16‏/05‏/2012

رحاب صبري يكتب قصيدة : المتاح الغاية

أخشى و تخفق مهجتي . .
أن يألفوا " المتاح " . .
ليصبح  المتاح غاية . .
و ألف ألف جمع . . قد سبحت بحمدها . .
و كافحت من أجلها . .
ليمسي . .
 عواره كمالاً. .
و قبحه جمالاً  . .
لتغفل الأبصار . . عن الف عيب أبصرت . .
في يوم ما بدت . .
 شمس النهار واضحة . .
و لكن . . و بعد أن تفلتت . .
لتعلن الفرار . .
و استحكم الحصار . .
تكلم الغمام بالحقائق العظام . .
ليعلن الحلال و الحرام . .
ليصبح  المتاح غاية . .
و يصبح الحلم القديم . .
تطرفاً غواية . .
و نقص إدراكٍ و عوزاً في الدراية . .
وذاك أنهم نسوا بأنه . .
قد كان خلف ذلك المتاح . . غاية

10‏/05‏/2012

نعم للحرية لا للإباحية . . نعم للإبداع لا للهذيان

أعلنت أحد الفضائيات عن لقاء يعقد بين مجموعة من الممثلين و الكتاب و المخرجين لمناقشة مستقبل حرية الإبداع في ظل الضوابط التي يراد لها أن تنظم و تضبط الأعمال الأدبية و الدرامية بحيثلا تصطدم مع العقائد و الآداب العامة

و هنا حضرتني كلمات كنت قرأتها ذات مرة عن افلاطون , و ما روجه من موقف متشدد تجاه الشعراء ( كمبدعين ) حيث سماهم على لسان أستاذه سقراط
بطل محاورته " الجمهورية " باسم " المقلدين " أو " صانعي الصور" حيث لا يعلمون عن حقيقة الوجود شيئاً و إنما تتوقف معرفتهم عند المظاهر .

حتى قال ما معناه " إن كل حروب الآلهة التي رواها هوميرس، يجب منعها في جمهوريتنا , لأنّ الواجب أن يوصف الإله في كل حال على ما هو في ذاته, حقيقة , سواء كان ذلك في الشعر القصصي أو الغنائي أو الروائي ، هذا هو الحق.. فلا نسند الخيرات إلى غيره، بل نفتّش عن علّة الشرور في غيره لا فيه "
[هذا كلام أفلاطون على لسان سقراط في محاورة الجمهورية (البوليتيا)  ] ( راجع موسوعة تاريخ الفلسفة السياسية - ليو اشتراوس الجزء الأول - أفلاطون )

و مع رفضنا لهذا الموقف المتطرف من الشعر . . و عدم تبنينا له . . لكن يبقى السؤال .
هل كان أفلاطون . . شيخ الفلاسفة ظلامياً ؟؟ أو عدواً للحرية الفكرية ؟؟ أومنغلقاً ؟؟ . . أو عدواً لحرية الإبداع ؟؟. .

فمع التأكيد مرة أخرى على تحفظي على منطلقات أفلاطون في الرفض بل و تحفظي على كثير من افكاره , فهو كغيره من البشر له أفكار جيدة جداً و أخرى لا أقبلها .

فالرجل مثلاً كان لا يؤمن بعقيدة الحياة الآخرة
فضلاً عن أنه  كان و ثنياً . إلا أن موضع الشاهد هنا هو أنه منذ فجر التاريخ الفكري , برزت الحاجة الملحة عند العقلاء , لوضع ضوابط لحالة السيولة الشعورية و تداعي الأفكار عند الشخصيات التي قد تهيم وراء الأفكار , حتى تجد نفسها خرجت خارج حدود الحياء و المعقول إلى فضاء اللامعقل الذي لا يحترم مقدساً . . حتى أصبح يشار تهكماً و سخرية عند بعض المنتسبين لـ (للأدب و الدراما) إلى لمقدسات  باللفظ المستمد من العقائد الوثنية " تابو " . . أي الشئ الذي يعرض من يمسه لغضب الآلهة .

قالوا " لا لتقييد حرية الإبداع " . . ما أجمله من لفظ رنان . . حرية الإبداع
لماذا لم يقولوا. . "لا لوضع ضوابط منظمة للأعمال الدرامية و الأدبية ؟؟"
لقد حرص الإعلام على جمع كلمتي ( حرية ) و ( إبداع ) معاً لزرع الاستحباب في النفس , و اي نفس لا تحب الحرية و اي نفس لا تحب كل بديع ؟

لأنه لو سيق الأمر هكذا " لا لوضع ضوابط منظمة للأعمال الدرامية و الأدبية " و هو ما يبين حقيقة ما ينادون به , لما وجدوا معهم مدافعاً عن قضيتهم . .

و الآن و حتى لا نفتش في النوايا . . لنسأل ماذا يعنون بالإبداع ؟


 هل الإبداع هو بالضرورة أن يلقي أحدهم بقيئه العنين على صفحات جريدة أو رواية. . لنتجرعة نحن على حين غرة فتتلوث به الأسماع و الأبصار و النفوس .

و هل الإبداع هو بالضرورة أن يكفر بالله و يطعن في أنبيائه و رسله . . من مجنون يهذي في لحظة تأثير مخدر أو تحت نشوة الخمر . . كمافي كتبات سلمان رشدي و حيدر حيدر .

هل الإبداع أن تنكشف العورات و كل مختبئ أمام العيون . . ليذبح الحياء على مذبح عشتار أو أفروديت ( و هما إلاهتا الرغبة الجنسية و الجمال عند بعض الوثنيين القدماء ) . . لتشتعل النار في حنايا الأجساد نيراناً لا تنطفئ إلا بجرائم الاغتصاب الشرهة البوهيمية أو العلاقات الآثمة النهمة أو مضاجعة الأحلام و الخيالات أمام مشاهد الأفلام الإباحية ؟؟

إن كان هذا من الإبداع في اعتقادك . . فأنا أتهمك أنك تدعو لحرية الرذيلة . . و انا أتهمك بالدياثة . . و أستأذنك في أن يكتب أحدهم قصة يتحدث فيها عن محاسن جسد امرأتك أو أمك أو أختك . . و يتخيل أنه يضاجعها على قارعة الطريق .
أليست هذه حرية الإبداع بهذا المفهوم ؟؟ هل ترضى هذا ؟؟

و إن لم يكن . . فأنت إذن تدين مثل هذه الأمور . . و لا تجد حرجاً في وضع الضوابط لها . . مع وضع آليات محكمة لمنع تحول هذه الضوابط إلى سيف يوضع على عنق الأقلام الحرة . . فتقنين القوانين لحماية الدين و الحياء و الأعراف . . هو عين الحفاظ على حرية المجتمع أن يعتنق ما يريد . . و أن يحترم الأفراد المخالفون معتقداته . . و ألا يطعنوه في اعز ما يملك . . بحجة حريتهم . . فحريتك أن تعتقد في الأفكار مما تشاء . . لا تساوي حريتك أن تطعن في اعراف و اعتقاد شعب بأكمله . . أو أن تجاهر بما يخدش ضميره و خلقه الجمعي .
بقي التأكيد على وجوب وضع آليات واضحة حاسمة تمنع التلاعب و احتمالات التأويل , لهذه الضوابط على الفن و الأدب , حتى لا تتحول إلى مجزرة للأفكار الخلاقة , و النقد الهادف و هذه هي الحرية التي يجب أن ندافع عنها . .

لا تلك الحرية التي يدافع عنها كثيرون فقط. .  عندما . . تخلع الملابس . . و تنتهك الأديان ؟!!

09‏/05‏/2012

أولئك آبائي فجئني بمثلهم . . إذا جمعتنا يا متعصب المجامع


أخي الحبيب الذي أحب فيك دينك . . غير أني أكره فيك العصبية الضيقة . .
لقد حرمك التعصب من سعة محبة الأمة فحرمت نفسك منها . .

إن آبائي هم . . الصحابة . . و التابعين و تابعي التابعين . . و كل علماء " أهل السنة و الجماعة " من قدموا فهم سلف الأمة لثوابت الإسلام عبر التاريخ . . حتى المعاصرين منهم سواء- أعني العلماء المعاصرين - أجلهم و أقدرهم و هم عندي في الحب في الله و  الود و التبجيل سواء .

و أنت أخي المتعصب , بسبب ما تحسب أنه حق , و لا أشكك في اعتقادك ولا اؤيده , إتفق أو اختلف . . أنت حر و الله هذا حقك طالما لم تخرج خارج دائرة أدب الاختلاف . . لكن أحسن الظن ولا تسئ إليهم يا يرعاك الله .

اقرأ معي :
" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (الفتح 29)

أحبك في الله .