنتجرعة نحن على حين غرة فتتلوث به الأسماع و الأبصار و النفوس .
و هل الإبداع هو بالضرورة أن يكفر بالله و يطعن في أنبيائه و رسله . . من مجنون يهذي في لحظة تأثير مخدر أو تحت نشوة الخمر . . كمافي كتبات سلمان رشدي و حيدر حيدر .
هل الإبداع أن تنكشف العورات و كل مختبئ أمام العيون . . ليذبح الحياء على مذبح عشتار أو أفروديت ( و هما إلاهتا الرغبة الجنسية و الجمال عند بعض الوثنيين القدماء ) . . لتشتعل النار في حنايا الأجساد نيراناً لا تنطفئ إلا بجرائم الاغتصاب الشرهة البوهيمية أو العلاقات الآثمة النهمة أو مضاجعة الأحلام و الخيالات أمام مشاهد الأفلام الإباحية ؟؟
إن كان هذا من الإبداع في اعتقادك . . فأنا أتهمك أنك تدعو لحرية الرذيلة . . و انا أتهمك بالدياثة . . و أستأذنك في أن يكتب أحدهم قصة يتحدث فيها عن محاسن جسد امرأتك أو أمك أو أختك . . و يتخيل أنه يضاجعها على قارعة الطريق .
أليست هذه حرية الإبداع بهذا المفهوم ؟؟ هل ترضى هذا ؟؟
و إن لم يكن . . فأنت إذن تدين مثل هذه الأمور . . و لا تجد حرجاً في وضع الضوابط لها . . مع وضع آليات محكمة لمنع تحول هذه الضوابط إلى سيف يوضع على عنق الأقلام الحرة . . فتقنين القوانين لحماية الدين و الحياء و الأعراف . . هو عين الحفاظ على حرية المجتمع أن يعتنق ما يريد . . و أن يحترم الأفراد المخالفون معتقداته . . و ألا يطعنوه في اعز ما يملك . . بحجة حريتهم . . فحريتك أن تعتقد في الأفكار مما تشاء . . لا تساوي حريتك أن تطعن في اعراف و اعتقاد شعب بأكمله . . أو أن تجاهر بما يخدش ضميره و خلقه الجمعي .بقي التأكيد على وجوب وضع آليات واضحة حاسمة تمنع التلاعب و احتمالات التأويل , لهذه الضوابط على الفن و الأدب , حتى لا تتحول إلى مجزرة للأفكار الخلاقة , و النقد الهادف و هذه هي الحرية التي يجب أن ندافع عنها . .
لا تلك الحرية التي يدافع عنها كثيرون فقط. . عندما . . تخلع الملابس . . و تنتهك الأديان ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق