أوهام و افتراءات حول قول الله
" و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه "
" و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه "
سألني قائلا :
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك شبهه تثار فى قول الله تعالى { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)ماذا يخفي النبي بقضية عائليه بين شخصين زيد و زينب
وهل هو تعميم للمجتمع ان يقتدوا بمثل ما فعل "
------------------------ملخص الرد :
هناك شبهه تثار فى قول الله تعالى { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)ماذا يخفي النبي بقضية عائليه بين شخصين زيد و زينب
وهل هو تعميم للمجتمع ان يقتدوا بمثل ما فعل "
------------------------ملخص الرد :
الرأي الذي يقول أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى عن دون قصد زينب زوجة زيد و هي كاشفة شعرها عندما طار ستار البيت فوقعت في قلبه و أحبها . . هذا رأي بعيد وفيه نظر و لا تطمئن إليه النفس ولا العقل , لأن :
(1) كل رواياته بين الموضوع و الضعيف.
(2) زينب بنت جحش كانت ابنة عم النبي صلى الله عليه و سلم , و رآها صلى الله عليه و سلم قبل ان يشرع الحجاب و قبل أن تتزوج حينما كانت في نضارتها و و كانت بكرا , و لم يحصل أن أحبها , أو حاول أن يتزوجها!!!!بل إنه ((هو بنفسه صلى الله عليه و سلم الذي زوجها لزيد بنفسه ((
فهل لم يحبها إلا بعد أن تزوجها زيد ؟؟!! و هل فوجيء عند رؤيتها كما تدعي بعض الروايات الغريبة ؟؟؟
أعتقد أن المسالة فيها نظر عقلا . . فضلا عن ضعف الروايات و اضطرابها و تضاربها.
(1) كل رواياته بين الموضوع و الضعيف.
(2) زينب بنت جحش كانت ابنة عم النبي صلى الله عليه و سلم , و رآها صلى الله عليه و سلم قبل ان يشرع الحجاب و قبل أن تتزوج حينما كانت في نضارتها و و كانت بكرا , و لم يحصل أن أحبها , أو حاول أن يتزوجها!!!!بل إنه ((هو بنفسه صلى الله عليه و سلم الذي زوجها لزيد بنفسه ((
فهل لم يحبها إلا بعد أن تزوجها زيد ؟؟!! و هل فوجيء عند رؤيتها كما تدعي بعض الروايات الغريبة ؟؟؟
أعتقد أن المسالة فيها نظر عقلا . . فضلا عن ضعف الروايات و اضطرابها و تضاربها.
و حتى إن صح هذا الرأي افتراضا فلم يرتكب النبي إثما ولا فاحشة ولا حتى ما يخرم المروءة حاشاه رغم وقوع شعور قلبي في قلبه رغما عنه . .
و معلوم أن المفسرين كانوا من منهجهم أن يوردوا كل ما ذكر حول القصة مما ينسب للسلف ولو كان ضعيفا أو موضوعا و كانا يفعلون ذلك أنهم كانوا يذكرون الرواية بأسانيدها فيعلم حالها.
الآية تقول " تخفي في نفسك ما الله مبديه " فهل أبدى الله أن رسوله كان يحب زينب بنت جحش و هي متزوجة من زيد بن حارثة ؟ هل هذا بدا أم أن كل مروياته مرويات ضعيفة ؟
إن القدر الذي نجزم أن الله أبداه فعلا و الله أعلم هو أن (زيد سوف يطلق زينب , ثم أن النبي سوف يتزوجها) . . و ذكر لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم " . . و لم يقل لأنك أحببتها . .
إن القدر الذي نجزم أن الله أبداه فعلا و الله أعلم هو أن (زيد سوف يطلق زينب , ثم أن النبي سوف يتزوجها) . . و ذكر لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم " . . و لم يقل لأنك أحببتها . .
هذا هو القدر الذي أبداه الله يقينا في الآية . . و ما زاد عليه فظنون قد يصح منها ما يصح و يخطيء منها ما يخطيء . . قد يكون أحبها و اتقى الله في ما في قلبه . . و قد يكون لم يحبها قبل الزواج ولكن الله أعلمه بأن زيد سوف يطلقها ثم يزوجها الله للنبي لكي لا يكون للناس حرج في أزواج أدعيائهم . . و قد يكون غير ذلك . . و في كل ذلك . . ليس هناك ما يشين أو يطعن به أشرف الخلق النبي صلى الله عليه و سلم لا سيما لمن نظر في سياق حياته و تقواه و نبله على طولها حتى لقي الله.
==============تفاصيل الرد :تقول الآية :
" " وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ .. وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ . . وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ . . فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا . . لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا . . وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا "
==============تفاصيل الرد :تقول الآية :
" " وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ .. وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ . . وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ . . فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا . . لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا . . وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا "
و بقراءة الآية و التفاسير بتمعن و تدبر نجد ما يلي /
أولا / النبي صلى الله عليه و سلم كان يحب مملوكه وخادمه أسامة حبا كثيرا , حيث كان أسامة مولى النبي فأعتقه النبي صلى الله عليه و سلم و تبناه و سماه زيد بن محمد قبل أن يحرم التنبي , و كان من حب النبي صلى الله عليه و سلم له أنه كان يسمى (حِب رسول الله ) و كان ابنه أسامة بن زيد يسمى ( الحب بن الحب ) , حتى أنه عندما سئل أيُّ أهلك أحبُّ إليك؟ فقال: "أحب أهلي إليَّ فاطمة بنت محمد" فقيل يا رسول الله، ما نسألك عن فاطمة. قال: "فأسامة بن زيد بن حارثة.." [ حديث رواه الترمذي و النسائي و قال الترمذي حسن صحيح ]
ثانيا / ملخص القصة
كان من سعي النبي صلى الله عليه و سلم لأسامة في الخير أن زوجه " زينب بنت جحش " رضي الله عنها ابنة عمته, وهي من أشراف مكة حيث كانت قرشية ذات مكانة و كان زيد من مولي لرسول الله صلى الله عليه قبل أن يعتقه , و بعد فترة من زواجهما غير كبيرة جاء زيد يشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو ينوي أن يطلقها .فجعل رسول الله يقول له: "أمسك عليك زوجك ، واتق الله". قال الله تعالى: { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ } , و لما طلقها زيد و اعتدت , أرسل النبي صلى الله عليه و سلم زيدا نفسه إذ كان قد انتهت رغبته في زينب بنت جحش و طلقها بناء على ذلك , و لم يراجعها حتى انتهت عدتها , فأرسله إليها ليخطبها له , فذهب زيد و نادى زينب رضي الله عنهما قائلا لها " أبشري . . فقد جئت أخطبك لرسول الله " أو نحو ذلك
و كان هذا تزويجا من الله للحكمة المذكورة في الآية .
كان من سعي النبي صلى الله عليه و سلم لأسامة في الخير أن زوجه " زينب بنت جحش " رضي الله عنها ابنة عمته, وهي من أشراف مكة حيث كانت قرشية ذات مكانة و كان زيد من مولي لرسول الله صلى الله عليه قبل أن يعتقه , و بعد فترة من زواجهما غير كبيرة جاء زيد يشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو ينوي أن يطلقها .فجعل رسول الله يقول له: "أمسك عليك زوجك ، واتق الله". قال الله تعالى: { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ } , و لما طلقها زيد و اعتدت , أرسل النبي صلى الله عليه و سلم زيدا نفسه إذ كان قد انتهت رغبته في زينب بنت جحش و طلقها بناء على ذلك , و لم يراجعها حتى انتهت عدتها , فأرسله إليها ليخطبها له , فذهب زيد و نادى زينب رضي الله عنهما قائلا لها " أبشري . . فقد جئت أخطبك لرسول الله " أو نحو ذلك
و كان هذا تزويجا من الله للحكمة المذكورة في الآية .
ثالثا / ما هو الذي أخفاه رسول الله صلى الله عليه و سلم و الله مبديه ؟
بداية . . إن كل ماروي في هذه الآية من أخبار نسبت إلى السلف لا يصح منها حديث واحد .
قال بن كثير في تفسيره :
" ذكر ابن جرير، وابن أبي حاتم هاهنا آثارًا عن بعض السلف، رضي الله عنهم، أحببنا أن نضرب عنها صفَحا لعدم صحتها فلا نوردها. "
" ذكر ابن جرير، وابن أبي حاتم هاهنا آثارًا عن بعض السلف، رضي الله عنهم، أحببنا أن نضرب عنها صفَحا لعدم صحتها فلا نوردها. "
و الآراء حول ذلك اجتهادية كلها و تنقسم إلى رأيين رئيسيين , ليس فيها رأيا واحدا يصح أن يكون شبهة أو يطعن لا في النبي و لا في القرآن , لذلك حينما أراد الطاعنون من الزنادقة ووضاعي الحديث في عصر الفتوحات ثم المستشرقون و الملحدون و المنصرون أن يطعنوا اضطروا إلى إضافة ظلال خيالاتهم القذرة التي يغذيها كره أعمى و نفسيات مريضة ولا علاقة لها لا بما صح من مرويات و لا بنض الآية و بيان ذلك كالتالي :
(1) الذين قالوا معتمدين على مرويات ضعيفة أن النبي رآها فأعجبته فأحبها ووقعت في نفسه و أخفى ذلك و ظل يدعو زيد للتمسك بزوجته و أن يتقي الله تعالى أو نحو ذلك :
هؤلاء الأئمة غفر الله لهم حينما اختاروا هذا الرأي , حتى في ضوء المرويات الضعيفة التي اعتمدوا عليها , رجحوا هذا الرأي لأنهم رأووا أن إيثار النبي صلى الله عليه و سلم على إخفاء مشاعره و تقوى الله فيها بحيث لا يرتكب خارقا واحدا للمروءة فضلا ‘ن أن يرتكب محرما, و عدم تشجيعه لزيد على تطليق زوجه بل صده عن ذلك إنما هو مما لا يشين بل هو يمتدح , فلو أن حبها ألقي في قلبه , فلا يلام إنسان على ما يجد في قلبه قهرا , بل يلام على ما يقول أو يفعل , و النبي صلى الله عليه و سلم لم يفعل ما يخالف نبل الخلق و التقوى حاشاه رغم ما افترضته هذه الرواية من أنه أحبها .
و على هذا الرأي فحتى إن وقع الطلاق منها من زيد فإن النبي ربما كان يفكر في أنه لن يتزوجها رغم علمه أن زيد ليس ابنه على الحقيقة , لأن العرب كانت تعظم أن يتزوج الرجل زوجة دعيه ( ابنه بالتبني ) , بينما الإسلام لم يحرم ذلك , و من ثم فزواجه منها و إن كان ليس محرما بشرع الله تعالى إلا أنه محرم ( اجتماعيا ) .
لذا ربما كان لوم الله تعالى لنبيه على انه يخشى الناس و الله أحق أن يخشاه هو في هذه المسألة.و إن كان قول الله تعالى لنبيه " و تخفي في نفسك ما الله مبديه " هو من قبيل اللوم – إذ يحتمل ألا يكون ذلك – فلو كان من قبيل اللوم , فهو ربما لوم على أنه يخفي في نفسه العلم باستحالة استمرار الحياة بين زيد و زوجه لأنها كانت تراه ليس كفأ لها و تخشن له القول , و كان رضي الله عنه رجلا كريم الخلق تأبى نفسه عليه ذلك.
و لكن لا يظن أحد أن الله يلومه على إخفائه ما وقع في قلبه – على هذا الرأي – من حبه لامرأة متزوجه كا يدعي أصحاب هذا الرأي أنه أحبها و هو ضعيف كما قلنا لم تثبت به رواية ولا يسلم له العقل كما سنبين !!! فهذا قول شنيع . . أيعتقد حد أن الله يطالب نبيه بأن يعلن عن حبه بامرأة متزوجة ؟
و لا يخفى أن هذا الرأي الذي نناقشه برمته فيه نظر و لا تطمئن إليه النفس ولا العقل , لأن زينب بنت جحش كانت ابنة عم النبي صلى الله عليه و سلم , و رآها صلى الله عليه و سلم قبل ان يشرع الحجاب و قبل أن تتزوج حينما كانت في نضارتها و و كانت بكرا , و لم يحاول ولو محاولة أن يتزوجها ولم يحبها !!!!بل إنه هو بنفسه الذي زوجها لزيد . .فهل لم يحبها إلا بعد أن تزوجها زيد ؟؟!! و هل فوجيء عند رؤيتها كما تدعي بعض الروايات الغريبة ؟؟؟
أعتقد أن المسالة فيها نظر عقلا . . فضلا عن ضعف الروايات و اضطرابها و تضاربها.
أعتقد أن المسالة فيها نظر عقلا . . فضلا عن ضعف الروايات و اضطرابها و تضاربها.
و معلوم أن المفسرين كانوا من منهجهم أن يوردوا كل ما ذكر حول القصة مما ينسب للسلف ولو كان ضعيفا أو موضوعا و كانا يفعلون ذلك أنهم كانوا يذكرون الرواية بأسانيدها فيعلم حالها.
(2) الرأي الثاني أن الله تعالى ربما قد أوحى إلى نبيه أن زيد سوف يطلقها و أنها سوف يتزوجها
الذي ذهب إليه أهل العلم أن الله تبارك و تعالى حينما حرم التبني , و كان زيد هو (الدعي للنبي صلى الله عليه و سلم ) ( الدعي - بفتح الدال و كسر العين ثم تشديد الياء - ابنه بالتبني و جمعها أدعياء ) قد يكون أوحى إليه تعالى أنه سوف يزوجه زينب بنت جحش زوج دعيه زيد بن حارثة بعد أن يطلقها زيد . . و ربما لم يعلمه متى أو كيف سيحدث ذلك .
الذي ذهب إليه أهل العلم أن الله تبارك و تعالى حينما حرم التبني , و كان زيد هو (الدعي للنبي صلى الله عليه و سلم ) ( الدعي - بفتح الدال و كسر العين ثم تشديد الياء - ابنه بالتبني و جمعها أدعياء ) قد يكون أوحى إليه تعالى أنه سوف يزوجه زينب بنت جحش زوج دعيه زيد بن حارثة بعد أن يطلقها زيد . . و ربما لم يعلمه متى أو كيف سيحدث ذلك .
. و الحكمة من هذا الزواج ذكرتها الآية . . ليقدم النبي صلى الله عليه و سلم للمسلمين تطبيقيا عمليا على انتفاء كل ما يترتب على التبني من حرمة زواج الرجل من زوجة دعيه , حيث كانوا يجعلوم زوجة الابن بالتبني محرمة على الأب المتبني مثلها مثل زوجة الابن من الصلب.
و هذا ورد عن ( علي بن الحسين ) حيث أخرج الحكيم الترمذى وغيره عن على ابن الحسين أنه مااخفاه الله في نفسه هو ما أوحى الله - تعالى - به إليه من أن زينب سيطلقها زيد . ويتزوجها هو صلى الله عليه وسلم .وإلى هذا ذهب أهل التحقيق من المفسرين ، كالزهرى ، وبكر بن العلاء ، والقشيرى ، والقاضى أبى بكر بن العربى ، و ابن كثير وغيرهم .
و على هذا الرأي . . فالذي أخفاه النبي في نفسه هو علمه أن زيد سوف يطلق زينب وأنه سوف يتزوج زينب ( ربما عاجلا أم آجلا فلا ندري إن صح هذا هل أطلعه الله على موعد ذلك أم لا )
و الذي لامه الله عليه هو خشيته من نظرة الناس إلى هذا الزواج لأنه زواج رجل من مطلقة دعيه ( أي مطلقة ابنه بالتبني ).
( و كان هذا أمرا عظيما عندهم كعظم أن يتزوج الرجل من زوجة ابنه).
( و كان هذا أمرا عظيما عندهم كعظم أن يتزوج الرجل من زوجة ابنه).
رابعا / إن الآية تقول " تخفي في نفسك ما الله مبديه " فهل أبدى الله أن رسوله كان يحب زينب بنت جحش و هي متزوجة من زيد بن حارثة ؟ هل هذا بدا أم أن كل مروياته مرويات ضعيفة ؟
إن القدر الذي نجزم أن الله أبداه فعلا و الله أعلم هو أن (زيد سوف يطلق زينب , ثم أن النبي سوف يتزوجها) . . و ذكر لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم " . . و لم يقل لأنك أحببتها . .
إن القدر الذي نجزم أن الله أبداه فعلا و الله أعلم هو أن (زيد سوف يطلق زينب , ثم أن النبي سوف يتزوجها) . . و ذكر لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم " . . و لم يقل لأنك أحببتها . .
هذا هو القدر الذي أبداه الله يقينا في الآية . . و ما زاد عليه فظنون قد يصح منها ما يصح و يخطيء منها ما يخطيء . . قد يكون أحبها و اتقى الله في ما في قلبه . . و قد يكون لم يحبها قبل الزواج ولكن الله أعلمه بأن زيد سوف يطلقها ثم يزوجها الله للنبي لكي لا يكون للناس حرج في أزواج أدعيائهم . . و قد يكون غير ذلك . . و في كل ذلك . . ليس هناك ما يشين أو يطعن به أشرف الخلق النبي صلى الله عليه و سلم لا سيما لمن نظر في سياق حياته و تقواه و نبله على طولها حتى لقي الله.
هذا و الله تعالى أعلى و أعلم . .
خامسا / هل هذا ليقتدي به المسلمون :لقد حرم الله التبني أصلا . . فيستحيل أن يتكرر هكذا موقف لتقتدي فيه بمثل ما جاء في الآية
و لكن الاقتداء بالنبي فيه يكون كالتالي :
(1) في عفة نفسه و لسانه و أنه بفرض أنه وقع في قلبه حب لامرأة لا تحل له يقمع نفسه عن الاستدابة لمثل هذا الشعور و يتق الله و يعامله كأن لم يكن , و أن لا يسعى في خراب البيوت.
(2) أن لا يخشى الناس في فعل ما شرع الله فعله أو ترك ما حرمه الله تعالى .
و لكن الاقتداء بالنبي فيه يكون كالتالي :
(1) في عفة نفسه و لسانه و أنه بفرض أنه وقع في قلبه حب لامرأة لا تحل له يقمع نفسه عن الاستدابة لمثل هذا الشعور و يتق الله و يعامله كأن لم يكن , و أن لا يسعى في خراب البيوت.
(2) أن لا يخشى الناس في فعل ما شرع الله فعله أو ترك ما حرمه الله تعالى .
و الحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق