بدون مقدمات فالأمر مجرد خاطرة ،
حاول أن تتذكر معي من مرة ذكرت قصة القميص في و سورة يوسف تحديدا دون غيرها وفي مواضع متفرقة.
ستجد أمرا ممتعا للنفس و مثيرا للعقل و محفزا للخيال و التأملل ، و له أثر عجيب في نفس وعقل من يتأمل . . حتى ولو لم تتمكن من الوصول للحكم وراءه ،. وهذا من الخصائص القرآنية التي لا تستطيع أن تقف أمامها كل التنظيرات المدلسة و المرتدية النظارات العمى للطاعنين في القرآن .
وهل سماه المشركون سحرا و تواصلوا بعدم سماعه من فراغ؟!
((القميص)) في سورة يوسف يعتبر حاضرا أصيلا في أكثر من مشهد في القصة . .
في ثلاث مواضع
(١) جاء إخوة يوسف على قميصه بدم كذب . .
بل ويقال والله اعلم بصحة ذلك ان نبي الله عرف كذبهم لما رأى القميص سليما لم يمزقه الذئب . . فأرادوا أن يكون دليلا بالباطل على براءتهم و فكان عند أبيهم دليلا على انهم كاذبون.
(٢) القميص يظهر مرة أخرة عندما تشق امراة العزيز قميص يوسف وهو يسابقها إلى الباب هربا من إغوائها له . .
ثم يكون بعدها بقليل دليل براءته و دليل إدانة امرأة العزيز . . أمام عزيز مصر . .
(٣) وقرب آخر القصة يكون القميص رسالة من يوسف إلى ابيه ليلقوه على وجهه فيأت بصيرا . . وربما كان القميص هنا دليلا لسيدنا يعقوب على أن يوسف لم يزل حيا و بخير
لقد كان القميص هناك في بداية الأزمة و في عنق الأزمة ثم في انفراج الأزمة . .
كان هناك على أرض الواقع و الحدث لعلة قدرها الإله . . و كان هنا في جنبات كتاب الله وقد ذكر الإله تعالى وجوده دونا عن غيره من تفاصيل المشهد . . لعلة ايضا يعلمها الله . .
وسواء هداك الله بفضله الى بعض ما شاء من حكمة في هذا او ذاك . .
تبقى بينهما و انت منتشي النفس و العقل
لا تملك الا ان تقف صامتا خاشعا متأملا . . و مستمتعا منتشي القلب و الروح و العقل . .
و اذا ضممت لهذا سيل الأدلة العقلية و البراهين الحاسمة الموجودة في القرآن
لا تملك إلا أن تزدري تفاهات الطاعنين و تطورها بتعلم ماضيا في طريق التدبر و التفكر.
الامر يحتاج لتأمل وتدبر . .