21‏/01‏/2020

أخبار الحمقى و المغفلين عن القرآن العظيم - مقال بقلم رحاب صبري

أخبار الحمقى و المغفلين عن القرآن العظيم
#خاطرة_محاور
إن أي افتراض في أي مسألة من أمور الدين أو الدنيا أو العلم يعتبر مجرد التفكير فيه و مناقشته نوعا من إضاعة الوقت و مزلقا من المزالق اللامنطقية و استنزاف لقوة العقل و الوقت إلا إذاتوفر شرطان مجتمعان:
(1) غياب الحقيقة المبرهنة الثابتة , و التي في غيابها فقط يسوغ لنا أن نبحث في الاحتمالات.
(2) وجود قرائن - بعد توفر الشرط الأول - تجعل الافتراض محل البحث محتملا أو أو وجود أدلة تثبته.

فإذا غاب هذا الشرطان كان أي افتراض هو نوع من العبث.

وفي حالة القرآن فإن أي شخص درس القرآن دراسة موضوعية يعلم أن كون القرآن كتاب الله تعالى هو أمر ثابت عقلا بشكل قطعي و بفيض من الأدلة التي لا تقبل الطعن , حتى أن بعض المستشرقين شهد بذلك و أثبته و قال في القرآن قصائد من الشعر , إلا انه خدع نفسه بافتراض أن القرآن هو كتاب للعرب , لكي يهرب من إلزام نفسه به.

و كتب المستشرقين ملأى بنقول تشهد لهذا.

و على ذلك فإن بدء مناقشة أي فرضية حول القرآن في وجود هذه الحقيقة الساطعة الثابتة , هو نوع من استسفاه العقل له ثمنه الغالي , و هو السقوط من أرض العقل و الحقيقة و البرهان إلى جرف هار من الافتراضات الخرافية الوهمية تتنازع الإنسان.

و هذا ما سقط فيه الطاعنون في القرآن , و حاولوا إسقاط المسلمين فيه , و منذ عصر البعثة و حتى يومنا هذا .. فهم اضطربوا اضطرابا عظيما متناقضا يشهد بأنهم تتخبطهم خرافات تتلاعب بعقلوهم , فمن قائل يقول شاعر أو كاهن أو مجنون؟؟
هل هو هذا أم هذا أم هذا؟؟
و تجد تافه يقتبس من مستشرقين يشهد عليهم أعلام الاستشراق بأنهم الأدنى في العلم و الأدنى في المصداقية فيقول لك أحدهم القرآن هذه الآيات منه فيه آرامي سرياني وأما تلك في العهد القديم (العبري) و هذه فمن مدراش هاجاده رابا أما ذي فإنها من الزرادشتية و النقوش السومرية و هاتيك فمن كتب الطب لطبيب اليوناني لبوقراط , لكن هذه فمن كتاب الطب لجالينوس و غير هذا كثير!!!
و حينما ترجع لمراجع التي يشيرون إليها تجد أنهم كاذبون يستغلوم عدم قدرة الناس على الوصول لهذه المراجع.
إن نظرة سريعة على هذه الأطروحات ليشهد أم مروجيها مجموعة استخفهم اتباعهم للهوي حتى سلكوا مسالك الحمقى و المغفلين و هذوا هذيان المافونين.. و ألبسوا هذا ثوب العلم .. و اي عاقل يقول لهم " أيا معشر الحمقى .. لو كان محمد يعرف كل هذه المعارف في عصره الذي يعيش فيه لكان هذا وحده دليل على أن مصدر معرفته غير بشري أيها الحمقى "

و يحضرني قول الله عز وجل
" و نقلب أفئدتهم و أبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة و نذرهم في طغيانهم يعمهمون "
يقول بن كثير " قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ قَالَ العَوفي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: لَمَّا جَحَدَ الْمُشْرِكُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَمْ تَثْبُتْ قُلُوبُهُمْ عَلَى شَيْءٍ ورُدَّت عَنْ كُلِّ أَمْرٍ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ [كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ] ﴾(١٤) وَنَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْإِيمَانِ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ، فَلَا يُؤْمِنُونَ، كَمَا حُلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْإِيمَانِ أَوَّلَ مَرَّةٍ.
وَكَذَا قَالَ عِكْرِمة وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ."