21‏/08‏/2015

قصيدة أقواس قزح - رحاب صبري



ما زلت أذكر أنني . .
من يوم أن خرجت هائما . .
أطارد الأقواس . .
أقواس القزح . .
و رغم أنني . .
أمسكت في يدي . .
ألف ألف طيف . . و ألف ألف لون . .
لكنها . .
كانت سراب يرتدي ثوب الحقائق . .
ما زلت أذكر أنني . .
من يومها . .
و لم أزل. .
أطارد الأقواس . .
أقواس القزح . .

07‏/08‏/2015

عسير و سيناء . . الليلة و البارحة . . و الظلام واحد

إن فاجعة جريمة التفجير الموتور داخل المسجد وقت الصلاة و الجنود الذين هم المسلمون يصلون في عسير بالمملكة العربية السعودية تذكرني بفاجعة قتل الجنود الذين هما أيضا مسلمون و هم يفطرون بعد يوم كانوا صائمين فيه صيام الفريضة في سيناء . .

تختلف التفاصيل و تبقى واحدة هي نتيجة الضلال و اتباع الهوى و الغلو و استخدام الإسلام في صراعات هو منها براء .

فما أشبه الليلة بالبارحة . . و الظلام واحد . .


و لعل من أجمل ما سمعت في هذا هو كلام قيم للشيخ محمد المختار الشنقيطي عن جريمة تفجير عسير :
ملخصه أن اربع حرمات لله انتهكت في جريمة التفجير الموتور الإرهابي للمسجد في عسير أثناء إقامة الجنود لشعيرة صلاة الفريضة :
(1) حرمة الدم المعصوم .
(2) حرمة العبادة .
(3) حرمة المسجد .
(4) الخروج و الشذوذ عن جماعة المسلمين .


رحم الله المغدورين في عسير و في سيناء و في كل أرض دنسها الغلاة . . و رزق الله المغدروين منازل الشهداء و رزق أهل حسن الصبر و الاحتساب و جمعهم في الجنة  مع النبي محمد صلى الله عليه و سلم . .

و حفظ أرض الحرمين و أرض مصر من الفتن ما ظهر منها و ما بطن . .

02‏/08‏/2015

هم و هي . . الآلام و الإلحاد !! ( مناقشة لقصة واقعية ) - بقلم رحاب صبري




شابة غنية رقيقة القلب . . قد تكون تطوعت في اعمال الخير . . أو رأت أطفال يموتون جوعا . . أو مرضى يموتون لأنهم لم يجدوا العلاج . . أو نحو ذلك . .

أهل هؤلاء الأطفال قالوا " إنا لله و إنا إليه راجعون " . .
اما هي . . فبدلا من أن تتألم لمعاناتهم . . و تلعن ظلم الناس الذين خالفوا أوامر الله فلم يتواصوا بالجائع و المحتاج . . و تلعن ظلم المستعمرين الذين قسموا أرض الله على خرائط بحيث تتكدس الثروات في حدود و يتكدس الجدب في أخرى . .
بدلا من هذا و غيره . .
كادت صاحبتنا أن تلحد . . أو ربما ألحدت و كفرت بوجود الله . .


أيهم أعمل عقله وقت الانفعال . . و ايهم طغت مشاعره على عقله ؟؟
أي الفريقين أحق أن يوصف بالعقل ؟؟

(1) هم أعملوا عقولهم . . و عرفوا أن وجود الألم في العالم أمر لا يعني بالمرة أن العالم بلا خالق . . فأي علاقة أصلا بين القضيتين؟

هي انفعلت بعاطفة حمقاء فأنكرت و جود الخالق . . لماذا ؟
لأن المخلوقين في العالم يتألمون !!
هل يعني وجود الألم و الفقر و المرض أن هذا الكون وجد من غير سبب ؟؟ من غيرموجد ؟؟
أي علاقة بين القضيتين ؟؟
نسيت الأدلة العقلية التي لا تحصى على حتمية و جود الخالق و أن إنكاره سفه و جنون ( راجع مقال : هل يؤمن الفضائيون؟ )
http://re7absabry.blogspot.com/2014/07/blog-post_8.html
ثم هل اعتقادها أن الكون بغير خالق . . حل مشكلة هؤلاء الناس ؟؟
أم أنه جعلها أكبر ؟
إذ أن الأله الخالق وعد هؤلاء الناس في الحياة الدنيا و في الحياة الآخرة عند الصبر بأضعاف أضاف ما فقدوه و ما وجدوه من الألم في حياة صغيرة لا تقارن بالخلد الذي ينتظر الصابرين في النعيم . .
أما هي فجعلت بزعمها نهايتهم العدم . . بعد شقاء . . شقاء بلا أمل

اي الفريقين أحق أن يوصف بالعقل ؟؟

(2) هم عرفوا أن الدنيا جزء صغير عارض من حياة الإنسان . . و ان هناك حياة بعد هذا الجزء . . حياة خالدة بلا موت . .
و علموا ان الاله الخالق أبدا ما أخفى عنهم حقيقة وجود آلام في الدنيا - سببها ما كسبت ايدي الناس فافسدوا الدنيا على أنفسهم و على غيرهم ممن يحيا معهم - و ما قال لهم الإله أبدا انها سوف تكون جنة بلا آلام . . بل أخبر الخالق عباده أنه سوف يكون فيه كبد و خوف و مرض و فقر و موت . .

" و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات . . و بشر الصابرين " " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون "

ليختبر الله من آمن منهم إيمانا عاقلا لا يذهب به الانفعال و المشاعر العاصفة مهما بلغت . .
هم علموا ان للمشهد بقية . . حياة خالدة . . يكافؤهم فيها الاله على صبرهم بفضل عظيم في نعيم خالد .. ذكروا ان قدر الله ماض و ان وعده لا يخلف . . فصبروا
و قالوا كما علمهم الله " إنا لله و إنا إليه راجعون "

أما هي فظنت ان الحياة الدنيا هي كل الحياة . . فحكمت على عدل الإله و فضله . . من جوء صغير من الصورة الشاسعة . . و كأنها حكمت على لوحة رائعة قبل أن تكتمل - و لله المثل الأعلى -

فجاء حكمها سطحيا . .

(3) هم علموا أن كثيرا من الأمور التي مرت بهم كانوا يكرهونها و ثقلت على نفوسهم فوجدوا أنها سبب لخير كثير و أن فيها خيرا كثيرا لم يكونوا يبصرونه تحت تأثير الانفعال . . "و عسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فه خيرا كثيرا "
تعلموا من القرآن أن يوسف بن يعقوب عليهم السلام لو لم يضع من أبيه و يباع رقيقا في بلد بعيدة و تراوده امرأة العزيز ثم نساء المدينة و لو لم يسجن . . لما اصبح عزيزا لمصر و جاء بأهله من البدو . .
تعلموا أن هناك حزين لأنه لم يتيسر له لزواج ممن أحب و آخر ربما تزوج من أحب فكانت و بالا عليه و ربما خانته و جعلت حياته جحيما . . فظن أن الله قد حفظه من شر لا يعلمه بأمر يكرهه
تعلموا من الدنيا أنهم ذات مرة فاتهم موعد قطار أو طائرة فحزنوا بل وربما سخطوا . . لكنهم سرعن ما عرفوا أن حادثا أصابها و قتل كل م كان فيها فعلموا ان الله حفظهم من شر لم يكونوا يعلمونه بحرمانهم شيئا أحبوه . .

اما هي فلم تر روعة الصبر الذي كان مع الإيمان , و الذ جعل المصائب على قلوبهم بردا وسلاما . . و لم تتعجب ممن خلق ذلك في قلوبهم . .
رغم نها و غير المؤمنين تحترق قلوبهم و يهلكون حزنا و لا يغير ذلك من الأمر شيء . . .

(4) هم نظروا إلى ما لا يحصى من نعم الأخرى التي أنعم الله عليهم بها , و ووجدوا أنها لا تقارن بما أخذ منهم مهما حدث , و رأوا أن كل بلاء هو نقطة في بحار نعم الله عليهم فلم يسخطوا . .
فتعلم أحدهم ذلك يوم أن كان أحدهم يجري جراحة لبتر ساقه فلما افاق قالوا له إن أحد أولاده الربعة مات . . فقال " الحمد لله الذي أعطاني أربعة أطراف فترك لي ثلاثا . . و أعطاني أربعة أولاد فترك للي ثلاثا " أو نحو ذلك . .

أما هي ففكرت تفكيرا جاحدا . . نسي كل النعم أمام بعض الألم . .

وخلاصة القصة . .هم نجحوا في اختبار العقل و الإيمان . .

و هي رسبت في الاختبار . . و أنكرت وجود الله . . لأن الدنيا الفانية التي اعلم عباده بانها دار اختبار . . فيها آلام عابرة . . بعدها خلود في الجنة للصابرين . . العقلاء الدين لم ينسوا ما اخبر به الخالق من الاختبار بالبلاء و ما وعد به الصابرين من خلود في النعيم . .