31‏/07‏/2014

البروفيسور الأمريكي من الإلحاد إلى النصرانية إلى الإسلام ( د. لورانس براون ) - كتبه / رحاب صبري




من هو د. لورانس براون ؟

د. لورانس براون هو أستاذ دكتور و جراح عيون , أمريكي الجنسية , حصل على شهادته الجامعية
B.A. من جامعة كورنيل Cornell University ، و حصل على الدكتوراه في الطب MD من كليَّة براون الطبّيَّة University Medical School ، و قضى فترة برنامج دراسته التخصصية في طب العيون في مشتشفى جامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة .

تَخَصص في علاج أمراض ماء العين، وجراحات الـ
 refractive.

عمل كضابطٍ في القوات الجويَّة الأمريكية قبل أن يتقاعد لاحقا .

 و يُقسّم د. براون وقتَه بين أمريكا، وإنجلترا، والأردن، والمملكة العربية السعوديَّة

له دراسات في اللاَّهوت ، و مقارنة الدّين.
 
و له عدة مؤلفات منها  "الوصيَّة الأولى والنّهائية"، و"غودد God'ed

و في عام 2007 أصدر  روايته الأشهر و التي أحدثت ضجة في الولايات المتحدة الأمريكية  "اللَّفيفة الثامنة"[1]
و التي هي أيضا في مجال مقارنة الأديان .
 
صورة غلافة روايته التي أحدثت ضجة في أوساط الكتاب و دارسي اللاهوت في الولايات المتحدة الأمريكية ( اللفيفة الثامنة )

اختار الدكتور براون أن يعيش مع زوجتُه و بناته الثلاث في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بالمملكة العربية السعودية [2].

و هو مشهور بين السعوديين باسم ( د. عبد الله براون ) و معروف عنه تمكنه و إتقانه .







قصة إسلام الدكتور براون :
يروي لنا الدكتور قصة إسلامه و تحوله من الإلحاد للمسيحية , و الذي كان بسبب حدث غير اعتيادي حدث له في لحظة كانت ابنته فيه بين الحياة و الموت , و بعد ذلك ظل 19 عاما يبحث في المسيحية و يتنق لبين طوائفها , إلى أن اهتدى للإسلام للأسباب التي ذكر بعضها في هذا المقطع القصير الماتع .

التعليق :
هذه قصة رجل من آلاف المعاصرين الذين دخلوا في الإسلام من المشاهير و المفكرين و الأدباء و العقلاء , الذين فكروا و أعملوا عقولهم , فقادتهم إلى الإسلام .

بدون دعوة من المسلمين و لا حتى قوة أو سيف لهم . . إنه فقط وضوح و بهاء و عقلانية عقيدة الإسلام .

للتواصل مع الدكتور براون :

(1) صفحة الدكتور براون الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك
https://www.facebook.com/
(2) الموقع الشخصي للدكتور براون 
http://www.drlaurencebrown.com/

تابعونا إن شاء الله في شخصيات أخرى .

[1] موقع الرواية على شبكة الانترنت http://www.eighthscroll.com/
[2] هذه المعلومات مترجمة بتصرف يسير في الصياغة من صفحة الدكتور براون الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي
فيس بوك
https://www.facebook.com/
و كذلك من موقعه الشخصي
http://www.drlaurencebrown.com/

23‏/07‏/2014

البائس و القرآن . . - بقلم / رحاب صبري



حقيقة أضحوكة وهم الأخطاء النحوية في القرآن
بسم الله و الحمد لله  و الصلاة و السلام على رسول الله . .
جاءني هذا السؤال على موقع التواصل الاجتماعي
ask.fm
" ما حقيقة وجود أخطاء نحوية بالقرآن الكريم ؟ "

ملخص الرد :

هذا وهم يرفضه العقل و علم النحو كالتالي :
(1) من يؤمن - بالأدلة العقلية - بأن القرآن كلام الله يعلم أن كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه .

(2) النحو مصدره الأول هو القرآن فما وجد في القرآن من من وجه إعراب خذ به واضهوا علم النحو فكيف يقول جاهل أن النحو يخطيء القرآن .
[ مثل الذي يقول إن جسم الإنسان فيه خطأ في التركيب لأنه يخالف علم الطب البشري !!! المشكلة عنده هو لا هي في الإنسان و لا في الطب ]

(3) النحو و الإعراب له أعداد من الأوجه و ألسنة قبائل العرب الفصيحة ( مثل قريش و أسد و تميم و هذيل ... ) لا يحصيها علماء النحور أنفسهم , و قد قضوا فيها أعمارا , و المسكين لم يدرس في المناهج إلا وجه واحد وقول واحد من مدرسة واحدة هي مدرسة البصريين , فلما وجد في القرآن ما لم يفهمه أو ما هو وجه أفصح مما درس اعتبره خطأ .

(4) أوردت أمثلة لشبهاتهم و كم هي مخالفة لعدد من أوحه التحو المعروفة عند العرب و عند النحويين منذ قبل الإسلام .
تفاصيل ذلك و الأمثلة على شبهاتهم و الرد عليها بالتفصيل في المقال التالي :
.

الجواب :
أقول مستعينا بالله متوكلا عليه :
الرد في عدة عناصر :

أولاً / رسالة للمسلم قبل بيان تفاهة الشبهة .

ثانيا / أدلة العقل أن هذا الكلام لا يدعيه عاقل .
ثالثا / أدلة النحو و علوم العربية أن هذا الكلام لا يدعيه إلا جاهل .
رابعا / اقرأ البند أولا مرة أخرى رجاء .

أولا / رسالة هامة للمسلم قبل بيان تفاهة الشبهة

 
المسلم ليس إيمانه مثل إيمان أي تابع لأي دين , و هذا كلام عقلي و ليس عاطفي . .
فالمسلم يجب عليه أن يعي أنه آمن بكتاب الله , ليس لأنه ولد مؤمنا , كلا . . و إنما لأن القرآن و ليس كأي كتاب آخر , فهو يأخذك أثناء قراءته في رحلة من ((الأدلة العقلية القاطعة)) على أنه كتاب الله عز وجل , حتى و لو لم تكن مؤمنا به .

لذا وجب على المسلم أن يتذكر عند مواجهة أي شبهة استحضار الأمرين التاليين  :
الأمر الأول : الأدلة العقلية في القرآن على ثبوته لا يستطيع كل مشككي الأرض مواجهتها و منها : 

 (1) المعجزات من إخبار بالغيوب الماضية
التي لا يستطيع متبحر في علوم التاريخ و مقارنة الأديان أن يعرفها و لا بدراسة متفرغة لعقود . . و كل هذا على لسان نبي أمي لم يقرأ كتابا و لم يخطه بيمينه . .

(2) الإخبار بالغيوب المستقبلية القريبة و البعيدة التي منها ما حدث في حياة النبي صلى الله عليه و سلم مثل ( انتصار الروم على الفرس في خلال اقل من تسع سنوات من نزول الآية و قد كان - و مثل فتح مكة و هيئة المسلمين و هم داخلوها - و غيرها كثير كثير .... ).

(3) الإخبار بالغيوب العلمية التي لم يكن أحد من اهل الأرض يعلمها ( مثل التكوين الجنيني للإنسان , و غيرها كثير كثير .... )

(4) المعجزة البلاغية التي لا تضاهى . . تحدى بلغاء العالم في تاريخ البلاغة فلم يأتوا بمثله . . و لا بعشر سور مثله . . و لا بسورة . . و كل من حاول غلى يومنا هذا كان حبيس أسلوب القرآن . . و لكن بشكل مشوه مضحك . .

(5) معجزة التأثير في النفوس الذي جعل مشركي مكة يقولون عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه ساحر . .
رغم أن النبي صلى الله عليه و سلم عاش بينهم 40 سنة قبل البعثة , ما قال عن كلامه يوما إنه سحر . . ما قالوا هذا إلا بعد أن نزل القرآن .
و قد يوجد غير هذا كثير مما قد لا نعلم و لكن يعلم الله عز وجل . .
 
[ للمزيد حول النقطة السابقة أنصح بقراءة مقال / هل يؤمن الفضائيون ]

و دليل واحد فقط من نوع واحد فقط . . يكفي لصاحب العقل أن يعلم أن هذ ليس كلام سيدنا محمد بن عبد الله . . و يجعلك تؤمن عقلا ثم قلبا . . أن القرآن كلام الله . . و أن محمدا رسول الله .

الأمر الثاني : ما كان من عند الله كان كاملا كله لا نقص و لا باطل فيه مهما قصرت الأفهام عن الإدراك

 طالما أنه ثبت لدينا عقلا أن القرآن كلام الله , فإن أي طعن في كلام الإله أو في رسوله أو في دينه إنما هو باطل لا يأتيه الحق من بين يديه و لا من خلفه .
فإن الذي يجعل عقله حكما على ما حكمة ما جاء من إلهه الذي خلق الأكوان و ما فيها و خلق له عقله , لابد أنه أحمق . . و حينما يتعارض عقله مع أمر إلهي , فإن اتهم حكمة الإله لأجل ما يعتقد أنه حكمة عقله القاصر فهذا آكد الحماقة . . فعقله هذا الذي يغير كل يوم وجهة نظره كما يغير ملابسه , و يكتشف كل يوم أن قرارا أخذه بالأمس كان خطأ  . . عقله حبيس في بيئته و زمانه و ثقافته .
فمنتقد دين الله أو كتابه أو رسوله , هو شخص سخيف بائس , و المسلم يجب أن ينظر إلى قصر نظرة هذا الشخص و حماقة هذا المشكك نظرة الكبار إلى تعتعة و لعثمة و أوهام الأطفال وحينما يتحدثون عن تصوراتهم عن الكون و العلم و الحياة .

 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ثانيا / أدلة العقل على أن هذا الكلام لا يدعيه عاقل :

يشهد العقل بأن هذا الادعاء بوجود أخطاء - بل خطأ واحد حتى - ما هو إلا أضحوكة سخيفة تدل على أن من توهمها يجتمع فيه الجهل و الغباء جميعا , فهو – إن كان مقتنع بما يقول - قطعا بلا احتمالا جاهل بالقرآن و بالنحو و اللغة و التاريخ جميعا , و ذلك للأسباب التالية :
1- القرآن الكريم هو المصدر الأول من مصادر النحو , فالنحو مأخوذ من القرآن أولا , ثم من الحديث ثانيا ثم من كلام العرب و أشعارها منذ الجاهلية إلى قبل الفتح الإسلامي لبلاد غير العرب :
فالنحويون درسوا أول ما درسوا في مصادرهم القرآن فما كان فيه من وجوه الإعراب اعتمدوه في كتب النحو , و لكن مؤلف الشبهة لا يعلم من أوجه النحو إلا قليلا , و لا يعلم أن النحو ليس على وجه واحد بل فيه أوجه في كل باب لا يدرس منها في المدارس العامة إلا وجه واحد فيظن الجاهل أنه هو كل النحو .
إن مثله مثل من درس كتابا في الطب ثم ذهب ليقول أن تركيب جسم الإنسان فيه خطأ . . لأنه يخالف نظرية طبيه كما فهمها بزعمه !!!!
الطب مأخوذ من جسم الإنسان يا أبا جهل . . و النحو مصدره الأول القرآن يا من لا تعرف عن النحو إلا قشورا درستها في المدرسة .

لذا فمسكين بشكل مثير للشفقة  من يقول أن القرآن فيه خطأ  لأنه لا يفهم ما درسه من النحو و لا يجيد تطبيقه , أو لأنه وجد بعض الأوجه الأفصح و الأعلى في مواضعها لغة وجدت في القرآن و هي تخالف ما درسه هو من النحو في المدرسة .


2 - يظن صاحبنا المعاق نحويا أنه اكتشف ما لم يكتشفه ( رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم / و لا فصحاء العرب المعاصرين له و من بعدهم سواء من المؤمنين أو المشركين الذين كانوا اهل  الفصاحة و البلاغة يتكلمون العربية في بيوتهم بفصاحة منذ الطفولة ) :

و هذا شيء شديد السخف ,فالعرب الذين تحداهم القرآن منذ أربعة عشر قرنا ببلاغته , و التي كانت بلاغته و روعته سببا في أن يسلم خلق كثير حتى قالوا عن القرآن سحر .
و مع ذلك لم يقل أحدهم لا مؤمن و لا كافر و لا عاقل و لا مجنون أن القرآن به خطأ في اللغة لا يستقيم به اللسان العربي.

بل إن القرآن احتج عليهم حينما حاول بعضهم أن يقول أن أحدا لابد و أنه علم النبي فقال :

{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ } [النحل : 103].
ثم إن النبي صلى الله عليه و سلم عظيم الفصاحة , مشهود له بها , فكيف لم ينتبه لا هو , و لا أبو بكر و لا عمر و لا الصحابة و لا المشركون و لا أحد من فصحاء العرب في أعلى قمم الفصاحة إلى ما انتبه إليه من لا يعرفون عن النحو إلا ما درسوه من آراء البصريين حتى نهاية المرحلة الثانوية .
يروى أن عمر بن الخطاب لما مر بمجموعة من الناس تتمرن على الرمي و أخطأوا أمامه لامهم على ذلك , فقال بعضهم له جملة مثل " نحن متعلمين " أي أننا نتعلم فغضب و قال لهم ما معناه أنه " أن تخطئوا في الرمي عندي أحب من أن تلحنوا في القول " اي تخطئوا في اللغة العربية .
بل إن علم النحو نفسه دعا إليه (علي بن بي طالب ) لأنه لم يكن يقبل بحدوث اللحن في اللسان العربي .
فكيف بهؤلاء لم يلاحظوا ما لاحظه البائس الضحل العلم .

              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
         ثالثا / أدلة النحو و علوم العربية على أن هذا الكلام لا يدعيه إلا جاهل :

1- النحو و الإعراب ليس هو الوجه الواحد الذي درسه البائس في مقرر النحو بالمدرسة :
النحو ليس على وجه واحد بل فيه أوجه في كل باب و إعراب , لا يحيط بها إلا المختصون في النحو , و مشكلة البائس صاحب الشبهة , أنه ظن أن النحو الذي درسه في منهج النحو في المدارس العامة هو كل النحو , فهو لا يعرف ألسنة العرب , و لا أوجه لهجاتها و لا إعرابها , و لا مدرسة نحو الكوفيين و لا مدرسة نحو البصريين , لا يعرف عن هذ شيئا عن هذا , لا يعرف إلا وجها واحداً درسه يظن أنه هو كل النحو .

يقول الشافعي في كتابه الرسالة :
" لسانُ العرب أوسعُ الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجوداً فيها من يعرفه "

و عن مصادر الاحتجاج  في النحو و الإعراب بعد القرآن و الحديث يذكر ابو نصر الفارابي في  كتابه الشهير ( الألفاظ  و الحروف ) أن هذه المصادر هي ألسنة و أوجه متنوعة من أفصح لهجات العرب و هي قبائل ( قريش  و قيس و تميم و أسد )
يقول عنهم : " فإن هؤلاء هم الذين أخذ عنهم أكثر ما أخذ ومعظمه ، وعليهم
اتكل في الغريب وفي الإعراب والتصريف " . ثم يقول بعدها
" ثم هذيل وبعض كنانة وبعض الطائيين، ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر
قبائلهم ".

2- أمثلة للمغالطات التي ذكروها و بيان خطئها :



الآية
الاعتراض البائس
صفعة علم النحو للبائس
(هذا مختصر وكتب التفسير مليئة)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِونَ ...
( المائدة 56)
كان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما في آية البقرة
هذا صحيح من عدة أوجه و ليس من وجه واحد :
فهو صحيح و قد يحمل على اي وجه من هذه الأوجه الفصيحة :
(1) الواو هنا (استئنافية)  من باب إضافة الجُملة للجملة ، وليست واو العطف, فيأتي بعدها مبتدأ لغرض بلاغي .
أمثلته من شعر العرب كثيرة منها:
البيت الشهير لضابيء بن الحارث البرجمي
فمن يك أمسى في المدينة رحله
                  فـ(ـإني وقـيارٌ ) بها لغريب
[ قيار مرفوعة رغم وجودها الواو بينها وبين اسم إن ]
(2) علامة الرفع هي علامة النصب ذاتها في لسان قبيلة بلحارث بن كعب و هي لغة فصيحة صحيحة .


(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ... )
سورة  البقرة 124
جاء الفاعل ( إبراهيم ) مرفوعا
إبراهيم ليست فاعل يا بائس بل هو مفعول لذا نصبت .
مثل قولك ( أكلت البرتقالةً الفتاةُ )
فهل البرتقالة أكلت الفتاة أم الفتاة أكلت البرتقالة ؟؟!!
لذا نصبنا البرتقالة ( مفعول ) و رفعنا الفتاة ( فاعل ).
( وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مسته .... )
سورة هود 11
جاءت ( كلمة ضراء ) منصوبة بالفتحة . . بينما يجب أن تجر لأنها مضاف إليه بعد كلمة ( بعد )
من قال إنها منصوبة . .
إنها مجرورة و لكن بالفتحة لأنها ( ممنوعة من الصرف ) يرجى مراجعة النحو المدرسي لتجد فيه ما يسمى ( الممنوع  من الصرف ) و فيه أن الممنوع من الصرف مثل ( ضراء ) إذا جاء ( نكرة ) ( مجروراً ) يجر بعلامة فرعية هي الفتح .
(قالوا إنْ هذانِ لَساحِرَانِ)
سورة طه 63
وكان يجب أن يقول: إنْ هذين لساحران لأن اسم إن منصوب و ليس مرفوع
هذه ليست ( إنَّ ) ذات النون المشددة , و إنما هي ( إن ) ذات النون الساكنة .
و تسمى ( إن المخففة من الثقيلة ) و هذه اسمها دائما يكونا ضميرا مستتار يسمى ضمير الشأن , و ( هذان لساحران ) جملة من مبتدأ و خبر في محل رفع خبرها .
لذا تكون ( هذان ) مرفوعة .

و أخيرا . .

رابعا و أخيرا / . . اقرأ البند أولا مرة أخرى رجاء .

08‏/07‏/2014

هل يؤمن الفضائيون؟! - بقلم / رحاب صبري

كتبت في مختصر تعريفي عن نفسي على أحد شبكات التواصل ,

( بخصوص وجهات نظري فإنني أتساءل دائما . . لماذا لا أكون خطأ ؟؟) .
فجاءني سؤال على موقع التواصل الاجتماعي ask.fm بعد أن اقتبس من كلامي هذه العبارة قائلا ما نصه:
" حقيقي . . وبدون تجمل هل بتطبق ده على إيمانك؟ "

و لكي أجيب عن هذا السؤال كان لابد أن أفرق بين ( إيمان المسلم ) و ( ووجهات النظر ) و بشكل علمي منطقي . .
لكي يعرف القارئ المحترم أنني حينما أتحدث عن وجهات النظر . . فالإيمان ليس وجهة نظر . .

* الفرق بين الإيمان ووجهة النظر :
الإيمان أمر أوصلتني له قراءتي في كتاب الله عز وجل . . بحجج علقيه قاطعة . .
بينما وجهة النظر هي أمر ظني يفكرفيه الإنسان بناء على معطيات عقله المحدودة . . يحتمل الصواب و الخطأ . .
و لا يجعل وجهة النظر إيمانا إلا متحجري العقول . . الذي لا يغيرون وجهات نظرهم . .
و لا يجعل الإيمان و جهة نظر . . إلا شخص لا يهمه حقيقة وجوده و يزدري مصيره , أو شاك في دينه لأن دينه لا دليل من العقل و العلم عليه و من ثم لم يؤمن بعقله قبل قلبه . .
القرآن و القرآن دون الكتب الأخرى يا صديقي . . يوفر عليك هذا الشقاء . . ( كما سأبين في مقال ي هذا على استعجال )
نعم . . إنه يقدم لي الأدلة العقلية دامغة اليقينية . .
أدلة تجعل إيمانك بعقلك قبل قلبك ربما ثم يجتمع العقل و القلب و الروح على الإيمان جميعا . .  إيمان مثل إيمانك أن 1 + 1 = 2 . . و أن الشخص الآخر ليس هو أنت . . و أنك تكون في النهار عندما ترى الشمس هناك في أعلى قمة في السماء . . و هكذا . .
فإذا سالتني هل يمكن أن تفترض أن 1 +1 = 2 قد تكون وجهة نظر تحتمل الخطأ أو الصواب ؟؟
أقول لك . . لعلك تمزح . . هذا فضلا عن استسخاف السؤال و إن كان مزاحا . .
و السؤال الأكثر لا معقولية من هذا . . أن تسأل عن إيمان ((مسلم)) هل يحتمل الخطأ .
* رجال من الفضاء :
و الآن تعال نفترض سويا قصة تخيلية تحيد كل أصحاب الأديان . . لنبحث في قضية الدين و نرى أن العقل المحايد . . يقود فقط إلى (( الإسلام )) و لا شيء غير الإسلام . .
تعال لنفرض أن شخصا أو اثنين فائقي الذكاء جاءوا من الفضاء و لا يعلمون دينا وجدوا أنفسهم فاقدين للذاكرة على سطح الأرض لا يذكرون أي شيء , كل ما يملكونه . . عقل و فقط عقل . .

و لنر أن العقل يقودهما إلى الإسلام وحده . . كحتمية عقلية . . ماعداها ضلال . .
دعنا نلخص ما يقود إليه العقل بعيدا عن الشذوذ الفكري الذي تصنعه الموروثات و الأهواء . . في رحلتنا التخيلية مع الفضائيين . .

1- حتمية وجود خالق :

بمجرد أن يفتح هذان الفضائيان عينيهما فيروا الشمس و السماء و القمر و النجوم , و يروا البشر , و يروا الكائنات . . و يعلموا بشكل أو بآخر أن تركيب هواء هذا الكوكب تحديدا , هو فقط مناسب لتنفس الإنسان الذي هو الكائن الرئيس تحديدا . . و أن هذا هو الكوكب الوحيد المناسب لحياة الإنسان . . و أن الغذاء الذي حول الإنسان بكل أنواعه , يغطي نوعيات المواد التي يحتاجها الإنسان دون أن تنقص منها مادة واحدة و هي نفسها التي تهيأ جسمه لهضمها دون سواها !! . .
و أن الماء الذي لا حياة للإنسان بدونه , موجود بوفرة على هذا الكوكب الوحيد الذي جيء بالإنسان إليه . . دون بقية الكواكب . .

هنا يصل العقل السوي لهذين المخلوقين , و لغيرهما إلى سؤال . .
من أوجد هذا كله ؟؟ بهذا الحكمة و التجانس ؟؟

هذا هو السؤال البديهي الأول . .
لا بد من موجد . . و لا بد أ نه حكيم . .
إن وجود خالق للكون هو أمر دل عليه العقل السوي , و لا اقبل السفاهة العقلية التي جعلت بعض البشر تختل عندهم كل القوانين ليقولوا أن هذا الكون و هذه الكائنات وجد من دون موجد  . .
و لو أن أحدهم قلت له أن موقع التواصل ask هذا مثلا ، أو هذه الكلمات تألفت هكذا وحدها نتيجة سلسلة من العمليات اللإلكترونية لقال إنك مجنون , لا بد له من موجد . .
ثم يرى بعد ذلك أن الكون و المجرات و الخلايا و و الكائنات و الظواهر كل هذا جاء من غير موجد !!!!
و يسول له (جنونه) أن الصدفة و العشوائية . . تصنع قوانين ثابتة و ظواهر مطردة !!!!!
لذا فإن الذي يدعي أن هناك (( شيء )) يوجد بلا ((موجد )) عليه أن يثبت أولا إمكانية حدوث هذا . . و إلا فإن كلامه يبقى من باب الهذيان ، و هو كذلك .
و تبقى القاعدة التي اطبقت عليها التجربة و العلم و البشر هي الأصل الذي يجب أن يسلم له كل صاحب عقل و هي أنه ( لا بد لكل موجود من موجد ) .

2- كيف نعرف عن هذا الخالق الرائعة حكمته ؟

 تذكر أننا نتمثل الآن وجود مخلوقين فائقي الذكاء لا يعلمان شيئا عن الأديان .
سوف يجدون في سبيل الإجابة على هذا السؤال ثلاث مجموعات من البشر . .
أولا/ المجموعة الأولى ( الملحدون ) :
سيقولون لهم " وجد هذا الكون هكذا وحده , لأن الصدفة و العشوائية من خلال سلسلة أحداث صنعت قوانين ثابته لا تتغير و كائنات متنوعة و ...." و مما لا شك فيه أن الفضائيان سوف يتركون هؤلاء و ينظرون إليهم على أنهم مخرفون . . لابد أنهم سيغادرون قبل أن يكملوا كلامهم . . و يقولون في أنفسهم ( كنا نظن أن في الأرض شكل من اشكال الحياة الذكية . . و لكن يبدو أن سكان الأرض بلا عقول )
و هنا يلتقون المجموعة الثانية . .
ثانيا / المجموعة الثانية ( الوثنيون ) :

ممن يعبدون حجرا ينحتونه , أو يطلبون تغيير مصائرهم و أقدارهم من بقرة يذبحها آخرون و يأكلونها , أو يعبدون فئرانا !!!

سيقولون لللفضائيين : ( هذا الذي أمامكم هو الإله الذي خلق الكون )!!!!
و لا شك أيضا أن الفضائيين سينقلبا على ظهريهما ضحكا و سخرية من حماقة قوم يؤمنون أن يكون خالق الكون هو الحجر الذي ينحته عباده . . أو البقر الذي يعلفه عباده ثم يأكلونه .....
العقل يرفض هذا . .
ثالثا / المجموعة الثالثة ( أتباع الرسالات السماوية ) :

و هنا سيجدون مجموعات من سكان الأرض المختلفون بينهم اشد الاختلاف , يستحيل أن يتفقوا معا على ادعاء يدعونه سويا , بل كل منهم تكذيب الآخرين , منهم ( اليهود , و المسيحيون و المسلمون ) .
و سيجتمع هؤلاء جميعا رغم اختلافهم بينهم على ثلاثة أمور غاية في الخطورة . .
الأول / أن هناك أناس صالحون شهد لهم الجميع بالفضيلة جاءوا عبر تاريخ البشرية كلهم يقولون أنهم ( مرسلون من قبل الإله ) أو ( أنبياء ) عرف عنهم الزهد في الدنيا و لم يعرف عليهم الكذب طوال حياتهم و عرف عنهم السمو فيجميع أخلاقهم .
الثاني /أن هؤلاء الرجال الصالحون الفضلاء , الذين كانوا خير أقوامهم , و لم يعرف عنهم الكذب فيهم , أخبروا عن أمور في المستقبل و حدثت كما أخبروا , و كتبهم لم تزل شاهدة على هذا إلى اليوم .

الثالث / أن كل هؤلاء عل اختلاف أزمانهم و بلدانهم و قبل وجود وسائل التواصل و الإعلام و لعشرات الأىف من لسنين دعوا إلى عبادة إله واحد عظيم حكيم , خلق هذا الكون و لم يتركه هملا , إنما شرع شرائع للناس لتصلح لهم حياتهم في هذا الكون , ثم هم بعد ذلك عائدون إليه . .
و هنا . . يصل الفضائيان إلى غلبة ظن تكاد تقارب اليقين الذي لم يكتمل حتى هذه النقطة من الرحلة . .
و هي أن خالق هذا الكون إله عظيم . .
و أنه لا بد أنه هو هذا الإله الذي تحدث عنه الرجال الفضلاء الذين يسمون الأنبياء  عبر التاريخ . . و الذين أخبروا في كتبهم بأمور مستقبلية بالنسبة لهم , حدثت فعلا كما قالوا . .
و هنا تأتي الخطوة الثالثة للفضائيين . .

3- في أي كتاب من هذه الكتب نبحث عن الإله ؟؟

يبحث الفضائيون كثيرا , ليجدوا أمامهم آخر ثلاث كتب يقول أصحابها أنها نزلت إليهم مع الرسل من الإله . .
أقدمها التوراة ( أو التناخ كما يسميه اليهود )
أحدث منه ( الكتاب المقدس ) عند المسيحيين ( و هو مكون من جزئين أحدهما هو كتاب اليهود و يسمى عند المسيحيين بالعهد القديم ,و الآخر هو العهد الجديد و الأناجيل الأربعة هي جزء من القسم الثاني ). .
ثم يجد أحدثهم و خاتمهم ( القرآن ) . .
و بالعقل و المنطق نتوقع أن يبدءا البحث في آخر هذه الكتب و أحدثها زمنا . . لأنه قد يكون أحدث رسالة من الإله  .
لأنه لو ثبت أن التناخ هو كتاب الله . . فهذا لا يمنع كون الإنجيل و القرآن كتبا لله بعده . .

و كذلك لو ثبت أن الانجيل كتابا لله . . فهو لا يمنع أن القرآن كتاب الله . .

لماذا ؟

لأن كلا من كتب اليهود و النصارى لم تنفي بعث رسول و نزول كتاب بعدها بل على العكس أخبرت عن حدوث ذلك .

أما القرآن فجاء ليعلنها صريحة أنه لا نبي بعد نبي الإسلام - عليه الصلاة و السلام - و لا كاتب بعد القرآن .

و حتى لو فتحنا التوراة أو الإنجيل سوف نجد أن كلاهما رغم الاختلاف يتنبأ عن شخص نبي يأتي في آخر الزمان له مواصفات محددة . .

و عن شريعة جديدة تأتي في زمان معين . . و لو درسناها لوجدناها تتكلم عن نبي الإسلام محمد ( صلى الله عليه و سلم ) و عن رسالة الإسلام .

فسوف يقودنا هذا لضرورة البحث في القرآن . .
فعلى سبيل المثال لا الحصر [ جاء في التوراة في ( كتاب أشعياء 29 : 12 ) [ أو يُدفع الكِتاب لمَن لا يَعرِفُ الكتابةَ ويقال له: اقرأ هذا، فيقول: لا أعرف الكتابة". ] فهذا نص لن نفسره . . لكنه يتحدث عن كتاب يدفع إلى رجل أمي !!! فلنذهب و نبحث عن هذا الرجل , و هذا الكتاب . . لا سيما أن هذا النص يؤمن به كلا من اليهود و المسيحيين

4 - اللقاء الأول مع القرآن :

لنتأمل لحظة الدهشة الأولى , و لنتخيل أننا لم نقرأ القرآن من قبل و أننا سوف نفتح مع الفضائيين القرآن لنقرأه لأول مرة . . ها هو الغلاف يفتح . . ها هي الصفحة الأولى . . الصفحة الأولى . . لنرَ ما فيها ؟؟
الفاتحة -

بسم الله الرحمن الرحيم . .
( الحمد لله رب العالمين ) . . و هنا يصل إلى عقولنا أن . .  هذا الكتاب يتكلم عن ( الله ) . .
فإن سالت : من الله ؟ تأتيك الإجابة : ( رب العالمين )
و هنا تجد نفسك مجبرا على أن تعير انتباهك . . و تتأمل الكلمات . . إن هذا الكتاب يقول أن صاحب هذه العوالم كلها هو ( الله ) . .
من يجرؤ على ادعاء هذا ؟؟!!
ألا يخاف اي أحد مزيف يدعي هذا . . أن يفضحه الإله الحقيقي . . و يبين حقيقة كذبه ؟؟
هل قال أحد إنني نا الإله . . و ليس إله القرآن هو الإله ؟؟
هل قال أحد هذا في التاريخ ؟؟
هل قال أحد إنه أنا ؟؟
هل أرسل الإله رسولا يخبر البشر أن القرآن ليس كلامه . .
و أثبت هذا الرسول بالمعجزات و البراهين أنه رسول من الإله ؟؟!!!

كما نزل القرآن ينفي الألوهية عن كل الآلهة . . و يقول للناس أن هذه الآله هي عباد لله منزل القرآن . . لا يملكون لأنفسهم ضرا و لا نفعا ؟؟!!!!
أبدا .  .لم يحدث . .
و هنا الخطوة الأولى . .
لقد حاول فرعون أن يدعي أنه إله . . فاين هو الآن . . لا وجود له . . مات . .
لن استدل بخبر القرآن عنه . . بل اسأل . . هل فرعون موجود الآن ؟؟ لا . . مات . . انتهى . . هل يعبده أحد لا . .
و نزل القرآن يخبرنا إن فرعون كاذب  . . فهل رد فرعون أو غير فرعون و دافع عن نفسه ؟؟؟!!!!
إذن فالأمرجدير بالتأمل . . و يميل العقل إلى تصديقه . . و لكن حتى هذه اللحظة هو أمر (( يغلب عليه الظن )) بالنسبة للفضائيين , و لم يصبح يقينا . .
و مع استمرار رحلتك في القرآن . . تجد أمور عجبا . .
يأتيك اليقين الذي يكفي دليل واحد منه لإيمان العالم بعقولهم قبل أن تخبت قلوبهم . .
منها :
(1) المعجزات من إخبار بالغيوب الماضية
التي لا يستطيع متبحر في علوم التاريخ و مقارنة الأديان أن يعرفها و لا بدراسة متفرغة لعقود . . و كل هذا على لسان نبي أمي لم يقرأ كتابا و لم يخطه بيمينه . .
(2) الإخبار بالغيوب المستقبلية القريبة و البعيدة :

التي منها ما حدث في حياة النبي صلى الله عليه و سلم مثل ( انتصار الروم على الفرس في خلال اقل من تسع سنوات من نزول الآية و قد كان - و مثل فتح مكة و هيئة المسلمين و هم داخلوها - و غيرها كثير كثير .... ).
(3) الإخبار بالغيوب العلمية التي لم يكن أحد من اهل الأرض يعلمها :

( مثل التكوين الجنيني للإنسان , و غيرها كثير كثير .... )
(4) المعجزة البلاغية التي لا تضاهى"

تحدى بلغاء العالم في تاريخ البلاغة فلم يأتوا بمثله . . و لا بعشر سور مثله . . و لا بسورة . . و كل من حاول غلى يومنا هذا كان حبيس أسلوب القرآن . . و لكن بشكل مشوه مضحك . .
(5) معجزة التأثير في النفوس :

الذي جعل مشركي مكة يقولون عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه ساحر . . و جعل كثيرين ممن يخالطون المسلمين من غير المسلمين يتواصون بعدم سماع القرآن إلى يومن هذا .
و رغم أن النبي صلى الله عليه و سلم عاش بينهم 40 سنة قبل البعثة , ما قال عن كلامه يوما إنه سحر . . ما قالوا هذا إلا بعد أن نزل القرآن .
و قد يوجد غير هذا كثير مما قد لا نعلم و لكن يعلم الله عز وجل . .

و أي دليل واحد فقط من نوع واحد فقط . . يكفي لصاحب العقل أن يعلم أن هذ ليس كلام سيدنا محمد بن عبد الله . . و يجعلك تؤمن عقلا ثم قلبا . . أن القرآن كلام الله . . و أن محمدا رسول الله . .

فهل سيؤمن الفضائيون ؟؟
أترك النهاية مفتوحة . . احتكم لعقلك . .