أبدأ هذه الخاطرة السريعة بمعلومة لم أكن أعلمها. أحببت أن أشاركك إياها
ثم أنطلق منها لقصة فذرة فريدة في تاريخ البشرية في سطرين..لذا لا تعجل علي واقرأ حتى آخرالخاطرة لتجد قيتنا العجيبة المدهشة ..وعلى كل حال هي قصيرة ..
للإمام السيوطي — صاحب التفسير المشهور، والمنسوب إلى أسيوط (التي لا يُعرف منها في عصرنا إلا نادي بيراميدز) — كتابٌ غريبُ الاسم في #النحو، والأغرب من اسمه أنه أسس فيه لمنهج جديد في ترتيب أبواب النحو، أو ربما أرسى قواعد منهج ناشئ آنذاك.
الكتاب يُدعى "همع الهوامع"، واسمه الكامل:
"همع الهوامع في شرح جمع الجوامع".
وهو شرحٌ لجلال الدين السيوطي على كتابه الآخر في النحو المسمى "جمع الجوامع"!
اعتمد السيوطي في هذا الكتاب على تصنيف المباحث النحوية وفق أساسٍ سمّاه النحويون "العُمُد والفضلات".
والآن إلى القصة
لقد كان السيوطي رجلًا لو وُجد مثله عند أي أمةٍ أخرى لأقاموا له الدنيا ولم يقعدوها! فهو كاتبٌ موسوعي، حر الفكر، منضبطٌ بالأدلة العلمية دون جمود. ما من مجالٍ خاضه إلا وألف فيه، وما من موضوعٍ كتب عنه إلا وجمع آراء من سبقوه، ناقدًا وموازنًا، مقبولاً ومرجوحًا، مقترحًا ومبتكرًا. حتى إنه كتب في فنونٍ لا تُذكر إلا بين الرجل وزوجه!
رجلٌ عجيب..
ومثله في هذه الأمة — أمة الإسلام — كثير..
لكنهم لم يشتهروا لأن أمتنا، بعد أن سُلخت منها هويتها، أصبحت تتعلق ببعض أنصاف الأذكياء من تاريخ الأمم الأخرى، لمجرد أن أسماءهم تُكتَب بحروف لاتينية!
رحاب صبري