16‏/12‏/2017

سألني عن القرآن .. كيف نعرف ان القرآن كلام الله؟

#سألني سألني كيف نعرف أن القرآن كلام الله تعالى ؟
بقلم / رحاب صبري
هذه رؤوس أقلام بأمثلة من أدلة القرآن العقلية . . و هذه قطرة في بحر . . و لكن عرضها نهدف به إلى التنبيه على قضية مهمة . . لذا نرجو قراءتها بعناية
1- الإخبار بأمور ستحدث في المستقبل بمواصفات محددة و ملبسات مصاحبة لحدوثها , ثم حدوثها كما أخبر : و هذا مكرر كثيرا سواء في الكتاب أو السنة الصحيحة الثابتة , و سوف نبين إن شاء الله هذا بالأمثلة عبر التاريخ حدوث هذا مع العزو للمراجع . كأول مثال تفصيلي على هذه الأدلة.
2- إنفراد القرآن يبن كل كتب العالم بيسر الحفظ كاملا : فرغم عظمة بلاغته , و كبر حجمه , و تشابه بعضه ببعض في كثير من المواضع مع اختلافات دقيقة بين موضع و آخر , و تنوع تراكيبه , و فصاحة لغته , إلا أنه انه يحفظه مئات الملايين من البشر , كلهم يحفظه عن ظهر قلب , يحفظونه بنفس طرق القراءات بل والتشكيل و الدود ببل وحتى تفخيم الحروف و ترقيقها . . هذا رغم أن كثيرين منهم فعلا لا يحسنون من العربية إلا ((النطق بالقرآن)) , فترى في مسابقات القرآن العالمية العجب العجاب , ترى القارئ يقرأ و كأنه عربي بن عربي , فإذا أنهى قراءته و تكلم إلى اللجنة و الحضور فلا يكاد يستقيم لسانه بنفس مستوى استقامته في القراءة. " و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "
3- إعجاز القرآن في أسلوبه : القرآن كتاب متفرد في إعجاز أسلوبه . . عجز البشر عن محاكاته . . و حينما حاولوا محاكاته . . كانت محاولاتهم بائسة مسجونة داخل تراكيبه و نسقه . . لكنها كانت ممسوخة مشوهة بل وشديدة البؤس و الإضحاك أحيانا .
و حينما تضم إلى هذا أن ذاك الأسلوب المعجز لم يكن يوما يجري على لسان النبي محمد صلى الله عليه و سلم قبل البعثة , بل ظل أربعين عاما يحدث المشركين و يحدثونه , و ما قال أحدهم عن قوله أنه شعر أو سحر و لا جاء على لأنه هذا الحديث المعجز , رغم كونه صلى الله عليه و سلم بليغا . . فما الذي جد و جعلهم يقولون ذلك؟ إنه الوحي الإلهي . .
بل إن اللافت أن محمد صلى الله عليه و سلم ظل محتفظا في محادثاته اليومية بأسلوب حديثه الطبيعي , و الذي وصلنا متمثلا في " الأحاديث " ,و خي قمة من قمم البلاغة , و لكنها ليست كمثل بلاغة القرآن , بل إن خصائصها البلاغية و مرادفاتها و موسيقاها تختلف تماما عن القرآن , حتى أنك لتميز بينهما بمجرد سماعهما حتى دون أن تعلم من قبل أيهما حديثو و أيهما قرآن. و رغم ذلك ظل كلاهما يجري على لسان النبي صلى الله عليه و سلم جنبا إلى جنب . . و يأبى العقل أن يصدق أن يجمع إنسان واحد بين أسلوبين مختلفين تماما ففي صياغة كلامه جنبا إلى جنب و كل منهما أسلوب شديد البلاغة و الرقي و التميز .
4- الإخبار بحقائق في الكون و الخلق و التي وافقتها مؤخرا حقائق اكتشفها العلم التجريبي: فرغم أن القرآن خالف بعض الاعتقادات العلمية الشائعة وقت نزوله مخالفة حاسمة واثقة , بل و تطرق إلى ما لم يخطر ببال البشر التفكير فيه أصلا من أمور أخرى حول الخلق و الأنفس , إلا أنه ثبت بعد ذلك بقرون و في عصر العلم و التجريب , و رغم أنف مثيري الشبهات ان القرآن كان و لم يزل هو الأصدق والأصح . .
و سوف نبين بالأدلة و المراجع إن شاء الله أنه على مدار التاريخ ما اصطدم العلم بالقرآن , إلا ووقف العلم ذليلا صاغرا أمام القرآن . و سوف نرد إن شاء الله الشبهات العلمية التي يروج لها البائسون اليائسون بشكل مذل لادعاءاتهم إن شاء الله. مع التنبيه على أننا نسلك في هذا كله مسلكا بعيدا عن اجتماع الغلو في ما بات يصطلح عليه الإعجاز العلمي في القرآن و التفريط لفي كتاب الله لصالح بعض وجهات النظر كما سنبين إن شاء الله تعالى , حيث خلط بعض الناس بين الحق و الباطل , و القرآن بما فيها من حقائق علمية واضحة أقوى من أن يحتاج إلى لي أعناق بعض الآيات لإدخالها قسرا في باب الإعجاز, كما أن القرآن لم ينزل كتاب فيزياء و لا كيمياء و لا جيولوجيا , و لكن الله في سياق دعوة الناس و الاستدلال العقلي ساق لعم مشاهد من الكون كان فيها من المفاهيم و الإشارات التي بثها الله للبسر بعلمه لخلقه ( ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ) ( سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق )
5- الإخبار بأمور من الغيوب الماضية و محاججة الأمم السابقة في تاريخها و تفاصيل عقائدها و تصحيحها لهم : إن القرآن نزل بتفاصيل عن الأمم الماضية , فيها أخبار منها الماضي الموغل في التاريخ , و ناقش أهل الكتاب في خفايا كتبهم و كشف لهم متحديا ما يخفون فيها , و صحح لهم تأويلاتهم الفاسدة , و عقائدهم المنحرفة , بل و بعض من قصصهم .
و في هذا كله لم يقف القرآن موقف المقلد الناقل لما عندهم بأسلوب آخر يسترضي أهل الكتاب ليقروه على صحة ما فيه , بل نزل مهيمنا على هذه الكتب , ناقدا لما فيها نقاد موضوعيا عادلا , فأقرهم على ما كان عندهم من الحق , و فضح ما زييه و زوروه من كتبهم و عقائدهم , و حاججهم عليها بالعقل و الحجة الدامغة. و سنبين هذا إن شاء الله بالتفصيل و المصادر .
و تبقى نقطة شديدة الإثارة للعقل السوي في هذه النقطة , من أين لرجل أمي هذا الكم من المعارف التي لم تتوفر لحملة درجات الدكتوراه في عصرنا إذن أنها تتعلق بكتب متنوعة و أديان متباينة و أمور تاريخية لأمم شتى ؟ بل حتى لو أن أحدنا في هذا العصر ممن يحملون شهادات الدكتوراه الآن , لو أنه وجد في نفس الظروف التاريخية لمبعث النبي حيث ربما قطعت شبه الجزيرة طولا و عرضا لتبحث عن صحيفة واحدة تكتب عليها , فلا تجد , في وسط أمة أمية , لا مراجع , لا أساتذة جامعيون , لا موسوعات , بل إن الكتاب الواحد الذي يطبع اليوم في حجم المصحف ينقل على الجمال !!! و عليه لو تخيلنا أن أحد من حملة درجات الدكتوراه يجري بحثا في مبحث واحد من تلك المباحث التي لخصها القرآن تلخيصا لا يلخصه إلا عالم محيط بأدق التفاصيل , لما استطاع هذا الأستاذ الجامعي أن يتم المعرفة اللازمة بكل هذه العلوم و لا نصفها و لا ربعها حتى ولو أنفك عمره كله لا يغار المخطوطات , و لما خفي أمر دارسته على أحد . فما بالك و قد نزل على رجل أمي ؟!
6- اجتماع كل الصفات المتناثرة في كتب أهل الكتاب عن النبي المبشر به آخر الزمان في النبي محمد صلى الله عليه و سلم ( وصفه و اسمه و زمن بعثته - و مكان بعثته - و صفاته الجسدية - و أحدث سوف تحدث في حياته - و صفات أتباعه - و صفات شريعته - و كونه سيحارب و ينتصر و غير ذلك .. ) : حتى لو لم تكن مؤمنا بالوحي أصلا كالربوبيين , و لا حتى بالإله سبحانه كالملحدين , أين تذهب بعقلك حينما ترى نصوصا نزلت منذ آلاف السنين قبل مولد محمد صلى الله عليه و سلم في كتب متفرقة متباعدة , يفصل بين كل منها و التالي له مئات السنين أحيانا , و رغم ذلك تبشر بشخص يأتي في آخر الزمان و تدعو إلى اتباعه , و تأتي صفاته فيها متناثرة متفرقة , ثم تجد أنها كلها بدون افتئات أو تكلف تنطبق عليه صلى الله عليه و سلم منها صفات جسدية و شكلية و قومية و زمانية و مكانية , كلها تنطبق عليه . . و سوف نبين هذا إن شاء الله بالمراجع من كتب أهل الكتاب .
7- ما تواتر من أخبار عن صدق النبي و أمانته : إن الرجل الذي كان وصفه " الصادق الأمين " كما شهد بذلك أعداؤه قبل أصدقائه , و سنثبت أن هذه الشهادة في أعلى درجات التوثيق بحيث حتى إن كنت غير مؤمن فإنك لا تملك إلا الاعتراف بها بفرض امتلاكك الحد الأدنى من الموضوعية و التفكير العلمي . . فالرجل الذي لم يعرف عنه كذب أو خيانه أو سوء خلق لمدة 40 عاما . . وأعدائه يشهدون له بذلك . يستحيل أن تكون أول كذبة يكذبها , هي كذبة على إله الكون . و ستورد شهادة أحد الكفار الذين كان سبب إسلامهم هذه الفكرة .
8- انتفاء تكسب النبي بالقرآن و ثبوت تضحيته في سبيله :و تحمله الأذى و أنه مات فقيرا رغم قدرته على تحقيق الغنى : لم يتكسب النبي محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا الكتاب أي منافع دنيوية , بل على العكس تحمل في سبيله الاذى الشديد . . و عاش فقيرا , متحملا للاذى , مقيما على الفضيلة و العباده , وترك الدنيا لاتباعه فصار فيهم الاثرياء , و هو ينام على الحصير حتى إنه ليترك أثرا واضحا في جلده يجعل أتباعه يشفقون عليه . . لم يتكسب به الدنيا يوما . . بينما أي كاذب إنما يكذب بحثا عن دنيا يصيبها.
10- تعدد زوجاته و تمسكهن به رغم فقره صلى الله عليه و سلم دليل صدق دعوته و صلاحه في بيته : لقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من عدد من النساء . . مختلفات الأعراق و الطباع . . و لا شك أن تعدد لأزواج من دوافع نقمة النساء على الرجل , إلا أنهن اتفقن جميعا على حبه , و أجمعن في حياته و بعد موته أنه كان أكثر الناس التزاما بما يدعو إليه . و يوم أن خيرهن بينه و بين الدنيا لم ضاق بهم العيش . . اجمعن كلهن على اختياره على الدنيا . . وظللن لا يذكرنه الا بحب وثناء حتى بعد وفاته بسنين . . و هن الذين عاشرنه في بيته حيث لا تجمل و لا تصنع للرجل في بيته . .
و تزداد عجبا حينما تعلم أن منهن من كانت يهودية التي قتل المسلمون أباها في أحد الغزوات , إلا أنها كانت من أشد نساء النبي له حبا في حياته و بعد موته , و لم تختر عليه الدنيا بل آثرت الحياة المتقشفة الزاهدة معه , على زهرة الدنيا ., رغم أن الله تعالى خيرهم في ذلك.
و هنا يثور سؤال . . هل يعرف أحد من الناس رجلا مثل أهل بيته ؟
10- آمن به من أصدقائه وأهله و المحيطين به من عرف عنهم رجاحة العقل و النبل و الفضيلة و بعضهم الغنى ذو الشرف و الجاه: إن النبي صلى الله عليه و سلم امن به أغلب أصحابه المقربون و أقاربه , و كفر به من أقاربه آخرون . . لكن اللافت و الذي لا يستطيع إنكاره منكر أن الذين آمنوا به هم أولئك الذين شهد لهم الجميع برجاحة العقل و الفضيلة و النقاء و النبل و المجد في قومهم و الشرف ثم ازدادوا في الخيرية و الفضيلة و النبل بعد دخولهم في الإسلام , و اقلعوا عن ما كان يشوب هذه الخيرية من أفعال شائعة في العرب قبل الإسلام. . ثم صحوا بالغالي و النفيس , بالمال , و الأهل , و السكن , و الوطن , و الولد , و النفس !! إن فعل عقلاء نبلاء و جهاء مثل هذا لشهادة في حد ذاتها جديرة بالوقوف معها كثيرا , إنهم صدقوه لأنهم يعرفون صدقه و عظمته بحكم قربهم منه . . و إذا كان مجرد وجود جمع من الفضلاء و العقلاء كمقربين و أصدقاء لشخص ما هو شهادة على فضله . . فإن إيمانهم و تفانيهم في فدائه بكل ما يملكون هو شهادة له بالصدق بشهادة جمع من العقلاء الفضلاء النبلاء على هذا الصدق. و لا يعرف حقيقة الرجل خارج بيته مثل أصحابه و المقربون منه .
إن أي دليل واحد فقط من أي نوع من الأنواع السابقة أو من غيرها - فلم أحص الأدلة و إنما ذكرت رؤوس أقلام - ليكفي لصاحب العقل أن يعلم أن هذا القرآن يستحيل عقلا أن يكون كلام سيدنا محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه و سلم ) , بل و يجعلك تؤمن عقلا ثم قلبا . . أن القرآن كلام الله . . و أن محمدا رسول الله . .
و الآن . . دعنا نختار منها أمرا واحدا . و مثالا ليس أعظمها قوة , لنرى أن دليلا واحدا يكفي . . لكنا إن شاء الله سننطلق إلى غيره , ثم غيره . .
و ليكن أول اختيار لنا هو ( الإخبار بالغيوب بملابساتها )
دعنا نتفق أولا أن القرآن أو السنة الصحيحة الثابتة , حينما يخبرانا بأمر سوف يحدث في المستقبل فإن غير المؤمن هنا و حتى هذه اللحظة , قد يجد له ما يريح به خواطره قائلا " ربما كان هذا من باب الرجم بالغيب , أو توقع أمر متوقع حدوثه , فإذا ما حدث يحسب هذا إنجازا و إن لم يحدث قيل يا جماعة إنه سوف يحدث يوما ما !!
ولكننا سوف نجد أمرا عجبا في القرآن و السنة , حيث أن فيه من الإخبار بالغيب ما يقطع على مثل هذه الخاطرة الطريق قطعا لا أمل معه لتسرب الشك
فحينما يخبرنا القرآن عن حدث سوف يحدث في المستقبل . . و يخبرنا بملابسات مصاحبة لحدوثه سوف تحدث معه أيضا في المستقبل . . بل و يعطي لنا مدى زمنيا سوف يحدث فيه هذا الحدث . .
فهنا تحتبس الأنفاس في انتظار أن ترى , هل تحقق هذا فعلا أم لا .
فإذا ثبت أن هذا قد تحقق . . فلا يملك العقل السوي لا التسليم بحزمة من القضايا معا و هي
أن لهذا الكون إله , هو الذي قدر حدوث هذا في المستقبل و أنه لا يخرج عن مشيئته شيء . ,و أن هذا الإله هو الذي أنزل القرآن و هو الذي أرسل محمدا صلى الله عليه و سلم و أم الإسلام هو دينه الذي ارتضاه للبشرية .
و السؤال الآن هل يوجد مثال على مثل ذلك في القرآن ؟
الإجابة . . لا
ليس مثالا واحدا . .
و لنأخذ الآن أحد هذه الأمثلة
القرآن يخبرنا في سورة الروم " غلبت الروم في أدنى الأرض و هم بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين " فهو يخبرنا عن هزيمة الروم من الفرس في أدنى الأرض - في منطقة الشام - و يخبرنا أنهم من بعد غلبهم سيغلبون في أقل من مالا يزيد عن عشر سنوات , مثل هذا الإخبار بالغيب , مع تحديد الزمن الذي سوف تحديث فيه , لا سيما أن هذه الهزيمة للروم من الفرس كانت هزيمة غير عادية كما سأثبت لك بمراجع التاريخ و كما تسجلها سجلات الدولة الرومانية البيزنطية نفسها , حتى أن الفرس اجتاحوا أراضيهم و سيطروا على الغالبية العظمى من الإمبراطورية البيزنطية و استمرت انتصارات الفرس بعد هذا لفترة حتى اكتسحوا أعظم ما في الامبراطورية البيزنطية , و أخذوا منهم أورشليم , ثم بعدها شمال أفريقيا كله هذا غير أراضي آسيا التي كانت قد أخذت أصلا
و عليه فإن أي معاصر لهذه الحرب , و كانت في الفترة المكية , لا يمكنه أن يتوقع انتصار الروم , بل الأقرب لذلك أن يتوقع زوال دورة الروم , و فعلا كانت على وشك الزوال
لولا أن هرقل و كان إمبراطور جديد وقتها , حقق الانتصار بشكل مفاجيء غير متوقع , و عن طريق فكرة عجيبة جاءته , اعتمدت على انشغال الفرس الساسانيين بانتشار جيشهم في أرجاء العالم , فهاجم عاصمتهم الدينية , و نارهم المقدسة
المهم أن أي رجل مثل محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الذكاء الذي لا يختلف عليه اثنان. . من غير المستحيل أن يجازف هكذا مجازفة , فهو فقط لم يتكلم عن أن الروم سوف ينتصرون . . بل حدد فترة زمنية . .
أي كاذب مجازف لا يفعل مثقل هذا , لا سيما أن دعوته كانت في تقدم و يدخل لها الناس يوما بعد يوم , فما الذي يدفعه إلى أن يقامر بمكتسبات دعوته لمدة عشر سنوات
إن عدم انتصار الروم في الوقت المحدد , يعني أن يرتد كل من آمن به في السابق و فيما يلي
ما الذي يدفعه لذلك و هو لم يزل في مكة , و حتى لم يقم دولته بعد؟؟ ما الذي يدفعه لذلك و أتباعه فعلا يتزايدون يوما بعد يوم . . أيغامر بكل هؤلاء الأتباع و لمدة 10 سنوات للأمام دون حتى أن يكون هناك ما يجبره على ذلك. ثم إن هذا الإخبار بالغيب مثل هذا المثال الذي بين أيدينا لم يحدث مرة واحدة . . بل تكرر غير مرة مع ذكر الملابسات أيضا المصاحبة كما في ذكر حالة دخول المسلمين مكة يوم الفتح.
ثم ماذ؟
ثم تحقق ما أخبر به الرسول صلى الله عليه و سلم. رغم أنه كان مخالفا للتوقعات
و هنا لنا وقفة , فنحن نحتاج دليلا على حدوث هذا تاريخيا
, إن كان عقلا . . ينبغي للعاقل أن يؤمن أن هذا حتما قد حدث . . و أن حدوثه ثابت بالتواتر . . لأنه يكفي أن تسأل نفسك . . هل ارتد المسلمون ؟؟ أم دخل المشركون في الإسلام أفواجا يوم انتصر الروم ؟
الواقع أن الذي حدث هو دخول المشركون في الإسلام بعدد كبير . . و بقي المسلمون على دينهم .
و الآن إلى الدليل التاريخي . .
يقول كياجي و هو مؤرخ ( غير مسلم ) من أشهر متخصصي تاريخ الدولة الرومانية البيزنطية في العالم في أحد مؤلفه من منشورات كامبريدج عن الدولة البيزنطية في كتاب Heraclius Emperor of Byzantium
المؤلف Walter Emil Kaegi
من إصدارات ( منشورات جامعة كامبريدج )أو Cambridge University Press
و هذه هي صورة غلاف الكتاب : https://www.dropbox.com/…/%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81%20%D9%83…
يقول في الصفحة المصورة على هذا الرابط في خط زمني لأحداث هرقل أن هزيمة الفرس للروم في منطقة حدثت في 613 ( و هذه كانت أول هزيمة للروم من الفرس في منطقة الشام و عليه فهي إما أنها المعركة المذكورة في القرآن أو أن المعركة المذكورة حدثت بعدها )
ثم متى حدث الانتصار ؟ لقد حدث في 5 أبريل 622 انتصر على الفرس أول انتصار لهم
و هذه صفحة أخرى يتحدث فيها كياجي عن التفاصيل
: https://www.dropbox.com/…/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%20%D8%A7… هذه شهادة المتخصصين , بعيدا عن عك مواقع الانترنت حيث يتحدث المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة على غير علم و لا هدى و بدافع من التكذيب الأعمى.
هذا مجرد مثال . . لقد انتصروا فعلا قبل العشرة أعوام و يومها دخل المشركون في الإسلام بسبب هذا لأنه كانوا يراهنون المسلمين على أن الروم يستحيل أن ينتصروا في هذه الفترة بعد أن شرد بهم الفرس و مزقوهم و لكن الله الذي أرسل عبده و هو الذي يعلم الغيب و هو الذي يقدر الأقدار و لا شيء يحدث مصادفة . . و محمد رسوله و القرآن كلامه . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق