الدكتور عبد الوهاب المسيري , صاحب أكبر موسوعة تتحدث عن اليهود في التاريخ , لم يكتب مثلها و لا حتى يوسيفوس أشهر و أقدم مؤرخي اليهود .
الدكتورالمسيري . . الرجل الذي بدأ رحلة البحث معتمداً على العقل و منتمياً لأقصى اليسار حيث كان أحد أعضاء الحزب الشيوعي . . و انطلق في صحراء البحث العقلي بعيداً عن الدين , تلك الصحراء ذات الزوايا الحادة . . و الخطوط المتداخلة . .
لكنه احتفظ خلال رحلته بعقل غير مهزوم لم يكبله بغلاف ذي قفل من التعصب لفكرة أو إيديولوجيا كما يفعل الكثيرون . . بل جعله رهن الحقيقة التي يقود إليها البحث الحر المجرد قدر الاستطاعة و الذي لا يقود إلا إلى الحق . . كما أن السقوط الحر لا يقود إلا إلى الثبات على الأرض الصلبة بعيداً عن التأرجح في الهواء . . فانتهى به المطاف إلى الدين كمنهج حياة . . ليصبح أحد أعظم المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث . . المنتمين إلى ما بات يسمى اليوم بالإسلام السياسي . . و كان أحد الأعضاء المؤسسين في حزب الوسط وهو أول حزب إسلامي يؤسس في مصر. . و ذلك بعد عمر طويل أنفقه كيساري . .
أتفق معه كثيراً و أختلف معه كثيراً . . لأن قصر الفترة التي عاد فيها إلى الفكر الإسلامي كانت قصيرة أمام الفترة التي عاشها كيساري و التي تركت فيه بعض الأثر . .
لكن لا أملك إلا أن أعجب برجل . . تحتاج إلى أن تسبح في كلماته مغمضاً عينيك متأملاً فيما وراء كلماته من صدى مدوِ هادر لثقافة واسعة و عبق قدم معرفي و اختمار الأفكار .
لقد رحل الدكتور المسيري , و في ذكرى رحيله لم نزل ندعو الله له , خاصة وأنه ترك لنا أساتذه لم نزل نحترمهم و ننهل من علمهم و أخص الدكتور هبة رؤوف عزت حفظها الله إن صحت معلوماتي أنها من تلاميذ الدكتور المسيري .
و رحم الله الدكتور / عبد الوهاب المسيري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق