16‏/08‏/2014

الغلو في القياس الفقهي و الطاعنون في الفقه

من تراجم الإمام البخاري في صحيحه : " باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس " - طبعا المقصود بالرأي هنا هو تقديم الراي على القرآن و السنة . .
و كان منهج السلف أنهم ينهون عن تكلف افتراض ما لم يحدث , و السؤال عن الحكم فيه . .

و لما خالف بعض شراح متون الفقه , و بعض منسوبي المذاهب هذا , و ظل عدد قليل منهم , يفترض الفروض و يفرع في الافتراضات , حتى وصلوا لحالات غريبة شديدة الشذوذ , و وضعوا فيها آراء تمثلهم هم فط , لأنه لا دليل عليها من كتاب و لا سنة , إنما هو الرأي و الإغراق في القياس , فلامهم على هذه الآراء العلماء , و استشنعوها , و بينوا غلطها , و ردها عليهم جماهير أهل الفقه .
و ماتت مع الزمن لأنها ليست من الفقه , بل هي من الأخطاء البشرية للأذكياء .

و رغم قلة عدد من فعل هذا , و قلة هذه الآراء الشاذة . . و رغم أنها كنقطة تغفر و تضيع في بحر ما قدموا من تراث بديع مبهر من فنون الاستنباط من النصوص . . و الثروة التشريعية التي اعتبرتها حتى المنظمات الدولية غير المسلمة مصدرا عالميا عظيما لا يقارن في التشريع .

و لكن جاء ذباب النفايات فالتقطوا هذه الزلات الشاذة , و اقتطعوه من سياقها الذي قيلت فيه , و حرفوا الكلم عن مواضعه , ثم قدموها على صفحات الانترنت و شاشات الفضائيات على أنها هي ( الفقه ) . . و أن ( هؤلاء هو الأئمة ) . .

لقد سلك هذا المسلك ابتداء و منذ زمن مواقع التنصير , و لكن تصعق حينما تجد مسلما ينقل عنهم بالحرف الواحد ( أمثال الشيخ ميزو و المسشار ) . . ثم يروج هذه الكلمات . . و تذهل حينما يصبح هؤلاء الجهال المركبين ضيوفا على فضائيات داعرة . .

غير أنه يجب على الأزهر الشريف , أن يدرس هذه الآراء لطلابه , لا على أنها آراء صحيحة , و لكن على أنها نموذج للشرود بعيدا عن النص الشرعي , و للإغراق في القياس.

كما تدرس في كتب الفلسفة فكرة الهيولي و فكرة اللوجوس . . هل هذه فكرة معقولة أم أنها افكار وثنية ؟؟

لماذا لا يعترض هؤلاء ؟؟

لأنها عرض لتاريخ الفلسفة . . و ليست لكي يؤمن بها الطلاب . . مع تحفظي طبعا على أن تدرس مثل هذه الأمور دون التنبيه على خطئها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق