شخصيا لا أميل إلى اعتقاد البعض أنها حرب على الإسلام أو نحو ذلك .
هذا رأيي بخصوص الحملة المرورية على منشور "هل صليت على النبي صلى الله عليه و سلم اليوم ؟؟ " . .
نعم العقل يقول ذلك . .
فلم يصدر قرار بمنع " الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم " ذاتها . .
و لم يصدر قرار حتى بإزالة ملصقات " لا إله إلا الله محمد رسول الله " .
ولا غير ذلك من الملصقات الإسلامية .
فالحملة لمنع ( ورقة بعينها ) بقانون لمنع
الملصقات .
و لكن في تقديري , أن هذا الملصق بالذات تم استهدافه بسبب توقيت انتشاره , المواكب لإزاحة جماعة الإخوان من الحكم , مما أعطى انطباعا بأن
الإخوان وراء هذا المنشور أو تتبناه أو نحو ذلك . . فبدا الأمر و كأنه ( مناكفة سياسية ) من الإخوان أو مؤيديهم .
فاقتضى الأمر الرد على هذه المنكافة بمناكفة المنشور .
و رغم أنني أرى أن هذا تصور أن الإخوان هم مصدر هذه الورقة غير موفق بالمرة . . و أبسط مشاكله أنه يصور الأمر و كأن الإخوان المسلمين فقط هم من يصلون على النبي صلى الله عليه و سلم , و يدعون للصلاة عليه . . و لا يخفى ما في هذا من إهانة للمسلمين و مخالفة للواقع .
لكن يجدر بنا الانتباه إلى نقطة هامة جدا في هذا الموضوع و هي :
أن هذه الحملة لو كانت أطلقت ضد كل الملصقات بلا استثناء ( هذا أولا ) , و كن السبب الفعلي هو السلامة المرورية و ليس لأنها دينية ( هذا ثانيا ) , فما كانت هناك أي مشكلة .
لكن
المشكلة هي الانتقائية في تطبيق قانون المنع , التي و كأنها استهدفت السواد الأعظم من المسلمين المتدينين - و هم بالمناسبة ما بين غير منتمى للجماعات الإسلامية و بين رافض لها بكل أشكالها و ما سببته من تفرق للمسلمين .
نعم فلقد شعرت أنني كمسلم غير منتمي ( الحيطة المايلة ) . . أنا شخصيا كمسلم . . غير منتمي لجماعة . . و أرفض الجماعات و التحزب سواء باسم الإسلام أوباسم الليبرالية أو الاشتراكية أو اي مسمى , لأن الإسلام لا يعرف هذه التفرقة و يمقتها , بل و أرى هذه الجماعات بدعة في الدين لم يعرفها إلا منذ 80 سنة , و أدت إلى انتشار التفرق و التشتت لبست على الناس الدين فولد من رحمها العنف و التكفير من جهة لا يقل خطرا عما نتج عن العلمانية و الليبرالية و الاشتراكية التحلل و التبعية العقلية و الشعور بالأقزمة الذهنية أمام الغرب من الجهة المضادة .
نعم شعرت - و كثيرون مثلي - أننا ( كمسلمين غير منتمين ورافضين للجماعات ) الحيطة المايلة التي لا يعبأ أحد كثيرا بما تقدسه من شعارات , فعندما يستخدم بعض الانتهازيون هذه الشعارات في حملات تنافسية سياسية أو يرفعون هذه الشعارات , هل يكون أيسر شيء هو منع هذه الشعارات ؟؟ بل ويصل لأمر إلى التهجم عليها و السخرية منها ووصف انتشارها بأنه ( مقرف ) كما قال ( جمال فهمي ) ؟؟
بل و منعها بقوة القانون .
و هذا ليس وليد اللحظة بالمناسبة , بل هو قديم , فعلى سبيل المثال , أنا ملتحي , لأن اللحية أمر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم , و أرفض
لكل أشكال الجماعات , و كل أشكال التطرف مرة أخرى . .
لكن أجد أن لحيتي التي هي في الأصل فعل و أمر من رسول الله صلى الله عليه و سلم ,
محل سخرية كل تافه و جاهل , و محل رمز للتجهيل , و رمز للعنف و غير ذلك كثير في أدبيات الإعلام !!!
كذلك أجد ملصقا عفويا بامتياز , يذكر بالصلاة على النبي هو محل تحقير من إعلاميين حقيرين لا يضبطون ألسنتهم و هم يتحدثون عن مقدسات المسلمين , فقط يضبطونها إذا تعلق الأمر بالمسيحية و اليهودية أو البوذية . .
ثم يتحول الأمر إلى حرب على هذا المنشور . .
ويتأكد إحساسي بالمهانة و بأنني - كمسلم عادي غير منتمي - الحيطةالمايلة . .
حينما أفاجأ بأن أحدا لم يراعي شعوري , و أن المنشور الوحيد اللي يطبق عليه قانون منع الملصقات .. هو منشور الصلاة على رسول الله !!!!!!
و كلنا يعلم أنه لا يجرؤ أحد مثلا أن يذهب لأحد إخوة الوطن المسيحيين ليمنع أو يصف صورة " القس كيرولوس " أو " الصورة التخيلية للسيدة العذراء أو للمسيح " أو السمكة التي مكتوب عليها ( JESUS ) التي تملأ سيارات الإخوة المسيحيين بأنها أصبحت ظاهرة ( مقرفة) كما وصفوا ورقة ( هل صليت عل النبي اليوم ؟) ؟؟!!
أتمنى أن يعي القائمون على الأمر في بلادنا أن التمييز الإيجابي هذا هو الذي يثير الفتنة . . و ليس ملصقات الصلاة على النبي صلة الله عليه و سلم .
فليطبق القانون على الجميع . . لأجل السلامة و الأمن المروري , و ليس لأجل المنشورات الدينية . .
و عنده سيرضى الجميع
حفظ الله بلادنا من الفتن . . ما ظهر منها و ما بطن . .