أحد احبتي في الله , رد على أحد تعليقاتي الرافضة دائما و أبدا لفكرة
تكوين جماعات و تنظيمات تسمى ( إسلامية) (*) , بأن : " التفرق هو من آفات
العمل الجماعي المؤسسي المنظم و ليس من لوازمه. .
فهو مثل التعالم الذي هو من آفات العلم "
و كان ردي عليه " مفهوم طبعا مفهوم " و سكتت لأنني أعلم مقدما نتيجة مثل هذه الحوارات .
و لأنني اعلم مقدما أن الموضوع قد أتخم في أذهان المنتمين بغيوم ضبابية من الاستدلالات المبنية كلها على باطل و التي تاه في زحامها ما أحسب أنه الحق .
لكن و جدت أنه من باب النصح للمسلمين أن أنبه ن هذا الكلام الذي قاله أخي " حق يستدل به في غير موضعه على باطل "
بمعنى أن . . العمل المؤسسي المنظم فعلا ليس من لوازمه الفرقة إذا كان اجتماعا على (( عمل )) و ليس على (( آراء و أفكار و مناهج و تبعيه شاملة حتى في المواقف الحياتية )) . . و شتان شتان .
و اللبس بين الثنين هو الذي يجعل البعض يضرب كلام الله بعضه ببعض و لا يسلم له , إذ تقول له أن الله يقول ( و لا تفرقوا ) فيقول لك ( و تعاونوا على البر و التقوى و كأن القرآن يضرب بعضه ببعض .
و هذا باطل من عدة أوجه , و هو تأويل للنصوص بما يوافق الأهواء المسبقة . . و هو شأن كل صاحب بدعة .
فمثلا . . الجمعيات الخيرية التي تجتمع على ( توزيع الصدقات ) و ( كفالة اليتيم ) و ( إنشاء المعاهد ) و ( توزيع الزكاوات ) و ( دعوة غير المسلمين ) و غير ذلك . . لم نسمع أن من منتسبيها من يتعصب لها . . أو يتخذ من رؤساء مجالس إدارتها قدوات معصومين كل أخطائهم مبررة سلفا , و كأنه وقع لهم بالصواب غلى بياض .
و هناك أمثلة كثيرة على هذا .
لأنها جمعيات (( للعمل من خلالها ) لا من أجل (( الانتماء إليها )) .
اما الجماعات فيشهد العقل توقعا قبل دراسة التجرية , و يشهد الواقع بعد دراسة التجربة , أن (( الجماعات من لوازمها اللازمة اللازبة التي لا تنفك عنها : العصبية الجاهلية و الاتباع الأعمى و الانتماء الضيق لما دون أمة الإسلام , و توهم احتكار الفهم الأكمل للإسلام و النظرة الدونية إلى الآخرين على أنهم مساكين لا يعرفون الحق بس طيبين ربنا يهديهم ))
و لا أعرف إن لم يكن تقسيم المسلمين إلى جماعات هو فرقة في الدين ؟؟ فماذا تكون الفرقة ؟؟
و لا أعرف إذا كان التعاون على البر و التقوى بتكوين جماعات إسلامية فلماذا لم يرد مثل ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم أو الصحابة و التابعين و تايعيهم , رغم أن منهم من عاصر ملوكا سموا أنفسهم خلفاء و هم ظالمون ما طبقوا شرع الله بل و طغوا في الأرضو اعتنقوا البدع العقدية المهلكة , فلماذا لم يكونو ا جماعات منظمة من دون المؤمنين ؟؟
هل كان هناك عمل منظم يومئذ أم أنه لم يكن معروفا ؟؟
حتى لا يزايد أحد بأن العمل المنظم ماكان موجودا يومها , أقول , لا بل كان معروفاو موجودا و إن لم يكن بهذا التعقيد الحديث و الصلابة الحالية , و في عمل عبد الله بن سبأ السري , و عمل الخوارج , و مؤامرة قتل الصحابة الثلاثة علي و عمرو و معاوية رضي الله عنهم شاهد على ذلك .
و في الهيكلة الإدارية للدولة في عهد الفاروق شاهد أيضا .
لكن الصحابة والتابعين و تابعيهم , على احتلاف آرائهم و على شدة الحاجة لمكافحة البدع و الفرق , لم يفعلوا .
فإذا لم تكن هذه بدعة . . فما البدعة إذن ؟؟
ثم إن تلبيس الدين على الناس , و التشرذم , و التباغض و التحاسد , و اتباع غير سبيل المؤمنين , و غير ذلك إذا افترضنا أنها مجرد مفاسد متوقعة من تكوين الجماعات ؟؟
أليس في سد الذرائع ما يجعلنا لا نسلم لها ؟؟
السؤال التقليدي و ما البديل ؟؟
حتى لو لم يوجد بديل معلوم لنا , فالوجب التسليم لأمر الله و لا تفرقوا .
و إلا لو أن كل حرام لم نجد له بديلا استحللناه , لجاز للشباب غير القادر مثلا على الزواج أن يبيح زواج المتعة على مذهب الشيعة .
ولكن البديل هو ما سبق و ذكرت : الجمعيات الخيريية التي تجتمع على عمل و ليس على فكر أو تبعية آراء أو اشخاص يحددون لبعض الأتباع - والله حتى من يتزوج و من لا يتزوج - تجمع على عمل معين باعلى مستويات الإدارة الحديثة فلا مانع , لا تنتمي لآراء تكون انتماءات يسمى بها الأشخاص و ينتمون إليها و يتخذ أتباعها بعضهم بعضا بطانة من دون بقية المؤمنين (و الأمثلة الواقعية على مثل هذه الجمعيات الخيرية كثير ( مثل بنك الطعام , جمعية رسالة , جمعية تبليغ الإسلام لدعوة غير المسلمين غير الناطقين بالعربية , بنك الطعام , جمعيات كفالة اليتيم , الشبان المسلمين , ...
هذا و إن أطلت فيه المقال إلا أنه راي . .
, الله أعلم بالصواب . .
فهو مثل التعالم الذي هو من آفات العلم "
و كان ردي عليه " مفهوم طبعا مفهوم " و سكتت لأنني أعلم مقدما نتيجة مثل هذه الحوارات .
و لأنني اعلم مقدما أن الموضوع قد أتخم في أذهان المنتمين بغيوم ضبابية من الاستدلالات المبنية كلها على باطل و التي تاه في زحامها ما أحسب أنه الحق .
لكن و جدت أنه من باب النصح للمسلمين أن أنبه ن هذا الكلام الذي قاله أخي " حق يستدل به في غير موضعه على باطل "
بمعنى أن . . العمل المؤسسي المنظم فعلا ليس من لوازمه الفرقة إذا كان اجتماعا على (( عمل )) و ليس على (( آراء و أفكار و مناهج و تبعيه شاملة حتى في المواقف الحياتية )) . . و شتان شتان .
و اللبس بين الثنين هو الذي يجعل البعض يضرب كلام الله بعضه ببعض و لا يسلم له , إذ تقول له أن الله يقول ( و لا تفرقوا ) فيقول لك ( و تعاونوا على البر و التقوى و كأن القرآن يضرب بعضه ببعض .
و هذا باطل من عدة أوجه , و هو تأويل للنصوص بما يوافق الأهواء المسبقة . . و هو شأن كل صاحب بدعة .
فمثلا . . الجمعيات الخيرية التي تجتمع على ( توزيع الصدقات ) و ( كفالة اليتيم ) و ( إنشاء المعاهد ) و ( توزيع الزكاوات ) و ( دعوة غير المسلمين ) و غير ذلك . . لم نسمع أن من منتسبيها من يتعصب لها . . أو يتخذ من رؤساء مجالس إدارتها قدوات معصومين كل أخطائهم مبررة سلفا , و كأنه وقع لهم بالصواب غلى بياض .
و هناك أمثلة كثيرة على هذا .
لأنها جمعيات (( للعمل من خلالها ) لا من أجل (( الانتماء إليها )) .
اما الجماعات فيشهد العقل توقعا قبل دراسة التجرية , و يشهد الواقع بعد دراسة التجربة , أن (( الجماعات من لوازمها اللازمة اللازبة التي لا تنفك عنها : العصبية الجاهلية و الاتباع الأعمى و الانتماء الضيق لما دون أمة الإسلام , و توهم احتكار الفهم الأكمل للإسلام و النظرة الدونية إلى الآخرين على أنهم مساكين لا يعرفون الحق بس طيبين ربنا يهديهم ))
و لا أعرف إن لم يكن تقسيم المسلمين إلى جماعات هو فرقة في الدين ؟؟ فماذا تكون الفرقة ؟؟
و لا أعرف إذا كان التعاون على البر و التقوى بتكوين جماعات إسلامية فلماذا لم يرد مثل ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم أو الصحابة و التابعين و تايعيهم , رغم أن منهم من عاصر ملوكا سموا أنفسهم خلفاء و هم ظالمون ما طبقوا شرع الله بل و طغوا في الأرضو اعتنقوا البدع العقدية المهلكة , فلماذا لم يكونو ا جماعات منظمة من دون المؤمنين ؟؟
هل كان هناك عمل منظم يومئذ أم أنه لم يكن معروفا ؟؟
حتى لا يزايد أحد بأن العمل المنظم ماكان موجودا يومها , أقول , لا بل كان معروفاو موجودا و إن لم يكن بهذا التعقيد الحديث و الصلابة الحالية , و في عمل عبد الله بن سبأ السري , و عمل الخوارج , و مؤامرة قتل الصحابة الثلاثة علي و عمرو و معاوية رضي الله عنهم شاهد على ذلك .
و في الهيكلة الإدارية للدولة في عهد الفاروق شاهد أيضا .
لكن الصحابة والتابعين و تابعيهم , على احتلاف آرائهم و على شدة الحاجة لمكافحة البدع و الفرق , لم يفعلوا .
فإذا لم تكن هذه بدعة . . فما البدعة إذن ؟؟
ثم إن تلبيس الدين على الناس , و التشرذم , و التباغض و التحاسد , و اتباع غير سبيل المؤمنين , و غير ذلك إذا افترضنا أنها مجرد مفاسد متوقعة من تكوين الجماعات ؟؟
أليس في سد الذرائع ما يجعلنا لا نسلم لها ؟؟
السؤال التقليدي و ما البديل ؟؟
حتى لو لم يوجد بديل معلوم لنا , فالوجب التسليم لأمر الله و لا تفرقوا .
و إلا لو أن كل حرام لم نجد له بديلا استحللناه , لجاز للشباب غير القادر مثلا على الزواج أن يبيح زواج المتعة على مذهب الشيعة .
ولكن البديل هو ما سبق و ذكرت : الجمعيات الخيريية التي تجتمع على عمل و ليس على فكر أو تبعية آراء أو اشخاص يحددون لبعض الأتباع - والله حتى من يتزوج و من لا يتزوج - تجمع على عمل معين باعلى مستويات الإدارة الحديثة فلا مانع , لا تنتمي لآراء تكون انتماءات يسمى بها الأشخاص و ينتمون إليها و يتخذ أتباعها بعضهم بعضا بطانة من دون بقية المؤمنين (و الأمثلة الواقعية على مثل هذه الجمعيات الخيرية كثير ( مثل بنك الطعام , جمعية رسالة , جمعية تبليغ الإسلام لدعوة غير المسلمين غير الناطقين بالعربية , بنك الطعام , جمعيات كفالة اليتيم , الشبان المسلمين , ...
هذا و إن أطلت فيه المقال إلا أنه راي . .
, الله أعلم بالصواب . .
بارك الله فيك ونفع بك .. ومن الممكن أيضا أن يكون العمل الجماعي في صورة مجموعات مدارسة ثقافية وعلمية ودينية ، من باب التعاون علي البر والتقوي ونشر الدين والعلم والثقافة ، وإعادة تشكيل الوعي المشوه في الأمة وليس شرطا أن نخندق العمل الجماعي في العمل الدعوي أو السياسي كما يحدث الأن ..
ردحذفأحسنتي بارك الله فيك
ردحذف