حقيقة تغيب عن كثير من المتحدثين عن العلمانية في بلاد الشرق . . و هذه الحقيقة هي أن العلمانية التي نشأت في الغرب لا تتناقض مع ما ينسبه الغرب للمسيح عليه الصلاة والسلام من تعاليم في قوله " دع ما لقيصر لقيصر و ما لله لله " هذا إن صحت نسبة القول له ، و إن صح الفهم المشهور لهذا لقول ، وليس هذا انتقاصا من أقوال المسيح - حاشا لله - فهو إن قاله فلأن هذا هو المناسب لطبيعة دعوته عليه الصلاة والسلام و نشهد أنه الحق والحكمة المناسبة لدعوة المسيح إن ثبت ذلك عنه .
لذا فلا مشكلة دينية و لا انتهاك عقدي عند الغربي من فصل الدين عن الدولة .
غير أن الأمر ليس كذلك في حالة بلاد اﻷغلبية المسلمة ، فلا مكان للعلمانية بين مسلمين إلا إكراها و كرها ، لأنها بنصوص القرآن قطعية الثبوت قطعية الدلالة خرقا دينيا و انتهاكا عقيديا .
لأن المسلم الذي يؤمن بالله يؤمن بأن الله قال " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " و في آية أخرى " الظالمون " و في آية ثالثة " الفاسقون " و كذلك قال " و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ". .
و هو يعلم أن الله أمره بعبادات و نهاه عن محرمات هي من صميم الاجتماعية (مثل الأحوال الشخصية و المواريث ) و الاقتصاية ( مثل تحريم كل المعاملات الربوية ) و السياسية ( مثل شرائع الإسلام في حقوق الإنسان و المرأة و السلم و الحرب و المعاهدات الدولية ... ) و غيرها .. و هو مأمور بأن يتعبد بكل شرائع الإسلام قدر استطاعته " أدخلوا في السلم كافة " فلا يكمل دينه بالصلاة و الصوم داخل المسجد . . ثم خلع الدين على باب الحياة اليومية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق