23‏/06‏/2013

علماء المسلمين يرفعون قواعد العلم و العالم

باولو توسكانيلي - عالم  إيطالي - كان يرتدي العمامة كزي علمي أثناء تجاربه  (1397-1492)


إن العالم و العلم يدين بعد الله بالفضل لللإسلام في تحقيق و ثبة علمية ووضع أسس جديدة للبحث العلمي لم يزل العالم يبني عليها .
إن فكرة التجريب كمنطق وحيد لقبول النظرية و تحويلها  إلى مناط مقبول للاستدلال , و هي الفكرة التي بني عليها العلم التجريبي الحديث هي منتج إسلامي بامتياز .

و هي نفس التي نهضت بالعلم وحولته من نشاط
نشاط ذهني فلسفي عقيم ذو إنتاج ضحل , يحتكره الفلاسفة و الكهنة و السحرة , إلى نشاط فاعل في بناء البشرية  و منتج .

و لا ينكر إلا جاحد أن المسلمين ورثوا فعلا من الحضارات السابقة كاليونان و الهند ، و لكن لا ينكر متخصص أيضا أن ما ورثوا كان في مرحلة عدم نضج علمي للبشرية ، و ما غلب عليه كان هو الأفكار الخاطئة و إن لم تكن كلها طبعا و كان يسيطر على المعارف قبلهم الجدال العقيم و الآراء الشخصية .
حيث تقدس النظرية على شهرة صاحبها , في ظل غياب البرهان و المقياس .

غير أن العقلية العلمية الإسلامية , المبنية على أن آراء الرجال يستدل لها و لا يستدل بها , و التي تعلمت ألا تقبل حتى من علماء الدين حكما إلا بدليل من قرآن أو سنة , طبقت نفس الآلية في العلم , فلم تقبل من أحد رأيا شخصيا على سبيل االتسليم إلا بدليل , و جعلت هذا الدليل هو ( التجربة ) " لغة الكون التي لا تكذب .

و رغم ذلك فهم لم يهملوا أقوال و تراث الرجال السابقين , ممن يشهد لهم التاريخ بذكاء و فطنة , بل أعادوا تعريفها للناس و حفظها كتراث عبر عن حقبة من تاريخ البشرية و قاموا بترجمتها و نشرها وقت أن كان الأوروبيون لا يعرفون شيئا عن هذه الأفكار و بعد أن كادت تندثر  .

و كانوا أمناء في ذلك فلم ينسبوا إنجازات السابقين لأنفسهم كما فعل الغرب بعد ذلك حين سرق مؤلفات المسلمين، وأخفاها و نسب كثير من إنجازات مثل اكتشاف كروية الأرض و الجاذبية و قوانين الحركة و الدورة الدموية و غيرها إلى لأوروبيين .

غير أنه لا يمكن إهمال عدد من العلماء و المفكرين الأمناء من الأوروبيين الذين فضحوا هذه السرقات .

و من أمثال هؤلاء
" رونالد هيل المهندس الإنجليزي أن من يدرس نتاج الرزاز الجزري في علم الميكانيكا يتأكد من تذوق العرب لأفكار هذا العلم، وقد جرت العادة في نسبة قوانين الحركة إلى إسحاق نيوتن "ت 140هـ / 1727م" في حين أن الشيخ الرئيس ابن سينا "ت 428هـ / 1036م" هو مكتشف القانون الأول وهبة الله بن ملكا البغدادي "ت 560هـ / 1164م" اكتشف القانون الثاني والثالث، أما إسحاق نيوتن فقد طور قوانين الحركة خلال استعمالها حتى صارت عصب علم الميكانيكا الحديث.
 و لولا أن جاءت ثورة المعلومات و كشفت المخطوطات الخبيئة لما افتضح أمر لصوص الحضارة ."
[ المصدر :
البحث العلمى أساسياته النظرية وممارسته العملية - رجاء وحيد دويدري- دار الفكر المعاصر-بيروت-لبنان-دار الفكر-دمشق-سورية ]

و كان العالم الإيطالي باولو توسكانيلي لا يجري تجاربه إلا و هو يرتدي العمامة لأنها كانت زي العلم و العلماء .
غير ان هذا ( المنهج التجريبي ) و الذي يعد ااتطور الأهم في تاريخ البشرية ، والذي لم يزل في بعض جوانبه يسمى فيما نجا من عمليات السطو الفكري باسم ( Algorithm ) نسبة إلى الخوارزميى . .

و لعل هذا الذي جعل العالم يتوج أبو الريحان البيروني كأعظم فيزيائي في التاريخ ، رغم إنجازات أينشتين المعروفة .

 غير أن الغرب أقام مزيدا من التراكم العلمي . . و لكن على هذا الأساس الذي هو الأهم. .

ثم أصبح المسلمون  في المؤخرة بعد أن تخلفوا عن الإسلام و قلدوا الغرب في هجرانه للدين و في فصله للدين عن الحياة .

17‏/06‏/2013

معاني كلمات الآيات من 1 إلى 16 - في ضياء سورة عبس - جولة سريعة في كتب التفسير ( المنشور الثاني )



المنشور الثاني :
شرح الكلمات حتى الآية 16 :

{ عبس } : أي النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى كلح وجهه وتغيّر أو قطب جبينه .
{ وتولى } : أي أعرض .
{ أن جاءه الأعمى } : أي لأجل أن جاء عبد الله بن أم مكتوم فقطعه عما هو مشغول به من دعوة بعض أشراف قريش للإِسلام .
{ لعله يزكى } : أي يتطهر من الذنوب .
{ أو يذكر } : أي يتعظ .
{ فتنفعه الذكرى } : أي الموعظة .

{ وأما من استغنى } : عن الإِيمان والعلم والدين بالمال والجاه .
{ فأنت له تصدى } : أي تقبل عليه وتتصدى له .
{ وما عليك ألا يزكى } : أي ليس عليك بأس في عدم تزكيته نفسه بالإِسلام .
{ يسعى } : أي في طلب الخير من العلم والهدى .
{ فأنت عنه تلهى } : أي تشاغل .
{ كلا } : أي لا تعد لمثل ذلك .
{ إنها تذكرة } : أي الآيات عظة للخلق .
{ مكرمة } : أي عند الله .
{ مرفوعة } : أي في السماء .
{ مطهرة } : أي منزهة عن مس الشياطين .
{ بايد سفرة } : كتبة ينسخونها من اللوح المحفوظ .
{ كرام بررة } : مطيعين لله وهم الملائكة .

أيسر التفاسير للجزائري - (4 / 364)


في ضياء سورة عبس - جولة سريعة في كتب التفسير ( المنشور الأول - تمهيد )


1-السورة مكية ( اي نزلت قبل الهجرة )

2-سبب نزول الآيات الأولى من السورة :

وقف رجل من عظماء قريش ( قيل هو الوليد بن المغيرة ) فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم , ورسول الله يكلمه وقد طمع في إسلامه فمر به ابن أم مكتوم و هو رجل أعمى , فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يستقرئه القرآن فشق ذلك عليه حتى أضجره وذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر الرجل وما طمع فيه من إسلامه فلما أكثر عليه انصرف عنه عابسا وتركه
( الألباني - صحيح السيرة النبوية )

[ خاطرة :
أقول أنا رحاب : ( لاحظ أستخدم هذه العبارة حتى لا تتوهم أن هذا من قول عالم أو كتاب تفسير  )
انظر . . الرب ينزل وحيا يعاتب رسوله صلى الله عليه و سلم في رجل من عوام المسلمين يعاتبه على عبوس لم يراه الأعمى , ثم عن توليه عن الرجل . .
ما أرحم الله ]

( يتابع إن شاء الله )

#في_ضياء_آية ( #جولة_في_كتب_التفسير ) #سورة_الأنعام ( آية 01 - منشور 01 )

#في_ضياء_آية ( #جولة_في_كتب_التفسير ) #سورة_الأنعام ( آية 01 - منشور 01 )

" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ " (1)

" الحمد لله " :
---------------
(1) أي أن كل الحمد (و هو الوصف بالجميل و الثناء على الله  الكامل لله تعالى وحده و ليس لأحد سواه كمال الحمد .
( الطبري ملخصا )
(2) جميع المحامد إنما يستحقها الله
( تفسير ابن عجيبة )
(3) لفظ الكلام بصيغة الخبر و لكنه يحمل أيضا منحى الأمر بحمد الله عز وجل
وهذا أبلغ من صيغة الأمر { احمدوا } لأنه لو قل الله ( احمدوا الله ) لكان أمرا غير مصحوب بتعليم اللفظ ( فقد يقول قائل ( أحمد لله مثلا أو غيره كل على قدر فهمه و بلاغته )  , و لكن قول ( الحمد لله ) أمر و تعليم للفظ الذي يحمد به الله و هو ( الحمد لله ) .
( مجموع تفسيري الطبري و العز بن عبد السلام بتصرف مني بغرض التسهيل )
(4) "الْحَمْد" وَهُوَ الْوَصْف بِالْجَمِيلِ ثَابِت "لِلَّهِ" وَهَلْ الْمُرَاد الْإِعْلَام بِذَلِك لِلْإِيمَانِ بِهِ أَوْ الثَّنَاء بِهِ أَوْ هُمَا ؟ احْتِمَالَات أَفْيَدهَا الثَّالِث
(4) أي أنه هو " المستحق لجميع المحامد ولكافة ألوان الثناء هو الله تعالى ، وإنما كان الحمد مقصورا فى الحقيقة على الله ، لأن كل ما يستحق أن يقابل بالثناء فهو صادر عنه ومرجعه إليه ، إذ هو الخالق لكل شىء ، وما يقدم إلى بعض الناس من حمد جزاء إحسانهم ، فهو فى الحقيقة حمد لله ، لأنه - سبحانه - هو الذى وفقهم لذلك ، وأعانهم عليه ." [ الوسيط للشيخ سيد طنطاوي ]
---------------------------------
تعليقات :

(1) [ أقول انا رحاب : و تتعجب ممن يقرأ في كل ركعة في الفاتحة قول الله الحمد لله رب العالمين ثم هو يحمد تشريع غير الله  أكثر من حمده لشرع الله , فإما أنه يؤمنبأن الله إله , ثم يؤمن أن غير الله أحكم أو أعلم أو أرحم أو أعدل من الله و هذا كفر لا مراء فيه .
 أو أنه ينادي بتطبيق قانون اقل عدلا و أقل حكمة و أقل رحمة و هذا نوع من استسفاه الإنسان لعقله و خيانته لنفسه ]
(2) [ أقول أنا رحاب : و إنني أتخيل أنه لو لم ينزل في القرآن قول الله الحمد لله رب العالمين لأصبحت الحياة جحيما , لأن ( الحمد لله ) في القرآن تنزل على قلب المؤمن بردا و سلاما , فيعلم أن الله الذي له مقاليد السماوات و الأرض له جميع المحامد , فيأمن أن الله لا يفعل إلا محمود و لا يأمر إلا بمحمود فيطمئن قلبه لربه ]

يتابع إن شاء الله

16‏/06‏/2013

أمريكا-الابراهيمي . . و اللعبة القذرة - بقلم / رحاب صبري

هذا تحذير حتى لا تتكرر الخدعة ، أنتم أيها المجاهدون بإذن الله سلاح النصر ، و ليس دعم أمريكا . . أو فرنسا . . لا تنتظروا أحدا . .. أمريكا لا تنصر قضيتكم . . لا توقفوا جهادكم ضد الأسد و حزب اللات قبل قيام دولة إسلام صريح صحيح في سوريا .
امريكا تستنسخ التجربة الأفغانية ، ما بين مقاتل أمريكي من.النوع(( داندي - مامي )) ، لا يجرؤ على القتال إلا أمام السيميوليتور و خلف نظارات الرؤية الليلية .

و مجاهدين مغاوير لا طاقة لقلاع الكفر بتكبيراتهم ، هم الوحيدون الذين يعتمد عليهم ، أمريكا تدعم المجاهدين فقط حينما يكون النصر قاب قوسين أو أدنى ، ثم بعد ذلك تزرع بينهم محبي الدنيا ليقتتلوا على الدنيا ، و من يهرب من هذا الهرج تعاملهم أمريكا كإرهابيين كما حدث مع تنظيم القاعدة و تنظيم العائدون من أفغانستان .

و بين نفعيين وصوليين من أبناء البلد يحصدون ثمرات النصر لصالح الأمريكان ، و الأخضر الإبراهيمي موظف الأمم المتحدة بدرجة قواد ، متخصص في صناعة الحكومات الجديدة العميلة ، هو صانع كرزاي أفغانستان ، و هو هذا الأسبو ع بالمناسبة يلتقي مع ثوار الموائد السورين لينتقي منهم كرزاي لسوريا .

15‏/06‏/2013

000- سورة الأنعام ( تمهيد ) - جولة في كتب التفسير

تمهيد عن سورة الأنعام :

(1) سورة مكية (*).

(2) آياتها 165 آية ، نزلت كاملة على مرة واحدة ليلا بمكة ، و شيعها 70000 ملك لهم زجل بذمر الله .

[ (1) و (2) خلاصة روايات صحيحة و حسنة عن ابن عباس رضي الله عنه .]

(3) سبب التسمية :

لأنه ذكر فيها لفظة الأنعام ((ست مرات)) في اﻵية136(ذكرت مرة واحدة) و في الآية138(ذكرت ثلاث مرات) و في الآية139(مرة واحدة)و في الآية 142(مرة واحدة)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفاصيل إضافية :

(*) ما معنى سورة مكية ؟
معنى أنها سورة مكية أنها نزلت قبل هجرة النبي صلى صلى الله عليه و سلم , و لا يشترط أن تكون في مكة .

التعريف المشهور :
" المكى ما نزل قبل الهجرة وإن كان بالمدينة والمدنى ما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة " - المصدر : البرهان في تعريف القرآن .

[ فمثلا قول الله (أكملت لكم دينكم ..... ) إلى قوله (الخاسرين) نزلت في حجة الوداع في يوم عرفة في يوم الجمعة بمكة ( كما صحح الألباني الرواية من سنن الترمذي عن عمر بن الخطاب ) , و رغم ذلك فحكمها أنها مدنية لأنها نزلت في المرحلة المدنية ]

13‏/06‏/2013

قسوت لكي أرحم - بقلم رحاب صبري

خطورة ظاهرة الجماعات الإسلامية :

يؤسفني أن اقول أنه لولا وجود الجماعات و الأحزاب الإسلامية . . لكان الشعب المصري الآن أمة مسلمة متدينة واحدة . . تلفظ كما اعتادت الأفكار الشائهة و الإعلام المأجور لها . . و لكانت هذه الأمة كلها الآن تحمل جميعا هم الدين . . و لما وجدت الفراغات في الصف . . الذي هو صف كل المسلمين . . و ليس صف ما بات يحلو للإعلام أن يسميه نكدا بالإسلاميين ( وذلك إمعانا في تكريس أن من غيرهم من الناس ليسوا بالإسلاميين ) . . و لولا وجود الجماعات الإسلامية لانحاز للشريعة كثير من الشباب . . أعني المخلصين لمصر منهم . . و الذين يحبون دينهم و يرفضون الإخوان . . و الذي يعملون اليوم تحت رايات عمية رغم أنهم لا عذر لهم أمام الله في ذلك . . إذ يستخدمون من حيث لا يشعرون لحرق مصر و تسفك سبب بعضهم الدماء التي حرمها الله . . و هي دماء المسلمين من كل الأطراف , وسيحاسبون على هذا أمام الله . . و لو لا جميع ماسبق للفظ و رفض هذا الشباب المتحمس كل الإيديولوجيات الغريبة عن الإسلام . . و لما كثر المتطرفون سواء من المتحللين و المكفرين . .

و قبل سرد سلبيات الظاهرة و طريقة حلها أقول :


إن انتقادي لظاهرة الجماعات الإسلامية ليس انتقادا لآحاد المتدينين من منتميها و أفرادها ، ولا طعنا في دينهم ، لا تفضيل لغيررالمتدينين عليهم ، أبدا .
فأنا أحسب أنهم كلا منهم ربما كان خيرا من ألف من أمثالي . . و إن كنت أخطئه في الانتماء لجماعة أو تيار . . فأحسب أن عند بعضهم من الفضل وحسن الخلق و الدين ما لو وضع في كفة ووضع خطؤه بالانتماء لجماعة لطاشت كفة الخير بكفة الشر .
كما أنني أشهد أنني أحسبهم من أفضل الناس خلقا و أعظمهم دينا . .و أهلم منهم صوامين قوامين .

غير أنني لا أقصر عليهم دون بقية الأمة مثل هذه الأوصاف من الخير . . و أتمنى لو انتشروا بين الأمة يذكرون الناس بدينهم و يعلمونهم عظمة الشريعة بعيدا عن الحزبية والتعصب لأفراد أو آراء و يدعونهم إلى الإسلام لا إلى جماعة أوحزب . . و لا يستنزفون مجهوداتهم في تبرير أخطاء شخص أو حزب أو جماعة . .
و أقول لهم هم وكل مسلم متدين منتمي أو غير منتمي مصري أو غير مصري عربي أو غير مصري . . و الله " أحبكم في الله "

جانب من خطورة الظاهرة
لقد حرمت ظاهرة الجماعات الإسلامية الأمة من ثراء اختلاف التنوع . . الذي يثري الأمة بالتعاون بين المختلفين شريطة تأدبهم بأدب الخلاف . . و ذلك بسبب تحول خلاف التنوع السائغ و الحتمي في الآراء و الأفكار , إلى تشرذم على الآراء و الأشخاص و الأفكار يتنافس فرقاؤها لينظر كل منهم لنفسه في النهاية على أنه الإسلام . . فلا تستفيد الأمة من تنوع أفكارهم , بل تتراكم مميزات كل فريق في جماعته , التي تحكمها بالآخرين علاقة يغلب عليها البراءة منهم  , فلا يتعاونون إلا تعاونا محدودا إن تعاونوا , فتحرم الأمة من ثراء الاختلاف ليبقى نكد الخلاف .
  و بجانب تضخم مميزات كل فريق  انحسارها فيه (  فما بين علم شرعي في فريق و حسن تنظيم في آخر , و سماحة وجه و لين قول في فريق آخر  ...) , تتراكم في كل طائفة عيوبها حتى يصبح العيب خُلُقاً جماعيا , فما بين ( تساهل و رقة في الدين في البعض و ما بين تشدد في الرأي في البعض الآخر , و استعلاء و تجهم في البعض الثالث  ).



المستقلون والدعوة إلى الإسلام  :

 المستقلون من المسلمين الذين يدعون إلى الدين أهم مايميزهم أنهم عند الناس مظنة التجرد , فهم يدعون لا إلى حزب أو جماعة تتنافس على حشد الأتباع , و لكنهم يدعون إلى الإسلام .

 
و لا ينكر مجهود الجماعات حينا من الدهر إلا جاهل أو متعامي , لكن الإنجاز الأعظم كان للمستقلين - و أكرر - الذين يدعون الناس للإسلام و ليس لجماعة أو حزب , و يشهد بذلك التاريخ .

إذا أخذنا الثلاثين عاما الماضية في مصر كمثال , نجد أمرا عجبا , و هو أن الدعوة إلى الله و التي أثمرت عودة قطاعات عريضة من المصريين إلى معرفة الدين و العقيدة النقية تحمل جل التعريف بها دعاة مستقلون من أمثال الشيخ عمر عبد الكافي و الشيخ حسان و الشيخ أبو إسحق و كذلك عمرو خالد (يوم أن كان داعية ) .

بل حتى على مستوى العالم الإسلامي نجد الشيخ بن باز و الشيخ العثيمين والألباني و غيرهم
.


و من قبلهم محمد شيد رضا رافع لواء العقيدة السلفية في مصر , و الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الحجاز , بل إن الدعوة السلفية قدمت أعظم إسهاماتها يوم أن كان ( دعوة علمية ) قبل أن تصبح جماعة حيث انحسر دورها بنسبة لا تحتاج لنظر .

الحل :

 

عفوا . . لو أحببتم دين الله أكثرمن حبكم لجماعاتكم . . و أنتم عندي إن شاء الله مظنة ذلك . . أعلنوا حل جماعاتكم . . و لا تشكلوا كيانا بديلا . . بل كونوا عواما كعوام نسيج الناس . . و ادعوا أمتكم إلى شيء واحد فقط . . هو ( الإسلام ) السمح الجميل . . الذي لا يعرف التعصب للآراء . . و لا التشنج للأشخاص . . عندئذ ستحمل الأمة كلها هم الدين . . لأنهم سيشعرون أنه بصفتهم (مسلمون ) يجب أن يحملوا همه . . لا يحمله أحد عنهم بالوكالة .

" ملة ابيكم إبراهيم , هو سماكم المسلمين "
" و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا "


أليس العمل المنظم بات ضرورة ؟ 


 إن قيل أن العمل المنظم بات ضرورة و أنه من باب العمل على البر و التقوى . . اقول لك . .
التعاون على البر و التقوى و العمل المنظم لا يعني مخالفة قول الله عز وجل ( و لا تفرقوا ) فلا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض . . فالتعاون على البر و التقوى . . ليس هو التفرق و التحزب على أساس ( آراء شرعية أو إيديولوجيات أو شخصيات ) حيث أن التجمعات من هذا النوع تؤدي لتكوين عمل جماعي منظم تنظيما صلبا يكون منتميه بطانة من دون المؤمنين . . و يحمل كل أمراض الحزبية و تفريق الأمة .

ولكن ليكون التعاون على ( البر و التقوى ) تعاون على علم الخير المشمول بقوله تعالى ( البر )

و مثاله . . الجمعيات خيرية للعمل الخيري المالي و مساعدة الفقراء و المحتاجين .
جمعيات لدعوة غير المسلمين .
جمعيات لتعليم الناس . .
جمعيات كفالة اليتيم . .
جميعات للدعوة للشريعة . .

و هكذا . . لأن العمل بهذه الطريقة مهما كان منظما فإنه لا يستجلب الولاء و البراء , بل على العكس لا يستجلب نفور الناس من مظاهر الإسلام بسبب نفورهم من شخصيات محسوبة على فصيل ما أو آخر .

11‏/06‏/2013

ردا على هلاوس النجار

مصطفى النجار على قناة دبليو سي : التيار الليبرالى متأصل فى مصر..و25 يناير ثورة مدنية وليست دينية .
اقول :
لا أعرف بالضبط ما هو نوع حبوب الهلوسة الذي تتناوله النخب قبل الدخول إلى مرحاض التصوير .
الدين ليس هو الإسلاميين أو الجماعات الإسلامية . . الدين متجذر في نفوس الشعب المصري . . الذي لا يعرف هذا المسمى غير الواضح المعالم حتى في أذهان معتنقيه . . و أنت في كلامك شهدت أن الليبرالي ( أو المدني ) ليس بالمتدين . . و الدليل أنك تدعي أنها ( ثورة مدنية و ليست دينية ) . . 
 
 فيا من سماك والدك ( مصطفى ) محبة في النبي صلى الله عليه و سلم و لم يسمك ( جون لوك أو روسو ) الثورة خرجت من المساجد . . لم يخرج بها الإسلاميون . . و لا الليبراليون . . بل خرجت الجموع المتدينة من المسااااااجد خرج بينهم قلة من الإسلاميين و قلة من الليبراليين . . لكن أمواج الثورة المتدينة انطلقت من المساجد بعد صلاة الجمعة . .

و لقد استخدمت الثورة الأدبيات الإسلامية . . فسمت قتلاها ( شهداء ) . . و عندما سقط النظام طالب الشعب بـ ( القصاص ) . .

إن الشعب الذي كان يصلي و يملأ الميدان قياما لليل . . و الذي كان يهتف في حرب أكتوبر ( الله أكبر ) . . لم يهتف يوما بحياة جون لوك أو مونتسكيو . . و لا يعرف الليبرالية التي استذل مبارك باسمها مصر 30 عاما . . و لا تعرف أنت نفسك معنى الليبرالية . . فليبراليتكم الجانب الحميد الوحيد منها هو فقط ما اتفق مع مفهوم الحرية في الإسلام . . و ما تعداه فهو الدعوة إلى حرية القطط في صناديق القمامة و الخنازير على أكوام الروث و العذرة .

07‏/06‏/2013

الصواب المتفرق . . و العيوب المتجمعة . . و حل عملي

ثمة إشكالية متوهمة في أذهان البعض  بين أن التفرق أمر منهي عنه في القرآن " و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا " . . و منبوذ شرعا . . و بين أن العمل الجماعي المنظم ضرورة  . .

أقول مستعينا بالله . .

الصواب موزع في الأمة و كذا الخطأ . . و لا تحتكر جماعة الصواب كله . . على العكس فإنها تحتكر تضخم مجموعة من الأخطاء بحكم تراكمها الناتج عن التعايش مع هذه الأخطاء حتى يصبح الخطأ جزء من التكوين الجماعي لها , و لا يصبح الحق كله عندها .
الحق موزع في الأمة كلها . . و التي هي عوام المسلمين من غير أهل البدع ومن غير أهل الأهواء . . و الذين قطعا ليسوا هم جماعة بعينها فليسوا الإخوان أو الدعوة السلفية أو أي جماعة . . و قطعا ليسوا أهل الأهواء و المذاهب الفكرية الغريبة عن الإسلام .

ما الحل ؟


على المستوى الفردي :
العمل هو هجران الانتماءات كلها , و التعاون مع الجميع , و الحب في الله و البغض في الله بصورة فردية ( يعني بالنظر لفرد فرد مع الأفراد ) مع استحضار معاني حسن الظن و أدب اخلاف (( السائغ بعيدا عن الشطط الذي يلوي عنق تفسيرات نصوص الشريعة )) , نوالي و نعادي الأفراد و ليس الجماعات بقدر ما نحسبه من قربهم و بعدهم عن شرع الله و شريعته .
و أن يدور المرء مع القرآن حيث دار . .

على المستوى الجماعي :
ان تتق الجماعات الإسلامية الله و تقدم مصلحة الدين على مصلحتها الجماعية , و تقدم حب مسمى الإسلام على مسمياتها المختلفة .

و تفكك نفسها , و يككون التعاون على البر و التقوى و العمل المنظم ( على اساس المهمة يعني تجمع نوعي ) و ليس على أساس ( آراء شرعية أو إيديولوجيات أو شخصيات ) حيث أن التجمعات من هذا النوع تؤدي لتكوين عمل جماعي منظم تنظيما صلبا يكون منتميه بطانة من دون المؤمنين . . و يحمل كل أمراض الحزبية و تفريق الأمة .

فمثلا . . جمعيات خيرية للعمل الخيري .
جمعيات لدعوة غير المسلمين .
جمعيات لتعليم الناس .

و هكذا . . لأن العمل بهذه الطريقة مهما كان منظما فإنه لا يستجلب الولاء و البراء , بل على العكس لا يستجلب نفور الناس من مظاهر الإسلام بسبب نفرورهم من شخصيات محسوبة على فصيل ما أو آخر .

و هذه المجموعات كلها سوف تتكاتف معا لنصرة الشريعة ,  لتجبر أي حاكم كان , ان يطبقها و الا يحيد عنها .

01‏/06‏/2013

أسحر بعد أربعبن ؟!!

ظل أربعين عاما بينهم . . نشأ أمام أعينهم . . خالطهم و خالطوه . . كلمهم  كثيرا و سمعوه . . و لم يقل أحد له أن كلامك " سحر " أو " شعر " أو " كهانة " .
و لكن فجاة و بعد أربعين سنة . . جرى كلام جديد على لسانه . . قالوا عنه  شعر .. و كهانة . . و لما أعجزتهم حلاوته و طلاوته و بلاغته و أحدث في نفوسهم ما أحدث من عجيب الأثر . . قالوا " سحر " . . .
فما الذي جد . . إنه وحي رب السماء إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم .