العقد الاجتماعي باختصار هو الأساس الذي يتم بمقتضاه ممارسة السلطة لصلاحياتها , حيث تعتبر السلطة هي عقد بين طرفين . . الأول و هو الشعب يعطي الثاني و هو الحاكم صلاحيات خاصة , مقابل تنظيم شؤون الدولة و إدارتها بما يحقق مصلحة المجتمع ككل و رعاية شؤون افراده .
و الشائع لدى البعض أن هذه النظرية إنما عرفها للعالم , الفلاسفة الغربيون , كرد فعل على أشكال الحكم الاستبدادي , اي أن الحكم ليس تفويضاً إلهيا كما كان الحال في الحكم الثيوقراطي ( الذي يترجم زوراً و بهتاناً بالحكم الديني ) و هو ما صاحب ما يسمى الحق الإلهي المباشر و غير المباشر , كذلك ليس ميراثاً عائلياً.
إنما هو عقد بين الشعب و الحاكم . [ للمزيد من التفاصيل راجع كتاب الطاغية دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي - سلسلة عالم المعرفة - فلمر و جون لوك 258 - 267 ]
و إلى المهزومين نفسياً الذين يقرون لأي أحد ينطبق عليه كلمة (( آخر )) بالعملقة في مقابل إحساس مرضي بالأقزمة الذاتية .
خاصة أولئك العلمانيون الذين يترنمون ليل نهار بالحديث عن نشأة فكرة العقد الاجتماعي فلسفياً في ثنايا كتابات (جون لوك) في القرن الثامن عشر و اكتمال إعلانها و التبشير بها كفكرة فلسفية غيرت مسار أنظمة الحكم في أوروبا على يد (جان جاك روسو) في أواخر نفس القرن .
اقول لماذا تتعامون إما جهلاً أو إعراضاً عن أن رسول الله إلى العالم في الزمان الأخير محمد بن عبد الله كان هو أول من قدم العقد الاجتماعي كحدث تاريخي ينبض بالحياة , تباهي به البشرية لو أنصف المباهون , و ليس كمجرد فكرة فلسفية خالية من نبض الحياة و إنما كتطبيق عملي لا تضاهيه الشمس وضوحاً .
قدم هذه الفكرة حدثاً و تطبيقا و ليس فكراً باهتا قبل أن يعرفها الغرب كفكرة كثالية يحلم بتطبيقها يوماً ما و تنضج رويداً رويداً , قبل الغرب بما يزيد عن عشرة قرون .
أيأن الغرب تخلف عنا في هذا الصدد عشرة قرون . . إلى أن جاءنا من تركوا دين الله فتخلفنا عن الغرب عشرين قرناً .
نعم فما بيعة العقبة الأولى و الثانية إلا عقد اجتماعي بين رسول الله و أهل المدينة .
عقد ليس لمجرد الإيمان , و إنما للحكم , و نص البيعة مشهور و غني عن التعليق عليه . . و معلوم أن عبد الله بن ابي بن سلول كان على وشك أن يتوج ملماً على المدينة . . لولا بيعتها لرسول الله ليقيم أول دولة إسلامية على شريعة الله , دون قطرة دم واحدة ,
أو مغالبة أو ثورة طاحنة . . و إنما بالتعاقد . . ببيعة العقبة .
و ما إن توفي صلى الله عليه و سلم , حتى اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة في لفتة تثبت أن الأمر اصبح من بديهياتهم السياسية , فما خرجوا منها إلا وقد (( بايعوا )) أبا بكر , بايعه أحل و العقد في السقيفة أولاً . ثم بعد ذلك بايعه عموم المسلمين بيعة عامة في المسجد . . وأصبح الصديق بعد البيعة العامة خليفة متمتعاً بسلطات الحاكم , و لو لم يبايعه إلا أهل الحل و العقد و امتنع بقية المسلمين و رفضوا بيعته لما صار خليفة , حتى عمر ,لم يصبح خليفة بمجرد ترشيح الصديق له ,و إنما بعد البيعة .
(و ذكر هذا شيخ الإسلام بن تيمية بلفظه في منهاج السنة )
[ لمزيد من التفاصيل راجع كتاب الحرية أو الطوفان- حاكم المطرفي - ص 19 ]
و لم تزل البيعة ( التعاقد ) جزءً أصيلاً في الضمير الإسلامي حتى في عصور فساد أنظمة الحكم التي خرجت عن الشريعة السمحة , فكان فسادها شهادة للشريعة لا عليها لأنه شهد أن الحروج عن الشريعة . . فيه فساد . . و اي فساد .
و مع ذلك . . لم يزل من أقزام بني قومي من يجد أن موسيقى ترنمه بعجمة اسمي ( جون لوك ) و ( جان جاك روسو ) هي دليل على ثقافته و تحضره أكثر من ذكر رسول الله الذي سبقهما بحوالي عشرة قرون إلى إقرار العقد الاجتماعي .
و الشائع لدى البعض أن هذه النظرية إنما عرفها للعالم , الفلاسفة الغربيون , كرد فعل على أشكال الحكم الاستبدادي , اي أن الحكم ليس تفويضاً إلهيا كما كان الحال في الحكم الثيوقراطي ( الذي يترجم زوراً و بهتاناً بالحكم الديني ) و هو ما صاحب ما يسمى الحق الإلهي المباشر و غير المباشر , كذلك ليس ميراثاً عائلياً.
إنما هو عقد بين الشعب و الحاكم . [ للمزيد من التفاصيل راجع كتاب الطاغية دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي - سلسلة عالم المعرفة - فلمر و جون لوك 258 - 267 ]
و إلى المهزومين نفسياً الذين يقرون لأي أحد ينطبق عليه كلمة (( آخر )) بالعملقة في مقابل إحساس مرضي بالأقزمة الذاتية .
خاصة أولئك العلمانيون الذين يترنمون ليل نهار بالحديث عن نشأة فكرة العقد الاجتماعي فلسفياً في ثنايا كتابات (جون لوك) في القرن الثامن عشر و اكتمال إعلانها و التبشير بها كفكرة فلسفية غيرت مسار أنظمة الحكم في أوروبا على يد (جان جاك روسو) في أواخر نفس القرن .
اقول لماذا تتعامون إما جهلاً أو إعراضاً عن أن رسول الله إلى العالم في الزمان الأخير محمد بن عبد الله كان هو أول من قدم العقد الاجتماعي كحدث تاريخي ينبض بالحياة , تباهي به البشرية لو أنصف المباهون , و ليس كمجرد فكرة فلسفية خالية من نبض الحياة و إنما كتطبيق عملي لا تضاهيه الشمس وضوحاً .
قدم هذه الفكرة حدثاً و تطبيقا و ليس فكراً باهتا قبل أن يعرفها الغرب كفكرة كثالية يحلم بتطبيقها يوماً ما و تنضج رويداً رويداً , قبل الغرب بما يزيد عن عشرة قرون .
أيأن الغرب تخلف عنا في هذا الصدد عشرة قرون . . إلى أن جاءنا من تركوا دين الله فتخلفنا عن الغرب عشرين قرناً .
نعم فما بيعة العقبة الأولى و الثانية إلا عقد اجتماعي بين رسول الله و أهل المدينة .
عقد ليس لمجرد الإيمان , و إنما للحكم , و نص البيعة مشهور و غني عن التعليق عليه . . و معلوم أن عبد الله بن ابي بن سلول كان على وشك أن يتوج ملماً على المدينة . . لولا بيعتها لرسول الله ليقيم أول دولة إسلامية على شريعة الله , دون قطرة دم واحدة ,
أو مغالبة أو ثورة طاحنة . . و إنما بالتعاقد . . ببيعة العقبة .
و ما إن توفي صلى الله عليه و سلم , حتى اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة في لفتة تثبت أن الأمر اصبح من بديهياتهم السياسية , فما خرجوا منها إلا وقد (( بايعوا )) أبا بكر , بايعه أحل و العقد في السقيفة أولاً . ثم بعد ذلك بايعه عموم المسلمين بيعة عامة في المسجد . . وأصبح الصديق بعد البيعة العامة خليفة متمتعاً بسلطات الحاكم , و لو لم يبايعه إلا أهل الحل و العقد و امتنع بقية المسلمين و رفضوا بيعته لما صار خليفة , حتى عمر ,لم يصبح خليفة بمجرد ترشيح الصديق له ,و إنما بعد البيعة .
(و ذكر هذا شيخ الإسلام بن تيمية بلفظه في منهاج السنة )
[ لمزيد من التفاصيل راجع كتاب الحرية أو الطوفان- حاكم المطرفي - ص 19 ]
و لم تزل البيعة ( التعاقد ) جزءً أصيلاً في الضمير الإسلامي حتى في عصور فساد أنظمة الحكم التي خرجت عن الشريعة السمحة , فكان فسادها شهادة للشريعة لا عليها لأنه شهد أن الحروج عن الشريعة . . فيه فساد . . و اي فساد .
و مع ذلك . . لم يزل من أقزام بني قومي من يجد أن موسيقى ترنمه بعجمة اسمي ( جون لوك ) و ( جان جاك روسو ) هي دليل على ثقافته و تحضره أكثر من ذكر رسول الله الذي سبقهما بحوالي عشرة قرون إلى إقرار العقد الاجتماعي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق