08‏/06‏/2017

القميص كان هناك . .


بدون مقدمات فالأمر مجرد خاطرة ، 
حاول أن تتذكر معي من مرة ذكرت قصة القميص في  و سورة يوسف تحديدا دون غيرها وفي مواضع متفرقة.

ستجد أمرا ممتعا للنفس و مثيرا للعقل و محفزا للخيال و التأملل ، و له أثر عجيب في نفس وعقل من يتأمل . . حتى ولو لم تتمكن من الوصول للحكم وراءه ،. وهذا من الخصائص القرآنية التي لا تستطيع أن تقف أمامها كل التنظيرات المدلسة و المرتدية النظارات العمى للطاعنين في القرآن .
وهل سماه المشركون سحرا و تواصلوا بعدم سماعه من فراغ؟! 

((القميص))  في سورة يوسف يعتبر حاضرا أصيلا في أكثر من مشهد في القصة . .
في ثلاث مواضع  

(١) جاء إخوة يوسف على قميصه بدم كذب . .
بل ويقال والله اعلم بصحة ذلك ان نبي الله عرف كذبهم لما رأى القميص سليما لم يمزقه الذئب . . فأرادوا أن يكون دليلا بالباطل على براءتهم و  فكان عند أبيهم دليلا على انهم كاذبون.

(٢) القميص يظهر مرة أخرة عندما تشق امراة العزيز قميص يوسف وهو يسابقها إلى الباب هربا من إغوائها له . .

 ثم يكون بعدها بقليل دليل براءته و دليل إدانة امرأة العزيز . . أمام عزيز مصر .  .

(٣) وقرب آخر القصة يكون القميص رسالة من يوسف إلى ابيه ليلقوه على وجهه فيأت بصيرا . . وربما كان القميص هنا دليلا لسيدنا يعقوب على أن يوسف لم يزل حيا و بخير

لقد كان القميص هناك في بداية الأزمة و في عنق الأزمة ثم في انفراج الأزمة . .
كان هناك  على أرض الواقع و الحدث لعلة قدرها الإله . . و كان هنا في جنبات كتاب الله وقد ذكر الإله تعالى وجوده دونا عن غيره من تفاصيل المشهد . . لعلة ايضا يعلمها الله . .

وسواء هداك الله بفضله الى بعض ما شاء من حكمة في هذا او ذاك . .

تبقى بينهما و انت منتشي النفس و العقل

لا تملك الا ان تقف صامتا خاشعا متأملا . . و مستمتعا منتشي القلب و الروح و العقل . . 
و اذا ضممت لهذا سيل الأدلة العقلية و البراهين الحاسمة الموجودة في القرآن 
لا تملك إلا أن تزدري تفاهات الطاعنين و تطورها بتعلم ماضيا في طريق التدبر و التفكر.

الامر يحتاج لتأمل وتدبر . .