30‏/06‏/2012

فصل السلطات . . و دولة القانون . . منتج إسلامي

مصدر (( فصل السلطات )) و (( دولة القانون )) قبل وجود " روح القوانين " لمونتسكيو , هو دولة الإسلام لو كانوا ينصفون أو يقرأون . . إن شئت فاقرأ :

قول عمر بن عبد العزيز
((( ألا إني " لست بقاض " [ أقول يعني أن الحاكم ليس سلطة قضائية ]  وإنما أنا منفذ لله [ أقول يعني أنه سلطة تنفيذية فقط ] ولست بمبتدع ولكني متبع ألا إنه ليس لأحد أن يطاع في معصية الله عز وجل [ يعني أن السلطة التشريعية هي لله و لرسوله فيما ورد فيه نص أوبما لا يعارض شرع الله فيما سكت عنه الشرع . . و يتضمن أيضاً مفهوم دولة القانون ] لست بخيركم وإنما أنا رجل منكم ألا وإني أثقلكم حملا )))

29‏/06‏/2012

فيسبوكيات . . الملتحين . . بالراحة كده .

اللي بيتكلم على " الملتحين " لو تقصد تنتقد خطأ شخص بعينه ، ممكن تقول الراجل. .المصري. . اﻹنسان. . الموظف . .
اشمعنى يعني تقول الملتحي ؟؟
لو تقصد إنك مستغرب إزاي يعمل كده و هو ملتحي. . تبقى غلطان ﻷنك افتكرت إن اﻹنسان لما يبقى متدين بقى مﻻك ﻻ يحسن إﻻ الخير. . تبقى غلطان ﻷن من صحابة الرسول صلى الله عليهم و سلم من وقع في المعاصي ثم تاب. . و هم قليل الذين وقعوا في الكبائر. . لكنه قد حدث.
من غير فلسفة. . ده كده قصور في تصورك انت و ﻻ تحاكم الناس إليه.

أما إن كنت تنسب هذا الخطأ إلى كل الملتحين فأنت وقعت في تعميم ، لماذا لم تنسبه إلى كل المصريين و أنت منهم أو كل الرجال و أنت منهم إن كنت رجل و كذلك والدك أو. .. ؟ ﻷن هذا تعميم فاسد. . أقول لك و كذلك تعميمك على الملتحين.

أما إن كنت تقصد بذلك السخرية من اللحية ذاتها فقد وقعت في السخرية من سنة النبي صلى الله عليه و سلم. . و هذا أمر ﻻ أظنه بمسلم. . فهذا حال المنافقين و من يفعله قال الله عن مثله " فسيقولون إنما كنا نخوض و نلعب. . . . . . . " و في آخر اﻵية قال الله " ﻻ تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " و أبدا ﻻ أتخيل أنك أخي من هؤﻻء

و في كل اﻷحوال أنت بقصد أو بسوء قصد مثلك مثل هذا الملتحي الذي أخطأ ، ﻷنك تسيء إلى سنة النبي و تصد عن سبيل الله و تجعل الناس تكره ما كان يحب النبي صلى الله عليه و سلم أن يفعله المسلمون و يكره مظهرا كان من سمت رسول الله. .

اﻹنصاف أن الخطأ يخص صاحبه. . انقد صاحب الخطا دون أن تلمح للناس أن هذا الخطأ مرتبط باللحية أو بأهل محاولة التدين و إن أخطأوا.

استشعر هذا قبل أن تتكلم. .

24‏/06‏/2012

إن من ينكر هوية مصر الإسلامية تعصباً لأي مسمى , يحجر على نفسه الواسع , الحرية في الإسلام العدالة الاجتماعية في الإسلام حقوق الأقليات في الإسلام

23‏/06‏/2012

مقالة في سطرين . . كيف تسئ الظن بالله ؟؟!!

النبي يوسف لوما أًخذ من الأب ورُمي في الجب وبيع للرق وامتحن بنسوة تسلب اللب ونسيه الساقي,ما كان اجتمع بأهله من البدو وهو عزيزمصر

21‏/06‏/2012

حمقى أم مدلسون ؟؟

في الفترة الأخيرة لاحظت تطور غير حميد على مستوى خطاب النخب المصطنعة , حيث انتقل الرفض من مصطلح الدولة الدينية , إلى رفض مصطلح ( الحكم الإسلامي ) .

بدأ هؤلاء المدلسين  يستغلون جهل قطاعات عريضة من الناس بالاصطلاح السياسي  فيلصقون إصطلاح الدولة الثيوقراطية بتحكيم الشريعة الإسلامية (( لاحظ أن  ترجمة هذا الاصطلاح الصحيحة الدولة اللاهوتية أو الإلهية و ليس " الدينية " )) و  منها اشتقت كلمة theology و هو اللاهوت .

و الدولة الثيوقراطية ( التي يسمونها الدينية ) هي تلك الدولة التي يحكمها إله أو آلهة  [ راجع موسوعة الدين و الأخلاق بالصورة التالية ] أو مفوض من قبل الإله , و من ثم فالحاكم فيها هو إنسان متأله أو نصف إله أو مفوض من قبل الإله , فهو من يضع الشرع , أي أن قانونه هو الشريعة , يغيرها متى شاء و ارتأى بما يخدم هواه , ظلمه عدل , و لا تجوز مناقشته أو مراجعته أو محاسبته . . و هو مايسمى في اصطلاحاً  ( الحق الإلهي ) و الذي يختلف جملة وتفصيلاً عن ( العقد الاجتماعي )  الذي نظر للعلاقة بين الحاكم و المحكوم على أنها علاقة (( عقد )) لكل طرف فيه حقوق و عليه واجبات , و ليست علاقة عبودية طقوس أو عبودية تشريع و للحاكم المتأله أو المفوض من الإله .

Hastings, James.  John A. Selbie(Editor) Encyclopedia of Religion and Ethics. Montana.Kessinger Publishing .( Vol. 23, p287)

و من أراد أن يفهم مفهوم الدولة الثيوقراطية , فلينظر إلى دولة فرعون يوم أن قال " أنا ربكم الأعلى " , أو  لينظر إلى دولة الفاتيكان منذ صبحت دولة مستقلة عن إيطاليا إثر اتفاقية لا تران 1920 .

و حينما افتضح تدليسهم , و أن هذا بعيد كل البعد عن (( الدولة الإسلامية )) , التي هي نوع خاص من الدول بذاته نستطيع أن نسميه (( دولة الحقوق و الشورى )), ليس دولة ثيوقراطية ( أو دينية ) , إذ أن حاكم الدولة الإسلامية  هو أحد المواطنين العاديين و ليس بخيرهم - كما قال أبو بكر الصديق في خطبته الشهيرة - و إنما تم اختياره من قبل مجموعة من حكماء ونخبة  البلاد الأمينة يسمون في الاصطلاح " أهل احل و العقد " . . ثم بايعه الناس , ليبدأ حكمه للناس و هو يعلم أن هذا  (( عقد )) بينه و بين الرعية . . و أنه خادم لهم و ليس سيداً , له عندهم حق السمع و الطاعة فقط ما أمرهم بالحق . . و إن حاد عن الحق فلا سمع له و طاعة . . يناقش و يحاسب . . بل و يخلع إن تجاوز . . و ذلك بضوابط شرعية معلومة مقدماً . . ليعرف كل واحد حقه . . هذا (( العقد الاجتماعي )) الذي عرفه الإسلام قبل عدة قرون من هوبز و لوك و روسو .

و الحاكم هذا في دولة الإسلام ليس مصدراً للتشريع , و إنما هناك ((دولة القانون)) في أعظم صورها , حيث الحاكم و المحكومين جميعاً , تحت قانون مسبق معلوم غير خاضع للآراء أو التلاعب به حسب الهوى . . إنه " شريعة الله " , التي ليست من وضع بشر , و إنما هي من وضع الله .

دولة الإسلام التي علمت الدنيا مبدأ " فصل السلطات " حيث لا يعتدي الحاكم على السلطة التشريعية أو القضائية فضلاً  عن أن تصبح جميع السلطات بيده , وذلك قبل أن يكون هناك" روح القوانين " , أو حتى يولد جد مونتسكيو

 انظر كيف فقه هذا عمر بن عبد العزيز فقال يخطب في الناس :

" أيها الناس إنه ليس بعد نبيكم نبي وليس بعد الكتاب الذي أنزل عليكم كتاب فما أحل الله على لسان نبيه فهو حلال إلى يوم القيامة وما حرم الله على لسان نبيه فهو حرام إلى يوم القيامة ((( ألا إني لست بقاض وإنما أنا منفذ لله ولست بمبتدع ولكني متبع ألا إنه ليس لأحد أن يطاع في معصية الله عز وجل لست بخيركم وإنما أنا رجل منكم ألا وإني أثقلكم حملا))) يا أيها الناس إن أفضل العبادة أداء الفرائض و اجتناب المحارم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم "

أما أولئك الذين يريدون أن ينسبوا الانحراف عن المنهج إلى المنهج , فهم إما حمقى أو مدلسون خائنون لأمانة الكلمة . .و ما أجمل ما قاله شيخ فقهاء القانون في مصر , قانوني مصر الأول و الأوحد الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا رحمه الله في كتابه ( فقه الخلافة و تطورها لتصبح عصبة أمم شرقية ) : " نظام الخلافة لا يمكن ان يكون مسؤولاً عن الفتن التي حدثت في الدولة الإسلامية أو عدم احترام الحكام لقواعده و أحكامه , كما أن وقوع الفتن و الخلافات ظاهرة يتسم بها تاريخ الدول جميعاً , و لا يمكن القول أن المسلمين كانوا يشذون عن هذه الظاهرة أو إنهم أخذوا بنظام آخر للحكم , في رأينا انه لا محل للزعم الخاطئ و الذي يردده كثيرون قائلين إن الخلافة كانت كانت هي مصدر المساوئ التي شهدها التاريخ الإسلامي , فالحقيقة هي أنه إذا بحثنا عن سبب الاستبداد الذي مارسته بعض الحكومات الإسلامية زمنا طويلا , فإنه لم يكن نظام الخلافة , بل هو خروج هؤلاء الحكام عن أهدافه و مبادئه "

لذلك فإنني يتملكني الإحساس بمدى تفاهة أي مدعٍ للفهم أجوف يدعو لتنحية الشريعة خوفاً من الدولة الدينية ؟؟!!!

و لا تعجب إلا مثل عجبك إن كان هذا الشخص مسلماً . . يدعي أنه مؤمن بالله , و ربما من العباد الزهاد الذين من ورعهم المصطنع يخافون أن يدخلوا الدين بطهارته في الحكم و السياسة النجسة - على حد زعمهم , و كأنهم يدعوننا بشكل آخر أن نسلم مقاليد حكم بلادنا إلى كل نجس دنس بعيد عن دين الله , يتقن النجاسة التي سموها سياسة ولا يكاد يتقي الله .

عن مثل هذا أقول . .

ألا يقرأ 17 عشر مرة في اليوم و الليلة على الأقل ,

فاتحة الكتاب في كل ركعة ؟؟

أيعي و يعرف ما يقوله و يؤمن به .. أم على قلوب أقفلها


ألا يقرأ . .

بسم الله ((( الرحمـــــــــــن ))) ((( الرحيــــــــم ))))

فيعلم أن إلهه (( الرحمن الرحيم )) , و إن ظن بعدها أن شريعة غير الله ارحم من شريعة الله , فهذا من عجائب النقص العقلي , لأنه يظن أن مشرعي البشر. . ارحم ممن خلق الرحمة التي في الدنيا جميعاً و التي يتراحم بها الخلائق , فهو ينسب للبشر كمالاً ليس في الإله الذي يعبده . . فلماذا لا يعبد هؤلاء البشر ؟؟!!

ثم يقول" الحمد لله رب العالمين " . .

ألا يفهم من مقتضى (( الحمد لله ))  أننا ننسب كل الحمد له سبحانه و تعالى , فكل فعله محمود , و كل قضائه محمود , و كل ما شرعه لنا محمود . . سواءًَ ظهرت لنا الحكمة أو خفيت علينا .

فمن نسب ميزة للشرائع البشرية ليست في شريعة الله , فقد نسب للبشر كمالاً و حمداً , جعله يمتاز به عن الله .

ألم يقرأوا أنه أحكم الحاكمين ؟؟ افجعلوا حكمة البشر كحكمة الله , أو أكبر ؟؟ هذه تفاهة , لأن من يؤمن بهذا يشهد على نفسه أنه يعبد إلهاً و هو يعتقد أن هناك من هو أحكم . . فلماذا لم تعبد إذن من تعتقد أنه أحكم ؟؟

الإجابة تأتي سريعاً , كيف يعبد بشراً ؟؟ و يترك الله الذي آمن أنه خالق البشر و الأكوان كلها ؟؟

أقول . . هل من خلق الحكمة للبشر ليكونوا حكماء , يكون البشر أحكم منه ؟؟

ألم يقرأ هذا قول الله ( ألا له الخلق والأمرتبارك الله رب العالمين )
نسب لله الخلق , و نسب لغير الله الحكمة و العدل و الرحمة ؟؟!!

ثم في نفس الآية من الفاتحة بعد (( الحمد لله )) يقرأ (( رب العالمين ))

ألا يعي أن من مقتضى رب العالمين أن يتأمل كيف أن الله هو الذي يربي العالمين بما يصلح لهم حياتهم و فإذا كان ربى سبحانه الدواب على ما يصلح حياتها , فكيف بالإنسان سيد عمار الأرض .

فالله علم أسراب الطيور مسارات الهجرة التي يحتاج الطيار ذو العلم و العقل إلى الاتصال بابراج المراقبة و الأقمار الصناعية و أجهزة تحديد الاتجاه و الاتصالات لتحديدها بعد أن يكون قد قضى دهراً من عمره في الأكاديميات و الاستذكار .

و علم الطفل الذي لم يعرف بعد معنى العقل أن يمتص اللبن من ثدي أمه , و لو أجتمعت كل أكاديميات العالم لتعليمه ذلك , ما نجحت , و ما نجحوا أن يوصلوا إليه أن يجب عليه أن (( يمتص )) ثدي أمه ليتغذى .

و غير ذلك كثير . .

أمن يربي خلائقه بهذا , ألا ينزل لهم ضوابط تصلح بها و تنتظم بها حياتهم , حتى و إن لم تفهمها عقولهم , و لم تدرك الحكمة منها , كما لم يفهم الطفل الصغير الحكمة من امتصاص ثدي أمه ؟

لذلك أقول , إن من يطعن في الشريعة الإسلامية أو يدعو لتعطيلها بحجة حقوق غير المسلمين ( و كأن الشريعة ستظلمهم ) أو الخوف من سوء التطبيق ( و كأن القانون الوضعي لن يسئ تطبيقه أحد و سيطبقه ملائكة الله ) , من يدعو إلى هذا إنما هو شخص أجوف متناقض التفكير تافه , يؤمن بإله و يعتقد أن هناك من هو أكمل منه , ثم لا يعبد هذ الأكمل و لا يتخذه إلهاً من دون الله , لأنه يؤمن أن الله قد خلق هذا الأكمل , فكيف بمخلوق هو أكمل من خالقه في عقول الناس ؟

لذا فإنني أكون متلطفاً يوم أن أقول إن من " قلة الأدب " فضلاً عن " عدم احترام عقل و عقائد الناس "  , الانتقال من الطعن المبطن , إلى الطعن الصريح في الدولة الإسلامية , فالذي يرفض الآن "  الدولة الإسلامية " لأنها ستحكم بالشريعة الإسلامية , و يقول تعيدنا إلى القرون الظلامية كما قالت المدعوة فريدة الشوباشي في مؤتمر المصريون و الدستور ,هو (( طبلة )) كلما كانت أكثر فراغاً و كلما كان اضطراب العهواء و الأفكار بداخلها أكبر كلما أحدثت صوتاً أعلى .

فمسلم يدعو إلى تنحية الشريعة الإسلامية؟!! التفسير الوحيد . . مضطرب ذهنياً لأنه آمن أن الله هو الخالق..ثم يعتقد أن خلقه أحكم أو أرحم أوأعدل منه!! . .

15‏/06‏/2012

ماذا لو ترشح جورج إسحق أمام مبارك ؟؟

"مستغربين اوي ان المسيحيين اللي هيشاركوا هينتخبوا شفيق ؟ لو مبارك اترشح قدام جورج اسحاق ! السلفيين والاخوان وناس كتير منكم هيختاروا مبارك ."
بهذه العبارة تساءل أخ كريم مازحاً على  حسابه على تويتر . . لفت انتباهي أن الأمر قد يبدو للكثيرين للوهلة الأولى أنه مقنع , رغم أنه ليس كل ما يلمع ذهباً .

أقول له . . أخي الحبيب . .

أولاً / بخصوص أنه في حال حدوث منافسة على الرئاسة بين " مسلم " و " غير مسلم " فإن السلفيين و الإخوان و كثير من الناس (( المسلمين يعني أعتقد إنك عايز تقول كده )) حينتخبوا مبارك . . دعني أوضح لك امر لم تنتبه له . . و كلنا ذو سهو و خطأ .

أقول مستعيناً بالله . . إعلم أن أي مسلم متدين لن يذهب لصناديق الاقتراع في حالة مثل تلك .

لأن الشريعة الإسلامية تحرم أن يحكم دولة الإسلام غير مسلم , بغض النظر عن وضوح مدى عظمة و حكمة الشريعة في هذا التحريم لبعض العقول أو عجز و قصور البعض الآخر عن إدراك حكمة و عظمة ذلك التشريع فليس هذا موطن الحوار حتى لا نتفرع في حوار مثل حوار الطرشان , و إن شئت مناقشة هذا الأمر في نقاش مستقل تجد فيه إن شاء الله عجباً تسجد لله على عظمة تشريعه و لكن ليس هذا هو موضوع حديثنا .

و في هذه الحالة , سوف تكون الديموقراطية غير منضبطة بضوابط الشريعة , و هي ديموقراطية مرفوضة كلياً . . أقولها لك . . هذه هي ديموقراطية محرمة كليا . . التي تأتي بما يخالف شرع الله . . و المسلم لا يعترف بمثل هذه الممارسة أصلاً فضلاً عن أن يشارك فيها .

و إن شئت فارجع للتاريخ لترى كيف أن معظم متديني الشعب المصري كانوا يعرضون عن المشاركة في الانتخابات في السابق
, لمجرد أن العملية الديموقراطية كانت عمليه شكلية تزين الوجه القبيح للنظام المستبد , رغم وجود المادة الثانية للدستور  التي  لا يمكن في ظل وجودها - على الأقل نظرياً - التشريع بما يخالف الشريعة خاصة منذ 1996-

فما بالك يوم أن تكون عملية الانتخابات يرفضها الإسلام اصلاً .

لذا فاستدلالك بهذا ليس محل إلزام لأي أحد من المتدينين , أما من يخون دينه بفعل المحرمات و المشاركة في مثل هذه الممارسة . . فيسال هو عن ذلك . . و ليس فعله قدوة يحتذى بها , و لا مسوغ لمثله أن يحذو حذوه .

أما بالنسبة لتسويغك للمسيحي أن ينتخب شخصاً - أياً كان ليس عن قناعة و إنما لسبب طائفي .

أقول أن المسيحي المتدين , المتبع لتعاليم المسيح حقاً لا ينتخب شخصاً اياً كان , لمجرد النكاية في الإسلاميين , أو لكي لا يحكمه الإسلاميون الذين أثبتوا له أنهم لن يظلموه مثقال ذرة - و ذلك طبعاً بعيداً عن الدعاية المتحللة تعفناً على المراحيض الفضائية و أوراق التواليت الصحفية .

فإنني أظن أن هذا المسيحي المتدين لا يرضى أن يخون مصلحة شعبه , و دماء من ضحوا بحياتهم و هم يظنون أنهم سوف تحترم تضحياتهم , خاصة و أن منهم مسيحيون مثله .

لا أظن أنه يخون مصلحة الأمة التي هو جزء منها , من أجل نعرة طائفية .

خاصة و أن تعاليم العهد الجديد تدعوه إلى أن يترك ما لقيصر لقيصر و ما لله لله . . و كذلك "فأعطوا الجميع حقوقهم: الجزية لمن له الجزية. الجباية لمن له الجباية. والخوف لمن له الخوف. والإكرام لمن له الإكرام." . . فالعهد الجديد لا يحرم عليهم أن يحكمهم غير مسيحي . . و لكنه يحرم عليهم الخيانة . . التي تحرمها كل الأديان .

لذا أقول إن من انتخب شفيق ظناً منه أن في هذا مصلحة مصر . . فهو وقناعته . . أما من حسبها من هذه الحسبة الطائفية . . و هو يظن أن هذا في غير مصلحة مصر و لكن حتى لا يأتي الإسلاميون . . فقد خان مصر . . و خان دماء من ضحوا بدمائهم من ابناء طائفته . . لينعم هو بالتشفي في إقصاء الإسلاميين  . . و بذا يكون أيضاً قد خان إيمانه . . و الخائن أبداً لا تسوغ له خيانته على أنها . . عبادة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توضيح هام :
هناك مسألة خطيرة في صلب عقيدة المسلم و مسالة مختلفة في صلب عقيدة المسيحي تفسر الأمر أكثر . .

أولاً / في عقيدة المسلم :
" أن الدولة التي يسكنها المسلمون واجب شرعي أن تحكم بشريعة الله . . لأن الإسلام دين و دولة . .

و هذه الطبيعة للإسلام هي بالمناسبة ما تنبأت به كتب اليهود . . إن الإسلام هو ملكوت الله "
 

و هذا الدين نفسه هو الذي جزء من شريعته ,  أن تراعى حقوق حرية العبادة و العقيدة و المواطنة للأقليات الدينية الكتابية الموجودة فيها  , و ألا يظلم أحدهم مثقال ذرة , ليس بقوة القانون فحسب و و لكن تعبداً و تديناً و قربة إلى الله.

ثانياً / في عقيدة المسيحي  فهو يؤمن أن المسيح مملكته ليست من هذا العالم . . حيث تنسب إليه الأناجيل الحالية أنه قال «مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتي من هنا».. . فهي مملكة روحية . .

و من ثم فالمسيح نفسه جاء لبني إسرائيل و هم تحت حكم الحكم الروماني (( الوثني )).

و الأناجيل الموجودة حالياً بين أيدي المسيحيين - و الذي يعتقد المسيحيون في صحتها و يختلفون مع المسلمين حول مسألة تحريفها و التي ليست محل نقاشنا الآن  - تنسب للمسيح عليه الصلاة و السلام  أنه لم يأمر المؤمنين به أن تكون لهم دولة يحكمون فيها بالمسيحيين , بل على العكس . .ينسب إليه في الأناجيل الحالية أنه حينما سئل عن الجزية قال «أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله». . و يؤمن المسيحي أن تفسير هذا النص أن " انتماؤنا للدولة يقتضينا دفع الأموال للخدمات والمنافع التي نتمتع بها. وانتماؤنا لملكوت السموات يقتضينا أن نقدم لله ولاء نفوسنا وطاعتها." كمابذكر ذلك أحد اشهر كتب التفسير المسيحية تعليقاً على النص . .

فالمسيحي لا يؤذيه في دينه أن يحكم بأي شريعة أخرى . . طبقاً لكتابه و عقيدته . . فالموانع عن هذا منتفية عنده .

أما المسلم . . فعقيدته . . تجعل من المؤذي له في دينه . . و المعطل لكثير من شعائره قبل شرائعه . .أن يحكم بغير ما أنزل الله .

و أختم لك بأنه لو لم يكن هذا حال حتمية تطبيق شريعة الإسلام . . لكان لليهود عذر - بغض النظر عن قبوله - أن يكذبوا رسول الله صلى الله عليه و سلم  . . لأن النبوءات التي عندهم عن الرسول صلى الله عليه و سلم كما هي مترجمة بألسنتهم إلى يومنا هذا في الكتب الحالة الموجودة بين أيديهم أنه " تنتظر الجزائر شريعته " و في بعض الترجمات " تنتظر الأمم شريعته " . . كما أنه " عن يمينه نار شريعة لهم "

06‏/06‏/2012

أنا و مايكل و سمر ( قصة واقعية قصيرة )

استرخيت على مقعد القطار متوجهاً من الإسكندرية إلى القاهرة . . و ما إن بدأ القطار الحركة حتى بدأت احرك لساني بما تيسر من أذكار السفر . . و بدأ القطار يشق طريقه حثيا . .  وبدأت أنا أسلم رأسي إلى مسند المقعد . . تاركا إياها تهتز برفق كلما تهادى القطار .

و كعادتي أخذت الأفكار تهيم و تتقافز في خفة حول رأسي دون أن تستقر أحدها فيه , أخذت تتداخل أفكار ربما كان منها البحثي في تخصصي العلمي , و أخرى تتعلق بشوقي لأحبابي في القاهرة , و تلك الحيرة بين طلب الشاي أو النيسكافية و غيرها و غيرها لست متأكدا من تحديد أي من الأفكار على شكل اليقين . . فهي أفكار كأنها فراشات تدور حولي فلا هي تستقر في عقلي و لا عقلي يأخذ زمام المبادرة نحوها . .

تلك الحالة التي يحلو للبعض أن يسميها في عاميتنا المصرية " السرحان " . . حالة بين التفكير و اللاتفكير .


مر الوقت و أنا هائم بين الأفكار المتلاطمة أحاول النوم . . و لم يكن يشعرني بمرور الوقت بين همهمات الركاب إلا دقات قضبان القطار على أذني . . و أنا غارق مستسلم لهذه الحالة أحاول أن أنام . .

وفجأة . .  انتزعني من هذه الحالة  صوتٌ بدا في حدته و انفعاله أكثر لهفة و صراخاً من الهمهمات المختلطة لعامة الركابا و لتي تملأ جو عربة القطار . .

 " يا جماعة خلوا عربية إسعاف تنتظر في محطة مصر ضروري لأن واحدة مغمى عليها و داخلة في غيبوبة بقالها حوالي ساعة و بنحاول نفوقها " .


قالتها بانفعال شديد فتاة في مقتبل العمر مخاطبة الجميع و كأنها تستغيث . .

انتفضت من مكاني فورا محاولاً تقديم يد العون , و ذهبت إلى مكان الحدث مسرعا , فإذا بشابة صغيرة , ممدة بالأرض في الوصلة التي بين عربتي القطار , و حولها مجموعة من الناس , و بجوارها شاب عرفت لاحقا أنه أخوها >

غير أنه كان هناك شاب بدا من ملامحه و اختلاف مستوى هندامه عن مستوى ملابسها البسيطة - أنه ليس من أقربائها و إن كان مستميتاً في محاولة أن يظل فمها مفتوحاً لأنها كانت مصابة بحالة تشنج قد تعض معها لسانها و تجرحه .

 طلبوا إبرة كورتيزون , لا أعلم لماذا , فأخذت أجوب العربات عربة عربة أعلن عن حاجتنا لإبرة كورتيرون , و لكن دون جدوى.


عدت مرة أخرى إلى الفتاة فإذا بهم ينادونها " سمر . . سمر فوقي يا سمر" . .و هي غارقة في إغماءة طويلة . . و لم يزل صديقنا الشاب الذي علمت لا حقاً أنه طبيب يحاول إفاقة الفتاة و حمايتها من عض لسانها .

طلبت مني والدة الفتاة , أن اقرأ لها قرآن , فأخذت أقرأ لها آيات من كتاب الله , و أنا أراقب صديقنا الشاب المعالج و هو لم يزل يحاول إفاقتها , قرأت عليها سورة الفاتحة . . و هي رقية ثابتة شرعاً . . قلت في نفسي هكذا نكون قد أخذنا بكل الأسباب , الرقية بالقرآن و هي سبب للشفاء يغفل عنه ضعاف العقول و الإيمان . . و التداوي بالطب و هو سبب من سنة نبينا أن نتداوى به أيضاً و يؤيده أيضا حسي كشخص علمي في أحد التخصاات التجريبية التي تؤمن بأهميةالأخذ بالأسباب العلمية الثابتة لأنها من سنن الله في الكون " و لن تجد لسنة الله تبديلا ".

و بدأت الفتاة تفيق تدريجياً , و بدأت تستجيب ببطء , وذلك في نفس الأثناء التي كان القطار فيها يدخل إلى رصيفه في محطة رمسيس , و هنا بعد أن اطمأننت عليها أردت الانصراف لأعود لزوجتي التي تنتظرني عند المقعد و الحقائب معها و هي قلقة .

و قبل أن أنصرف , أردت أن شكر شريكي في محاولة إنقاذ " سمر " . . أو للصدق أنا الذي أصبحت شريكه لأنني حينما ذهبت إليها وجدته موجود من قبل .

أردت أن أشكره , سالته : " ما اسمك يا دكتور ؟؟ "

أجابني و ملامحه تحمل تعبيراً لم أفهمه حتى اللحظة ,  لكنه كان متجهماً , قال لي و كأنه يعتقد أنه سينهي حلماً جميلاً لدي : " اسمي مايكل "
قالها و هو يترقب قسماتي في توجس.

لم يكن يعلم انني كنت قد رأيت الصليب على يده آنفا أثناء محاولته إمساك فم سمر وعلاجها  لـ " سمر " .

نظرت إليه و ابتسمت في امتنان . . وددت لو استطيع أن أؤكد له أن الإسلام يجمع الإنسان للإنسان على الخير و العدل مهما اختلفت الأديان  . .

لكن المقام لم يكن ليسع , شددت على يديه بعمق , متمنياً من قلبي له الهداية و الخير .

ثم . .  قبلت رأسه . . و مضيت

وجدت أحد الشباب الطيب , يراقب هذا المشهد بين ملتحِ و قبطي . . يراقب الموضوع بحماس . . و تكاد دموع الفرح تطير من عينه , و بينا أنا أمضي إلى أهلي . . اشار إلي بإصبعه الإبهام إليه علامة OK .

مضيت مع أهلي شاردا . . أتأمل  . .

لقد اشتركنا سوياً في إنقاذ " سمر " . .

" سمر " ياله من اسم !!

كم هو قريب من
اسم حبيبتي . .

" مصر "

[ قصة واقعية ]

03‏/06‏/2012

ثورة الممر . . ( قصة قصيرة حقيرة )

الممر بين المقاعد التي على الجانبين شديد الازدحام . .  الأجساد متلاصقة ترتسم عليها  القيود . .  رائحة العرق العفنة تكمم الأفواه . .  الظلام سيد الموقف . .

الباب الخلفي للصالة مغلق و كذلك النوافذ . .  و غير مسموح لأحد بالجلوس في المقاعد الفارغة . . 

الملهاة  تجري الآن على خشبة المسرح التي اختفت بهجة ضوئها . .  خلف الستارة السوداء الرهيبة .

و في الساعة الخامسة و العشرين . .  من عمر يوم العرض . .

حدث الزلزال . .

أضاءت الصالة . .

فتحت الأستار و النوافذ . .

صعد المكبلين جميعاً إلى المسرح . .

 نزل أبطال العرض العلوي  إلى الصالة . .  " الحملان الذئاب " و " المناورون المغفلون " و " راقصي رقصة التعري " . .

جلسوا على مقاعدهم الخاصة المحجوزة مسبقاً. .

أغلق الستار الأسود ليحبس خلفه الخشبة و عليها جموع المكبلين . .  أطفأت أنوار الخشبة المحبوسة خلف الأستار على سكانها الجدد . . ليغوصو في الظلام السحيق

أضيأت الصالة حيث تجري الملهاة الآن , فتحت النوافذ . . تم تشغيل أجهزة التكييف . . و الشاشات . . مر حاملوا المرطبات و الآيس كريم و الوجبات . .

استمر العرض و لكن . . ولكن على أرضية الصالة .