أنا مش محجبة بس محترمة . .
و مش محجبة بس باصلي . .
إن كنت تقصدين بالاحترام هو عدم ممارسة الرذيلة والابتعاد عن الأفعال المناقضة للعرف , فقطعا ليست كل سافرة تكون غير مهذبة أو بغي ( و سافرة دي مش شتيمة على فكرة دي معناها إنها كاشفة وجهها و شعرها ).
لكن منطقيا و شرعيا . . تواجهك عدة مشاكل تجعل كلامك هذا من باب المخدرالذي يلهي الإنسان عن مصيبة مرضية في منطقه و في قلبه . .
إليك بعضها . .
(1) أنك اعتبرت أن توافقك مع مجتمعك و رضا مجموع أفراده عن تصرفاتك هو معيار لقيمتك عند نفسك!!!
و ياله من معيار ( دوني و منخفض جدا ) . .
ببساطة أختي . . لقد جعلتي الله أهون الناظرين إليك , و جعلتي رضاه عنك و توافق فعالك مع ما يحب لك من خير يحفظك به آخر ما يهمك . . نسيتي أن تهتمي بقيمتك عند الله , و تهتمي بقضية هل أنت كريمة على خالقك بهذا الفعل أم لا ؟؟
نسيتي قول الله " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " . .
لقد جعلت رضا المجتمع عن فعلك مقياسا لقيمتك , و نسيتي أن الله أولى أن تراعي أن تكوني كريمة عليه تعالى , لا ساقطة من ديوان الكرماء عليه . .
(2) ثمة مشكلة أخرى , و هي أنك جعلتي الأخلاق و الاحترام أمرا نسبيا خاضعا لما يقره المجتمع , فلو أنك كنتي تعيشين في أمريكا أو بلد غربي مثلا , حيث من الطبيعي عند قطاع عريض - مع وجود محافظين طبعا - أن تقبل المرأة الرجل مثلا في الطريق العام , و ربما من الطبيعي ما هو أبعد من مثل اتخاذ صديق تكون الصداقة معه في ذلك في معنى الزواج بلا زواج , و دون أن يخالف أعراف مجتمعهم . . فطبقا للمقياس الذي وضعتيه أنت لنفسك , فهل لن يكون عندك مشكلة في هذه الممارسات , إذ يقرها هذا المجتمع ؟ . . .أم سيكون ؟
و لو عشت في الاتحاد السوفييتي إبان الحقبة الإلحادية الشيوعية التي كانت تؤمن بأن المرأة هي شيوع للجميع من حق الجميع على قدم المساواة الاستمتاع بها دون خصوصية لأي امرأة . . فهل كنت ستوافقين على هذا المعيار المجتمعي ؟؟
ستقولين لي . . لا بالطبع لأن هذا حرام ؟؟
أقول لك . . نعم . . الآن أنت عدت للمقياس الصحيح للأخلاق , الحلال و الحرام ثم العرف الذي لا يعارض الشرع . . و اذكرك بقول الله " أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض ؟ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب و ما الله بغافل عما تعملون "
و دعينا نقلب المشهد , فلو أنك تعيشين في مجتمع مثل المجتمع السعودي وسط نساء كلهن منتقبات , هل كنت ستقولين عن نفسك أنك محترمة و أنت سافرة و النساء من حولك منتقبات و لا يكشف وجوههن و شعورهن إلا غير المسلمات .
لا تصلح أعراف المجتمعات وحدها بمعزل عن الدين كمعيار للخلق و الاحترام . .
(3) أختي . .
نعم أنت لست غانية أو شخصية منحرفة . .
نعم لست فاجرة و العياذ بالله . .
نعم من الممكن أن يكون التزامك في جوانب أخرى عظيم غير الحجاب . . أعظم من منتقبة . .
ربما كان عندك من أعمال القلوب أو أعمال السر جبال حسنات . .
و ربما يوم توزن الأعمال تطيح حسناتك بسيئاتك فتدخلين الجنة . .
و يدخل محدثك و العياذ بالله النار رغم كونه ملتحي . .
لأنه ربما عندك في قلبك من الانكسار بذنبك بخلع الحجاب أو غيره و من أعمال الخير بينك بين الله جبال . .
و ربما عند ملتح أو منتقبة من ذنوب الخفاء أو الكبر أو الرياء الجبال . . و طبعا هذه ليست قاعدة . .
و نسأل الله العافية . .
ثم إن المنتقبة و المحتجبة التقية التي تتساوى معك في في بقية أمورك مثل كونها محترمة و مصلية و حسنة الخلق مثلك . . لا شك أنها أكرم منك عند الله و أفضل منك عند الناس . .
فلماذا لا تكونين الأكرم على الله . . و فقط لوجه الله . .
(4) احذري فإن استصغارك لأمر معصية أمر الله تعالى لك بالحجاب و تهاونك بها قد يكون مهلكة , و قد يسخط الله عليك , فتدخلين النار . .
فرق بين مذنب ينكسر لذنبه و يستغفر الله منه . .
وبين آخر يبرر و ينظر و يستهتر و يصغر في عينه غضب الله عليه و عقوبته . .
عافاني الله و إياك أختي من هذا . .
و احذري أن تكوني دون أن تشعري من دعاة خلع الحجاب . . بترويجك لمثل هذه الشعارات " مش محجبة و محترمة . . أو مش محجبة بس باصلي " . .
يبقى خلعك للحجاب أمر مرذول غير محترم في ذاته . . لأنه معصية لله . . و إن احترمتك أنت بما أنت عليه من أصل التوحيد و بما أعندك من طاعات أخرى . .