23‏/09‏/2013

نحو مشروع المرجع الإسلامي للفيزياء - بقلم رحاب صبري

للأسف الشديد اننا نحتاج لحملة إعادة ترجمة للمراجع  الفيزياء لا سيما الإنجليزية منها , وذلك بشكل واعٍ يتميز بـ :

1) هضم المعنى ثم إعادة صياغته في حدود الحرية التي تسمح بها تفاصيل المعلومة .
2) استغلال الإمكانات المبهرة للغة العربية و التي لا تتميز بها لغة أخرى كما يقل علماء اللغة ( لا سيما سعة الاشتقاق ) في تقريب المعنى و إزالة الجفاف المتوهم من " بهجة العلوم " و
التي هي الفيزياء التي ظلمتها دائماً الترجمة .
3) ربط حقائق الفيزياء بالعقيدة في وحدانية الله و اليوم الآخر و ما تشهد به من إيمان بالغيب , بشكل شديد السلاسة دون أن يتعمد إقحامه , لأنه اصلا نسيج مع الفيزياء , غير أن عقولنا تعودت على أن تلقن كلاما جامدا في كتب الفيزياء . . كلام بلا روح .
3) التعامل مع الفروق البسيطة في الاصطلاح و التي تتجاهلها الترجمة تماما مثل الفرق بين ( vapour & steam ) تترجم جميعا (بخار) أو (velocity & speed ) تترجم جميعا (سرعة) أو ( evaporation & vaporisation ) تترجم جميعا (تبخير أو بخر ) و لا شك أن هناك فروقا دقيقة لكنها حاسمة في الدراسة النظرية التفسيرية للظواهر بين هذه الأزواج من الاصطلاحات . . و هذا على سبيل المثال لا الحصر . . و إلا فغيره كثير لكن هذا ما اشتهر .
4) أن يقوم على الترجمة مجلس مصغر تحته  فريق عمل , بحيث ينقسم كل من المجلس و فريق العمل  لثلاثة اقسام ( فيزيائيين متمكنين من اللغة المراد الترجمة منها  - و كتاب و أدباء عندهم حد أدنى من الدراية بالفيزياء و يمتلكون أدوات اللغة - فنانون مبدعون من مصممي جرافيكس و رسامون جامحي الخيال ).
5) أن تقوم جهة بحثية أو دار نشر كبيرة بتبني المشروع و العمل الجاد به . . مثل Jarir Bookstore مكتبة جرير مثلا أو Obeikan - العبيكان . . أو مجلة البيان
لأن لهما تجارب جيدة مشابهة لهذه المحاولات من قبل .

22‏/09‏/2013

" ديني " و ليس " خرافي "

خلينا نميز بين التفسير الخرافي . .
و التفسير الديني . .
الأول مبني على توهم بغير دليل من الإله . . يعني زي لما كانوا يشوفوا الخسوف يقولوا إن فيه حد العظماء مات , أو يشوفوا الرياح يقولوا إن الثور اللي شايل لأرض على راسه بيتنفس .

اما التفسير الديني فهو ليس متضارب أبدا مع التفسير العلمي . . لماذا ؟
لأن ببساطة مثلا ً . . الواحد مرض . . لماذا ؟
لأنه أصيب بميكروب . .
جميل جدا ً . . طب لو أن جيت و قولت إن مرض لأن مناعته لم تستطع التغلب على الميكروب ؟؟ و لأنه تناول طعام ملوث بهذا الميكروب ؟؟ و لأن إرادة الشفاء عنده مش قوية زادت حدة المرض ؟ ؟
لا تعارض . .
فلما أقول أن كل هذه الاسباب سببها الله عز وجل و خلقها لأن هذا العبد مثلاً اذنب ذنبا  و نسي الله و شعر بالغنى عن الله و اعياذ بالله , فالله يريد منه أن يعود إليه بإرادته . .
هذا هو أصل الأسباب .
فلا تعارض . . و من علم الغرب اصول العلوم هو المسلمون . . و سبق و تكلمنا في هذا . .أن الغرب لم يكن يعرف إلا الفلسفة كنشاط ذهني عقيم غير منتج و كان يحتقر التجريب لأنه كان يحتقر العمل اليدوي لاحتقاره العمال و اعتبارهم الطبقة الحيوانية الشهوانية كما أرسى مبادئ ذلك أفلاطون ثم تفاقم في الوجدان الغربي .. لكن المسلمون هم من علموه احترام التجريب . . و الذي اصبح اساسا بنى عليه الغرب لاحقا امنجزات المادية . . و نحن تخلفنا حينما نسينا ديننا الذي كان سببا في ريادتنا .
فالمسلم علمه الله " و في الأرض آيات للموقنين و في أنفسكم أفلا تبرون " فخرج منطلقا من آيات الله المقروءة ليتعلم معها آيات الله المنظورة .
إن أمة أول ما نزل عليها من رب السماء هو " اقرأ " ثم بعدها بكلمات يسيرة كلام عن خلق الإنسان من علق . .
و أمة تتفرد بعبادة اسمها " التفكر في خلق الله " حيث يجلس النتعبد بها ينظر في السماوات و الأرض . .
كان حري بها أن تعلم الدنيا . . و قد فعلت . . غير أنها يوم ان تخلت عن دينها . . فقدت هذا المجد . . لأنه ليس ذاتيا . . و إنما هو يدور مع الدين حيث دار .

الرسول صلى الله عليه و سلم . . أو هؤلاء ؟؟!!


و الله الذي لا إله إلا هو إن بيننا لأقواما لو قام بينهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و عرفوه لآثروا عليه كلام لينين و ماركس و أنجلز أو هوبس و لوك و مونتسكييه . . و أي أحد يتكلم بغير اللسان العربي . . أو يدعو لغير اتباع الوحي .
و مثل هؤلاء أقزام . .غلبت عليهم أقزمتهم النفسية . . و اضطراب ثقتهم في عقولهم . . فراحوا يستعيرون أفكار البشر و يسلمون لها في استرخاء عجيب . . و يحطبون بليل عن كل لفظ فيه غرابة مهما كان محتواه تافها . . لأنهم يبحثون عن ذواتهم فيما يظنون أنه سيخفى على الآخرين . . حتى لا تنفضح تفاهتهم . .
ثم بعد ذلك إذا بعقولهم التي عبدت أوهاما بشرية و استلقت أمامها منطرحة , يقيمونها حكما على وحي الإله . . متوهمين أنهم يفكرون . .
سبحن الله . . فعلا . . لا يضل عن سبيل الله إلا من سفه عقله .
و الله إن لله عبادا ليقرأون بحول الله أضعاف ما يقرأ هؤلاء من كتب متبوعيهم , و يعلمون عن هؤلاء المتبوعين ما لا يعلم هؤلاء , لكنهم يقرأون بعين الناقد البصير , الذي كرمه الله بعقل لا يطئطئ و يخضع مسلما إلا لما أوحى به (( الإله)) سبحانه و تعالى .
يستخدمون مقياسا في الحكم لا مثيل له :
فما وافق القرآن و السنة قبلوه .
و ما خالفهما فهو تفاهة تافه أو فقه شيطان في الشر .
و ما سكت عنه الشرع قلبوه على وجوه احتماله الصواب و الخطأ .
و هؤلاء العباد من المثقفين لا يرون اصحاب هذه المناهج من الفلاسفة و المفكرين المتبوعين إلا أصحاب أفكار , وُفِقُوا حينا . . و ضلوا و و أوغلوا في النزع أحيانا أكثر . .
و ما من شيء مما وفقوا فيه إلا و هو في كتاب الله و سنة نبيه أكمل . .
لكن سفهت العقول . .

مرض التصنيف . .

مرض التصنيف . . هو مرض ينم عن كسل ذهني . .
إذ أن البعض يحبذ أن لا يفكر إلا مرة واحدة في حياته وهي المرة التي يكون فيها نماذج ذهنية (قوالب) لكل مجموعة من الأشخاص طبقا لشروط معينة حصل عليها بالظن نتيجة تجربة شخصية أو شائعة لم يتحقق من صحتها او فيلم موجه أو من حملة إعلانية ممولة . .
ثم يلقي بعقله بعد ذلك في بئر سحيق ، بحيث لا يعمل بعد ذلك سوى كمركز للجاذبية في باطن هذا البئر العطن ، يقوم بسحب الناس  و وضعهم (قسرا) في هذه القوالب المعدة له أو بواسطته سلفا ، و ذلك على أسس شديدة السطحية غالبا مثل التصنيف حسب المظهر أو حسب بعض المفردات المميزة التي ينطقها الضحية (أو المخادع الماكر بسذادة صاحبنا المصنف أحيانا )  . .
فمثل هذا . . كل ملتح عنده هو منتمي بالضرورة لأحد الجماعات الإسلامية ، و لا بد أنه ممخىط في خلية إرهابية ، حصلت على تدريبات خاصة في تورا بورا ، و لا بد و أنه يخبئ تحت ملابسه آر بي جيه ، و لا يجيد القراءة والكتابة ، و طبعا لا يعرف اللغات . . و اه باﻷكيد علاقات سرية مع المرأة . .و هي شديدة الجنون  . . وربما كان نصابا . .
لماذا ؟؟
لأنه هكذارجاء في فيلم الإرهابي . . أو لأن أحدهم استغل كسبه الذهني و رغبته في التصنيف فالتحى و تظاهر بالتدين ليوقع به في عملية نصب . . 
كما أن كل فتاة متبرجة بشكل زائد . . هي عنده سيئة السمعة . . و تقيم علاقات غير مشروعة . . و لا تصلي أو تصوم . . و ربما هي الآن ذاهبة إلى عشيقها في منزله . .
لماذا ؟؟
لأنه شاهد هذا في فيلم . . 
و هكذا . .
شيء مأسوي . .
و بقي أخيرا أن أذكر أن هذا السلوك الفردي ، شديد الخطورة مجمتمعيا إذا أنه يدفع المجتمع نحو دوامات تشرذم في بؤر استقطابية . . فيصبح التصنيف و الأطر المسبقة هي الأصل في العلاقات . .
لكن سببي هذا السلوك هما :
1- وجود الجماعات و التيارات التي تقدم بيئة خصبة للتصنيف .
2- التربية الاجتماعية بعيدا عن القرآن و السنة . . حيث يجهل الإنسان أن التعميم و التصنيف ليس صوابا على طول الخط . . و لكن له ضوابطه .

21‏/09‏/2013

لو لم !!!

لو لم تكن الجماعات عندي هي من التفرق في الدين . .
لو لم تكن ذريعة للعصبية الجاهليه و تفريق المسلمين . .
 ذريعة يقدم دفعها على المصالح المتوقعة منها . . 
لو لم تكن مسميات الجماعات وسيلة يطعن بها أعداء الدين في الدين من خلال الطعن في هذه المسميات . .
لو لم تكن وسيلة يدس بها أعداء الدين في رسائلهم للبسطاء كره الدين من خلال كره أخطاء هذه الجماعات . .
لو لم أكن قد قرأت قول الله تعالى " ولا تفرقوا " . .
لو كنت منتم لجماعة . .
لانتميت للدعوة السلفية . .قبل أن تنشيء حزب النور . . 
و تخوض غمار السياسة الحزبية . .
لكن . . لو تفيد الامتناع . .

الشبهات و الشهوات و المشتبهات

الإسلام شديد الوضوح . . الحلال بين و الحرام بين . . لكن الهوى هو الذي يجعل البعض يتخبط في منطقة المشتبهات هروبا من التكاليف . . أو تتبعا للرخص المتوهمة .فتسوقه الشهوات نحو المشتبهات . .ويظل يسول لنفسه و يقيم الإسلام في ضوء ما يهواه و يشتهيه و يميل إليه من أهواء وثقافات و مصااح سياسية و غيرها . .يريد أن يصنع إسلاما على ما تريد نغسه . . لا أن يصنع نفسه على ما يريد الإسلام . .حتى تصبح الشبهات عنده بديلا عن العقائد الراسخة . . ليريح ضميره في اتباعه للشهوات و المشتبهات . .و نعوذ بالله من اجتماع الشهوات و المشتبهات و الشبهات .

13‏/09‏/2013

الغرقى . . لا ينقذون الغرقى



أربعوا على أنفسكم . .
فسوف تلقون الله فرادي . . و تحاسبون فرادي . .
فإنكم تكتبون في صحائف أعمالكم ما تكتبونه على الفيس بوك و تويتر . .
إلى من نسوا أخوة الدين أمام عصبية الانتماءات و لا أستثني . .
و تتبعوا العورات و الأكاذيب و الزلات . .
و أحبوا انتماءاتهم إلى كيانات و جماعات و أحزاب . . أكثر من حبهم لقول الله و لا " لا تفرقوا " . .
و فضلوا مسميات انتماءاتهم و جماعاتهم و أحزابهم و إيديولوجياتهم على " هو سماكم المسلمين " . .
و آمن كل منهم بعصمة المجموعة التي ينتمي إليها . .
فهي عنده لا تخطيء أبدا و إن لم يعلن ذلك صراحة و آية ذلك أنه يبحث دائماً عن مبرر لكل أفعالها . .
كأنه يعتقد في قرارة نفسه أنها لا بد معصومة لا تخطيء. .
أو لكأنه يتعبد لله بحسن الظن في من ينتمي إليهم . .
لكنه شرع لنفسه حصر حسن الظن في مئته و حرمها على بقية المسلمين . .
نسيتم الدعوة إلى الله و أمضيتم الساعات و الأيام . . تتبعون عورات بعضكم . .
تفضحون بعكم بعضا . . و ربما احستبتم في ذلك الآجر . . و استحضرتم نية إظهار الحق . . فعبدتم الله بالأهواء . . و خالفتم ما ندب له من ستر المسلم للمسلم و المبررات جاهزة تحت بند صيغ من هوى ألا و هو بيان الحق . .
تركتم دعوة الناس لجميل الدين و سماحته . . و تفرغتم لنصرة انتماءاتكم و للعمل السياسي . . فشتتم على الناس دينهم فظهر المتحلل من الدين و الملحد و ظهر التكفيري الخارجي . . لأنكم تفرغتم لنصرة ذواتكم و تركتكم تعليم الناس العلم . .
تفرغتم للصراعات الحزبية . . و نسيتم أن السياسة جزء من الدين إن انضبطت به . .
اما التنافس على الدنيا من خلال الأحزاب . . فليس جزء من الدين . .
كما أن الدين ليس جزء من السياسة كما أصبح الحال . .
ملخص المشهد . .
أهواء ترد بها نصوص الوحي . .
اشخاص يوالى و يعادي عليها . .
و آحاد المسلمين لا يجدون من يدلهم على الطريق . . أو يعلمهم سماحة و يسر الإسلام و جماله . .
و أنتم أيها الناس . . لا عذر لكم . . اقرأوا كتاب الله . . و سنة نبيكم و اعملوا به . .

استمعوا إلى أعلام العلماء . . لا سيما ممن لم يسقطوا في العصبية للانتماءات . . و هم و لله الحمد كثر و أعلام . . إحذروا أن يفتنكم المتصارعون عن دينكم . . فو الله إن افسلام لبريء من هذا الصراع . . و التراشق اللفظي . .

و هم كثر و لله الحمد لا تتبع واحدا فقط بل اسمع للجميع و اختر من أقوالهم ما ذكروا لك عليه دليلا ثابتا . . دزن أن تتعصب لأحدهم أو تتبعه هو بعينه في كل ما يقول . .

فعلى سبيل المثال و بدون ترتيب . . إسمع للشيخ العثيمين ( رحمه الله ) . . للشيخ عبد الله شحاته ( رحمه الله ). . للشيخ بن باز ( رحمه الله ) . . للشيخ مصطفى العدوي . . للشيخ حسان . . للشيخ الحويني . . للشيخ محمد سعيد رسلان . . للشيخ عطية صقر (رحمه الله) . . للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم ( فالرجل ممن ألصق به الانتماء لكنك لا تكاد ترى منه ذاك أو تشعر به و قليل من هم كذلك ) . . للشيخ وحيد بن عبد السلام بالي و هو من غير المنتمين على عكس ما يعتقد الكثيرون ) و غيرهم . . . .

لاتسمع لمن يحفل بهم أهل التحلل في الدين و الابتادع في العقائد من أمثال ( سعد الدين الهلالي , و الحبيب الجفري , و غيرهما فهؤلاء سوف تعرفهم إذ تجد أنهم يتبعون الهوى بعيداً عما تعلموا من علم و لا يذكرون الدليل إلا قليلا و إن ذكروه فإما ضعيف أو يؤولونه تأويلا فاسدا بعيدا موغلا في النزع )

إسمع لأعلام العلماء فيما جاءوا عليه بدليل من الكتاب و السنة . . و لا تتعصب لرأي . . أبدا . .

و لا تنتظر المتعصبين لجماعات و أحزاب لكي يمدوا إليك ايديهم . .

فالغرقى لا ينقذون الغرقى . .