11‏/08‏/2014

البخاري ليس معصوما . . و لكن ...

إن البعض يعتبر أن عدم عصمة البخاري يعني أن نرد أحاديث صحيح البخاري . . و نقول إن هذا هو حكم لا حكمة فيه و لا نظر و لا تأمل . . و جانب من تفصيل ذلك كالتالي

(1) البخاري ليس معصوما , لكن عدم العصمة لا يعني الشك في كل ما يفعله الإنسان , فمثلا إذا كتب أستاذ في الطب كتابا في تخصصه , هل أقول أن هذا الكتاب لا يستشهد به لأن هذا الأستاذ غير معصوم ؟؟ لا طبعا . . فكم من عمل عملته و لم تخطيء فيه , بينما أخطأت في أمور أخري .

(2) حينما نعرف أن البخاري عرض هذا الكتاب على أكابر علماء الحديث ( ابن حنبل و بن معين و بن المديني كما نقل ذلك ابن حجر عن أبي جعفر العقيلي ) و أن مئات الآلاف من أهل علم الحديث و اهل الأمانة شهدوا بصحته , نعلم أن نقص البخاري يجبره اتقان البقية فه عمل جماعي .
لذلك لم يُراجعوا البخاري إلا في أربعة أحاديث معلومة بعينها , و أغلب أهل العلم على أن البخاري هو الصواب في صحتها , كما راجعه الداقطني في كتاب (التتبع) أيضا في عدد يسير من الأحاديث , فلم يقل أحد بعصمة البخاري

لكن ما اتفق العلماء مع البخاري على صحته فأمره منتهي , لأنهم راجعوه عندما بدا لهم الاختلاف معهم , فهذا الدين لا يحابي أحدا و لا قداسة فيه لأحد على حساب كلام رسول الله )

(3) البخاري كان ينقل عن عدد من الرواة كثيرين و ضع فيهم شروطا فاسية لقول رواياتهم , حتى أن الإمام مسلم قال في مقدمة صحيحه ( لقد رد البخاري نصف السنة الصحيحة ) بسبب قسوة شروطه
و يكفي أن تعلم أنه يروى - إن صح الخبر بذلك - أنه رحمه الله بعد أن سافر دهرا لأخذ حديث من راوي وجده يشير لدابته كأن في يديه طعاما لتأتي , فلما لم يجد في يديه طعاما رفض أن يأخذ منه الحديث لأنه يحتمل و لو واحد في المليون الكذب بسبب ما اعتبره كذب على الدابة .

و كان البخاري لا يأخذ من الرواي الحديث لمجرد ثقته فيه و في صدقه , كلا , بل كان يأخذ من الرواي الحديث بسلسلة سنده حتى يصل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أو الصحابي . .

و السند الذي هو مثل قول الراوي (حدثني فلان , قال حدثني فلان , قال حدثني فلان و هكذا ........... حتى الصحابي قال , سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول .... )

فإذا وجد البخاري في أسماء الرواة في السند إسما لا يعرف حال صاحبه , أو عرف عنه أنه كذب و لو مرة , أو لم يكن على دين , أو كان ينسى , أو كان حتى منخرم المروءة ( مثلا كان يأكل في الطريق ) أو نحو ذلك , أو لم يثت أنه التقى بالرواي التالي له الذي يروي عنه أو قال ( عن ) و لم يقل حدثنا و كان من المدلسين , أو لم يذكر بقية السند بعده لإلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ...... و غير ذلك ) كان لا يقبل حديثه .

فإن قلت كيف يعرف أحوال الرجال و هذه المعلومات . .

لأن علماء الحديث صنعوا علما خاصا تباهي به أمة الإسلام الأمم , و هو ( علم الرجال ) أو ( علم الجرح و التعديل ) درسوا فيه حال رواة الحديث , متى ولدوا و متى ماتوا و من مشايخهم و من الذي قابلوه من رواة الحديث في الطبقات الأعلى و متى سافروا و أين سافروا و كل ما يهم من حال الراوي . . و تكدوا في سيل ذلك لأسفار و الأخطار ليحفظوا السنة .
و من لم يستطيعوا معرفة شيء عنه أو الحكم عليه لا يقبل حديث وجد في سنده بسبب ( جهالة الراوي ) اي أنه غير معلوم الحال . .

فأين الجهلاء ليعلموا و يخسأوا . .

فتأمل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق