21‏/09‏/2012

التعري من أجل تداول اللباس

التوحد و معه الإنصاف يسكنان في المسافات الفاصلة بين الأحزاب و الجماعات . . و الأيام تشهد . . و انا من الشاهدين .
تباً لمن مزقوا الثياب فبدت سوءاتهم . . لكي يضمنوا تداول اللباس بشكل سلمي على الجسد المفضوح . .
ببغاوات مهزومة . . تقود جموعاً مكلومة .

10‏/09‏/2012

أسئلة عيب أوي جداً ؟


هناك نوع من الأسئلة إذا سألته يقال لك : " عيب . . برضه فيه حد يسال السؤال ده ؟؟!! "
هذه الإجابة تكون بديهية إذا سألت سؤالاً محرجاً عن أمور شخصية جداً شديدة الحساسية كأن تسأل مثلاً رجلاً عن علاقته الزوجية , أو امرأة عن التوقيت الذي تمتنع فيه عن الصلاة أو نحو ذلك . .

و قد يكون هناك سبب آخر هو أنك تسأل ن أمر بديهي كأن تقول لأبيك : " أبي هل أنت حقاً تحبني ؟ " أو صديقك الذي يقسم لك على أمر ما " يعني انت مش بتكذب عليا ؟ " أو ما شابه .

غير أن هناك أسئلة " عيب " تجمع بين سببي كونها عيب . . مضافا إليهما سبب ثالث و هو أنها تعتبر سبة لمن كانت هذه الأسئلة تشير إليه حقاً . .

فمثلاً سمعنا عن فيلم أمريكي بدعم من أقباط المهجر يسيء للرسول صلى الله عليه و سلم فتكون الأسئلة التالية " أسئلة عيب تتسأل . . و أحياناً تكون إجابتها هي العيب و تكون محرجة جداً . . و أحياناً تكون بمثابة بصقة فيمن توفر فيه ما بهذه الأسئلة من عيب مثل :

1- هل احمر وجهك غضباً للنبي صلى الله عليه و سلم مثلما احمر وجهك غضباً لفريق الكرة الذي تشجع أو لممثلك المفضل  ؟

2- هل النخب المصرية التي انتفضت من أجل إلهام شاهين , دكتور عمرو حمزاوي و الدكتور البرادعي و السيد حمدين صباحي و غيرهم , هل علقت هذه النخب على الأمر و لو حتى على استحياء , أم أن هذه حرية رأي و فكر أيضاً , و إن كانت فهل تبشروننا بمثل هذه الحرية في مصر؟

3- هل خرجت الجموع التي تظاهرات من أجل مباراة السوبر للتظاهر من أجل الرسول صلى الله عليه و سلم ؟

4 - هل لا يزال من قاموا بتمويل هذه الأفلام حاملين للجنسية المصرية ؟ ألم ترفع عنهم الجنسية حتى الآن ؟ و هل كان الموقف سيكون كذلك لو أنهم سبوا ( مصر مثلاُ ) ؟

5- هل أصدرت الكنيسة بياناً رسمياً تتبرأ فيه من أفعال المتطرفين من اقباط المهجر . . الذين هم عار على كل مصري .

6- هل لا تعلم أنه من الظلم أن تؤذي جارك من نصارى مصر مخالفاً العدل الذي أمرك به الله , فليس من العدل أن تعاقبهم بذنب لم يقترفوه بل قام به مجموعة من المتطرفين من المقيمين في أمريكا.

7- هل صدر بيان رسمي من وزارة الخارجية المصرية تطالب فيه بوقف عرض الفيلم أو قطع العلاقات , و لا الموضوع ( من وجهة النظر السياسية) ما يستاهلش ؟

8- هل المسلمين في كل مكان سوف ينتفضون نصرة للنبي و يقاطعون رعاة البقر ؟

9- هل غضبت فعلاً . . أم أن رسول الله أصبح أهون عندك من ابيك و ابنك و من المطرب الذي تفضله . . و من قضية المعتقلين السياسيين و . . ربما من كل أحد و أي أحد تحب ؟

10- هل سيتم تفعيل مقاطعة منتجات رعاة البقر , و تكبيدهم خسائر فادحة ليس في مصر فقط بل في العالم الإسلامي أم أن زجاجة الكوكاكولا و الماكدونالدز هي عندك مثل الأكسجين و الماء .

11- ماذا سوف تقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم لو سألك و أنت تراه على الحوض قائلاً ماذا فعلت يوم كذا و كذا ؟


هل قرأت قول الله تعالى :
" قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " (سورة التوبة 24)

08‏/09‏/2012

مفاهيم علمها الإسلام للعالم :1- العقد الاجتماعي

العقد الاجتماعي باختصار هو الأساس الذي يتم بمقتضاه ممارسة السلطة لصلاحياتها , حيث تعتبر السلطة هي عقد بين طرفين . . الأول و هو الشعب يعطي الثاني و هو الحاكم صلاحيات خاصة , مقابل تنظيم شؤون الدولة و إدارتها بما يحقق مصلحة المجتمع ككل و رعاية شؤون افراده .

و الشائع لدى البعض أن هذه النظرية إنما عرفها للعالم , الفلاسفة الغربيون , كرد فعل على أشكال الحكم الاستبدادي , اي أن الحكم ليس تفويضاً إلهيا كما كان الحال في الحكم الثيوقراطي ( الذي يترجم زوراً و بهتاناً بالحكم الديني ) و هو ما صاحب ما يسمى الحق الإلهي المباشر و غير المباشر , كذلك ليس ميراثاً عائلياً.
 

إنما هو عقد بين الشعب و الحاكم . [ للمزيد من التفاصيل راجع كتاب الطاغية دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي - سلسلة عالم المعرفة - فلمر و جون لوك 258 - 267 ]

و إلى المهزومين  نفسياً الذين يقرون لأي أحد ينطبق عليه كلمة (( آخر )) بالعملقة في مقابل إحساس مرضي بالأقزمة الذاتية .

خاصة أولئك العلمانيون الذين يترنمون ليل نهار بالحديث عن نشأة فكرة العقد الاجتماعي فلسفياً في ثنايا كتابات (جون لوك) في القرن الثامن عشر و اكتمال إعلانها و التبشير بها كفكرة فلسفية غيرت مسار أنظمة الحكم في أوروبا على يد (جان جاك روسو) في أواخر نفس القرن .

اقول لماذا تتعامون إما جهلاً أو إعراضاً عن أن رسول الله إلى العالم في الزمان الأخير محمد بن عبد الله كان هو أول من قدم العقد الاجتماعي كحدث تاريخي ينبض بالحياة , تباهي به البشرية لو أنصف المباهون , و ليس كمجرد فكرة فلسفية خالية من نبض الحياة و إنما كتطبيق عملي لا تضاهيه الشمس وضوحاً .

قدم هذه الفكرة حدثاً و تطبيقا و ليس فكراً باهتا قبل أن يعرفها الغرب كفكرة كثالية يحلم بتطبيقها يوماً ما و تنضج رويداً رويداً , قبل الغرب بما يزيد عن عشرة قرون .

أيأن الغرب تخلف عنا في هذا الصدد عشرة قرون . . إلى أن جاءنا من تركوا دين الله فتخلفنا عن الغرب عشرين قرناً .

نعم فما بيعة العقبة الأولى و الثانية إلا عقد اجتماعي بين رسول الله و أهل المدينة .

عقد ليس لمجرد الإيمان , و إنما للحكم , و نص البيعة مشهور و غني عن التعليق عليه . . و معلوم أن عبد الله بن ابي بن سلول كان على وشك أن يتوج ملماً على المدينة . . لولا بيعتها لرسول الله ليقيم أول دولة إسلامية على شريعة الله ,  دون قطرة دم واحدة ,
أو مغالبة أو ثورة طاحنة . . و إنما بالتعاقد . . ببيعة العقبة .

و ما إن توفي صلى الله عليه و سلم , حتى اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة في لفتة تثبت أن الأمر اصبح من بديهياتهم السياسية , فما خرجوا منها إلا وقد (( بايعوا )) أبا بكر , بايعه أحل و العقد في السقيفة أولاً . ثم بعد ذلك بايعه عموم المسلمين بيعة عامة في المسجد . . وأصبح
الصديق بعد البيعة العامة خليفة متمتعاً بسلطات الحاكم , و لو لم يبايعه إلا أهل الحل و العقد و امتنع بقية المسلمين و رفضوا بيعته لما صار خليفة , حتى عمر ,لم يصبح خليفة بمجرد ترشيح الصديق له ,و إنما بعد البيعة .
(و ذكر هذا شيخ الإسلام بن تيمية بلفظه في منهاج السنة )
[ لمزيد من التفاصيل راجع كتاب الحرية أو الطوفان- حاكم المطرفي - ص 19 ]



و لم تزل البيعة ( التعاقد ) جزءً أصيلاً في الضمير الإسلامي حتى في عصور فساد أنظمة الحكم التي خرجت عن الشريعة السمحة ,  فكان فسادها شهادة للشريعة لا عليها لأنه شهد أن الحروج عن الشريعة . . فيه فساد . . و اي فساد .

و مع ذلك . . لم يزل من أقزام بني قومي من يجد أن موسيقى ترنمه بعجمة اسمي ( جون لوك ) و ( جان جاك روسو ) هي دليل على ثقافته و تحضره أكثر من ذكر رسول الله الذي سبقهما بحوالي عشرة قرون إلى إقرار العقد الاجتماعي .