يرن جوالي . . فتح الجوال و انا متخوف أن يكون أحد المراسلين الصحفيين , فقد عشت يوماً لم أكن أتخيله , فإذا بأخ كريم لي يقول لي "" انت فعلاً استقلت "" . . فقلت له "" آه ياشيخ . . حضرتك قريتها ع النت ؟؟ "" فأجابني "" لأ . . سمعتها على قناة الحكمة "" و هنا انفجرت داخل وجداني هستيريا عجيبة . . لا أعرف أأضحك من الفنتازيا . . أم ابكي لأني لم أكن أتمنى أن يصل الأمر إلى هذا الحد . . أم أسعد لأن اسميذكر على قناة فضائية محترمة أحبها .
أنا شخص في ميدان الشهرة , لي حظ ليس بالكبير , هذا إن كان لي حظ أصلاً . .
فلست نجماً إعلامياً . .
بالكاد تجاوز عدد قراء مقالاتي على مدونتي الخاصة السبعة آلاف , و بالكاد تتداول بعض الشبكات الإخبارية مقالاتي , بالإضافة إلى زوار صفحتي الشخصية الذين بلغ عددهم بالكاد نحو الخمسة آلاف أو يزيد . . إنني لست نجماً من نجوم التوك شو و نحوها .
لذا لم أكن أتخيل أن إعلاناً على صفحتي على الفيس , سوف يتحول إلى عاصفة إعلامية بهذا الشكل , الذي لا يسعدني شخصياً , فتذكره بعض الفضائيات , و تنشره الجرائد الإلكترونية , و بعض الجرائد الورقية , فضلاً عن عدد لا يحصى من الصفحات و الشبكات الإخبارية على الشبكة العنكبوتية .
هل هذا .كان لأجلي أنا . . أم طعناً أو شماتة في حزب النور ؟؟
أما عني فلا يسعدني أن ينشر اسمي كإسم عابر يستخدم للطعن في شخص أو حزب أو هيئة . ( و مصحوب بهذا المقال نماذج مما نشر غير الجرائد الورقية مثل جريدة الوفد الورقية )
غير الاتصالات التي تلقيتها , و لأول مرة في حياتي من بعض الفضائيات شديدة الشهرة , و كانت لغة الحديث في بعضها قائمة على كما فهمت على محاولة إفساح المجال لي للظهور . . مقابل التأكد من أنني سوف أطحن ( حزب النور ) طحناً .
و أؤكد لمن طعنوا في , و ادعوا أنني افعل هذا طلبً للشهرة , إنني في اليومين الماضيين , لو اردت أن أكون نزيل الشاشات , و الضيف الدوار على حلقات التوك شو و الله لفعلت .
لكن أيؤتى المشروع الإسلام و العاملين له من قبلي أنا ؟ حتى و إن اختلفت معهم ؟؟ بئس العبد أنا إذن .
و الحمد لله أنني لا أجد في نفسي الحاجة أ حتى مراودة الفكرة لكي اشتهر بهذا الشكل , فالشهرة بهذا الشكل ليست مطلباً إلا لدنئ النفس .
و انا إذ أؤكد على استقالتي من حزب النور , إلا أنني لا أحب أن استخدم في الطعن في إخواني و رفاق الكفاح بالأمس القريب .
غير أنني و جدت نفسي في (( لحظة فارقة )) لحظة اختيار بين ما يسمى (( الالتزام الحزبي )) و بين (( إلتزامي الديني ثم الأدبي )) أن أصدع برفض ما أرى أنه خطأ من وجهة نظري إذا خالفت وجهة نظر الحزب , أو على أقل الفروض أصمت , لا أن اضطر إلى الدفاع عنه .
أنا لا أحب أن أقولب , أتفق في بعض الأمرو مع النور و أختلف في البعض . .
أتفق مع مؤيدي الشيخ حازم في بعض الأمور و اختلف في البعض . .
أتفق مع الإخوان في بعض الأمور و أختلف في البعض . .
إنما التي لا أختلف معها ابداً . . أبداً . . هي ما يجمع عليه عموم أمة الإسلام . . هكذا علمتنا السلفية .
لذا . . أتدين إلى الله بألا أتقولب . .
و لأنني كاتب , و لي عدد من القراء اللذين جاؤوا بأنفسهم إلى مدونتي و قد و ثقوا في قلمي , فما كنت لأخون أمانة القلم الذي حملته , لذا اخترت أن أهجر الحزبية و عالمها , خاصة أنني دخلت فيها بأرجل مرتعشة منذ البداية .
لكن أوجه رسالة إلى الصائدين في الماء العكر , أقول لهم , إن الذي يترك حزباً كان فيه من المرموقين في محافظته , و من الواعدين في القريب بمزيد من الترقي , الذي يترك حزباً من أناس نحسبهم من اهل الخير و الصلاح حتى يحترم حرية قلمه , ابداً أبداً لا يسعده أن يستخدم للطعن في أهل الدين , أو الطعن في المشروع الإسلامي , أو في إخوانه و إن اختلف معهم .
أنا أؤمن أن السياسة جزء من الدين و أن المذاهب و الفلسفات و الأنظمة البشرية لا شئ صالح منها إلا ما اتفق مع الإسلام , و ما عدا ذلك فهو فشل و غثاء .
و خروجي من المعترك الحزبي , إنما هو خروج من الحزبية الضيقة بمعاركها الضحلة , إلى معترك أوسع , هو المعترك الفكري , أرفع فيه قلمي عالياً ليصبح مئذنة , تعلن " لا إله إلا الله. . حي على الفلاح . . حي على شريعة الله " . .
و إن شاء الله أستمر في تعلم العلم الشرعي . . و أستمر في دراستي لتاريخ الفكر السياسي التي تجعلني أشهد أن الفكر السياسي يقف مطئطئاً رأسه خجلاً أمام عظمة السياسة الشرعية , و هذا عام من لدن أفلاطون و ما نقله لنا عن معلمه سقراط مروراً بلوك ثم اسبينوزا انتهاءً إلى فوكوياما و صمويل هنتنجتون
و لي عتاب على أخي الدكتور وسام عبد الوارث , هلا تواصلت معي لتتبين مني حقيقة ما نشر عني , غفر الله لي ولك .
أنا أحب كل مسلم يعمل لله على منهج السلف , و اقول له , امض قدماً و لا تنس أننا تعلمنا في مساجدنا أن الولاء و البراء يعقد على الدين ليس على الأسماء أو الأشخاص .
و إلى الإعلاميين . . و لا أعني الشرفاء منهم . . فقد قابلت شرفاء . . سعدت بهم . . منهم محمد الفقي صحفي الشروق المحترم . . إلى غير الشرفاء من الإعلاميين أقول . . باللغة الدارجة " وسعت منكوا قوي . . (( أنا رحاب . . مش اميتاب )) " . . أقصد باتشان يعني .