27‏/04‏/2013

مستقلون . . أم منتمون ؟

إلى من يستدلون و يدللون على خطأ من أصبحوا يسمونهم المستقلين و هم غير المنتمين للجماعات و الكيانات الموجودة على الساحة .
يستدلون بانتماء بعض المشايخ و العلماء إلى هذه الجماعات . .
وشتان بين عالم يوجه جموعا و يعرف كيف يضبط الولاء و البراء . . و بين جموع من المنتمين لا يكاد أكثرهم يضبط انفعاله إذا ذكرت انتماءه بسوء بينما ترى عنده انضباطا عجيبا إذا طعن أمامه في دين الله أو الشريعة مثلا . .
كما يقولون بأن العمل المنظم ضرورة . .
و بأن هذا تعاون على البر و تلتقوى . .
و لا أعرف . . ما الذي ربط في أذهانهم  بين العمل المنظم و بيت الانتماء لجماعة أو كيان ؟
أليس العمل المنظم يوجد في الجمعيات الخيرية ؟؟
و لكن دون انتماء و ولاء . . دون عصبية و قبلية .
ثم . .
هل يصلح هذا كرد على قول الله : " و اعتصموا بحبل الله جميعا و (( لا تفرقوا )) " . .
هل هذا يرد به كلام الله؟؟
و أتعجب حينما أرى قضية بعضهم هي الطعن فيمن ينتقدون التفرق في الدين . . إلى جماعات . .
كتاباتك يا أخي و قضاء عمرك في الانتصار لجماعتك أو دعوتك و التبرير لها و كأنها معصومة . . هي أكبر دليل على أنك ترفع لها لواء الولاء و البراء . . و ترى أن الحق جله عندها . . و أنها أمة من دون أمة الإسلام . . بل ترى أنها نواة أمة الإسلام . . و ما عداها فهو ضلال بقدر بعده عن هذه الجماعة .
يا صديقي . .
الواقع . . و الفعال تشهد . .
أن الجماعات اﻹسلامية حينما أتيح لها التوحد على الإسلام بعيدا عن المسميات . . آثرتؤالتفرق في الدين . . و آثر كل منهم اسم انتمائه و كيانه على وحدة المسلمين . . و هذا ينبع من أنه رأى أن جماعته هي الإسلام .   فكيف يهجر الإسلام إلى الضلال ؟؟. . لذا كان اسم الجماعة أو الكيان أغلى عليه من أن يهجره ليتمتع في بحبوحة أمة الإسلام .
إنك إن لمت عن الذين استقلوا عن جماعتك . . فأنا ألومك أنت و جماعتك أنكم استقللتم عن جماعة كل المسلمين . .
و أختم بأنه لا شك أن الانتماء إلى الجماعات إن لم يكن خطأ . . فهو مشتبه  يحتمل الصواب أو الخطأ . .
أما لزوم جماعة المسلمين . . و الذي اختاره من سميتهم المستقلون . . فهو الصواب الذي لا يأتيه الخطأ من بين يديه و لا من خلفه . .
فلا تلومن من تمسك بالصواب الصافي الزلال . . ثم تطلب منه ألا يلومك من أجل ما يحتمل الحق و يحتمل الضلال .
و أختم . . بأن أقول لك . . يقول لك الله " و لا تفرقوا " . . فتقول لي قال فلان ؟؟!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق